لماذا موت الناتو ليس ببعيد؟

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 22:21
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

منظمة حلف الشمال الاطلسي North Atlantic Treaty Organization حلف عسكري عالمي دون الاخذ بنظرالاعتبار مواصفات منطقة معينة من حيث الثقافة و غيرها من القواسم المشتركة التي نجدها بين ثقافات منطقة او قارة معينة. فمنظمة الناتو تستند على قاعدة هشة لانها تمتد على ثقافات مختلفة كليا و مساحات واسعة تبعد دولها عن بعضها و تفصلها البحار و مصالحها. فهي ليست منظمة ذات قاعدة اقتصادية قانونية ثقافية او سياسية لتستند عليها بقوة اذا دعت الحاجة بالمقارنة مع الاتحاد الاوربي فرغم ما نشهد اليوم من مشاكل اوربية فان الاتحاد الاوربي يستند على قاعدة صلبة متعددة الاطراف. ليس حلف الناتو في الحقيقة الا حلف امريكي غير تضامني عمليا. لاحظ روح التعاون و التضامن الاوربي مع اليونان بالمقارنة رغم صعوبة الامر.

لم يبدأ الاتحاد الاوربي الا كمنظمة اقتصادية بين ثقافات اوربية (مسيحية) مشتركة و رغم الفرق الكبير بين الشرق و الغرب استطاعت ان تتطور الى منظمة سياسية قانونية ثقافية تجمع الدول الاوربية تحت راية واحدة في اتحاد عائلي تخدم كموديل يقلد في مناطق اخرى في العالم مثل الاتحاد الافريقي او الاتحاد الاسيوي و الشرق الاوسطي او الامريكي اللاتيني. ليس اليوم هو يوم الناتو بقدر يوم بروز اقتصادات جديدة على الساحة العالمية كالصينية و الهندية و البرازيلية و الروسية.

اليوم هو يوم التضامنات المحلية التي تخرج عن مستوى الاتحادات الدولية اي بدأ العالم ينقسم الى اقطاب متعددة كفيل ان يقضي على الاتحادات العالمية التي لا تربطها الا مصالح عسكرية. فماذا تربط الدولة التركية باعضاء حلف الناتو غير استغلالها لاغراض عسكرية معينة؟ كانت تحلم الدولة التركية ان لا تكون فقط عضوا في الناتو بل ايضا في الاتحاد الاوربي و لكن لم يسمح الاتحاد الاوربي لحد اليوم بدخول الاتراك ليس فقط بسبب سياستها العنصرية الشوفينية تجاه الطوائف و القوميات الاخرى بل لانها بكل بساطة ليست اوربية لا في جغرافيتها و لا في ثقافتها و لا في دينها. انحدرت اهمية الدولة التركية ايضا الى الاسفل في نظر منظمة الناتو بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و استعداد كيانات جديدة ظهرت على الساحة للانظمام اليها.

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات