أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي الماوي - مفهوم حرب الشعب














المزيد.....

مفهوم حرب الشعب


محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 22:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


(مقتطف من نص " في الثورة الوطنية الديمقراطية- في الرد على حزب العمل الالباني-)
يحتل الريف مكانة هامة في عملية الانتاج اذ يستقطب عددا كبيرا من السكان,بيد ان مفهوم المدن بأتم معنى الكلمة ينحصر في بعض العواصم والمدن الكبرى وتبقى المدن الاخرى ذات طابع ريفي لامجال لمقارنتها بمدن البلدان الراسمالية المنتشرة في كل مكان.وتمثل المدن وخاصة منها العواصم مركز تجمع مصالح الامبريالية وحلفائها الذين يعملون باستمرار على صيانة مصالحهم بتكثيف الاجهزة القمعية بغية ضرب الحركة العمالية ومحاصرتها.
وانطلاقا من هذا الوضع فلايمكن للانتفاضة المسلحة ان تنجح في هذه المدن الصغيرة والمعزولة والتي يطغى عليها الطابع الريفي اذا استثنينا العواصم,اذ سيقع قمعها ومحاصرتها ونسفها في رمشة عين حتى وان تمكنت القوى الثورية من الصمود لوقت معين.بيد ان حرب الشعب كشكل نضالي تصبح ضرورة ملحة نظرا للواقع اشباه المستعمرات اولا وثانيا نظرا لواقع موازين القوى اذ لايمكن للمقاومة ان تدخل في مواجهة مفتوحة ومباشرة مع العدو خاصة في البداية أي في مرحة الدفاع الاستراتيجي فهي تتخذ شكل الفرق المتنقلة والمتحركة في المدن وخاصة في الارياف وتعمل على ضرب مواقع العدو ومصالح الامبرياليين وحلفائهم بصفة تصاعدية وحسب ما يمليه الواقع ويبقى هذا الشكل الوسيلة الوحيد لضمان استمرارية حرب العصابات.ان هذه الفرق المتحركة ستعمل بحكم تطور تجربتها واعتمادها على قواها الذاتية وعلى طاقات الجماهير الخلاقة ستعمل تدريجيا على بناء جيش التحرير الشعبي وتغيير موازين القوى لصالح الثورة الى ان تبلغ مرحلة الهجوم وارساء قواعد ارتكاز ومناطق محررة مهما كانت صغيرة ووقتية الخ... وقد اثبتت التجارب السابقة الغنية بالدروس مدى صحة هذا الحل ومدى تطابقه وواقع هذه البلدان "المتخلفة" والى جانب هذه التجارب الظافرة بفضل تطبيقها لحرب الشعب فان حركات التحرر الحالية حتى وان لم تكن بقيادة حزب الطبقة العاملة فان هذه الحركات تحاول تطبيق بعض الاشكال المسلحة المعتمدة في حرب الشعب.
ان التواجد في الريف والتوجه نحو الحليف الاستراتيجي بغية تأطيره من قبل طليعة الطبقة العاملة لايعني البتة ان خط الحزب خطا برجوازيا صغيرا بل ان هذا التوجه الصحيح املته الظروف الموضوعية مثل التركيبة الطبقية وطبيعة الطبقات الثورية وموازين القوى الخ وفضلا عن اتساع الريف وطبيبعته الجغرافية السانحة "لحرب الانصار"فهو يشكل اولا خلفية امنية وقلعة شاسعة يصعب على العدو محاصرتها ويمثل دعما للمقاومة يتجسم خاصة في مشاركة الفلاحين بصفة مباشرة في صيانة المقاومين ومدهم بالغذاء واخفائهم الخ..." عندما نتحدث عن تكتيك كفاح الانصار فنحن نعني بذلك قبل كل شيئ اسلوب عمل الانصار ونشاط وحدات الانصار ضد العدو وهو امر يتوقف اساسا على التسليح.فللجيش النظامي المجهز بالدبابات والطائرات والمدفعية تكتيكه الذي يتلائم مع تسلحه وهو يعتمد على السلاح والتكنيك وعلى قوة نيرانه وقواه الضاربة.اما الانصار تامجهزين باسلحة خفيفة وكميات محدودة من الذخيرة فانهم أكثر ما يعتمدون على المباغتة وعلى الضربة المفاجئة...ولكن عندما نتحدث عن تكتيك كفاح الانصار فنحن نعني ايضا علاقة الانصار بالسكان و بالشعب"(ص21 و22 من تكتيك حرب الانصار)
ان التوجه نحو الريف يعني بالضرورة توجه طليعة الطبقة العاملة عند احتداد الصراع واتخاذه شكل الكفاح المسلح,ان التوجه نحو الفلاحين وجرهم في الصراع ضد الامبريالية والاقطاع لاينفي البتة ولايمكن ان يعني انه وقع اهمال المدينة كما اتهم حزب العمل الحزب الشيوعي الصيني بذلك, والا كيف يفسر حزب العمل ترحاب المدينة بدخول المقاومين بعد هزم العدو؟ لقد بينت التجارب السابقة وحتى تجربة حركة التحرر العربية انه في نفس الوقت الذي كانت فيه المقاومة تنصب الكمائن وتدبر عمليا الهجوم على العدو في الارياف وخاصة في المرتفعات كانت المدن في فلسطين المحتلة تنتفض في مسيرات وتدخل في اضرابات عادة ما تتحول الى مظاهرات عنيفة ومواجهات مع العدو...واذا تمكنت الصهيونية من التحكم في الوضع بعد زمن معين وفرض الهدوء الظرفي فانها تعجز كليا على محاصرة الفدائيين ويسيتحبل عليها ضربهم او افتكاك اسلحتهم...
واذا كانت الانتفاضة وحدها هي الحل الامثل فلماذا تواصل فصائل التحرر في تطبيق بعض اشكال الكفاح المسلح المستلهمة من اساليب حرب الشعب, واذا كان بامكانها افتكاك المدن من الوهلة الاولى وتحويل الاضرابات العامة الى انتفاضة بغية اسقاط الانظمة الرجعية فلماذا لم تفعل ذلك منذ زمان؟ ان الانتفاضة قد تنجح في ظروف معينة في تغيير شكل السلطة لكنها لن تفلح في تغيير النظام ككل أي انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية .
يخلط حزب العمل عمدا بين الانتفاضة المسلحة في البلدان الراسمالية وبين حرب الشعب في اشباه المستعمرات حيث تقترن حرب الشعب ببناء السلطة الشعبية التي تزحف تدريجيا لتصل في النهاية الى محاصرة المدن. لقد حاول عبثا التوفيق بين الحلين حتى لا يفتضح أمره وادعى ان الحزب الشيوعي الصيني مثلا لم يحسن المزج بين النضال في الارياف والنضال في المدن حيث اكتفى بالارياف التي قادت المدينة في آخر التحليل وقد أدى به هذا المنطق الميكانيكي الذي اتى بعد قلب واضح للحقائق أدى به الى الى ضرب مفهوم حرب الشعب وعلاقة هذا الاسلوب بالمناطق المحررة وبالسلطة الشعبية التي تتواجد فيها بصفة موازية مع السلطة الرجعية القائمة في بقية البلد.



#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجان الدفاع الشعبي
- البرنامج السياسي-الوضع العالمي-
- العنف الثوري-(مقتطف من البرنامج السياسي)
- برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية
- دروس من إنتفاضة سليانة
- العنف السلفي والتجاذبات السياسية
- نمط الانتاج المشاعي البدائي
- الاقتصاد السياسي
- الشعب يريد اسقاط النظام لاترميمه
- الحركة العفوية وقضية التنظّم
- تونس- وحصل الفرز الطبقي
- حقيقة الوضع السياسي في تونس
- ملخص لإضافات ماوتسي تونغ
- الانتخابات في مصر والانتفاضة في الذاكرة
- عنف الدولة وعنف الجماهير العفوي والعنف الثوري
- قراءة في -ورقة عمل حول بناء حزب موحد -للوطنيين الديمقراطيين-
- الحركة النقابية والصراع بين الخطين
- نداء الى المجموعات الشيوعية
- تونس:الوضع في ظل الاعتصامات والاعتصامات المضادة
- حول خلايا المؤسسات


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي الماوي - مفهوم حرب الشعب