|
سوريا الثورة :(4): تتمة : مفاهيم نظرية أساسية
رياض خليل
الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 13:53
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
ازدواجية السلطة .. التناقض والصراع بين سلطتين على الأرض : هنالك صراع إذن على أرض الواقع – سوريا مثالا - : صراع مابين سلطتين : سلطة الحكومة القائمة المدافعة عن النظام القائم ( نظام الحكم الأسدي الديكتاتوري ) من جهة ـ وسلطة الثوار الراغبين في تغيير النظام ، وإسقاطه عبر إسقاط سلطته الديكتاتورية من الجهة المقابلة ، بهدف إحلال نظام حكم مدني ديمقراطي تعددي تداولي ، يطمح السوريون إليه منذ زمن طويل ، وبعد حقبة مديدة من الديكتاتورية القاسية . وهنا تبدأ السلطة القائمة بخسارة مقوماتها وخصائصها الجوهرية ، ومن أهمها مبدأ الحصرية في امتلاك السلطة على الأرض والمجتمع معا ، وبالتالي تتعرض شرعيتها للخطر الفعلي ، وقد تجسد هذا بما يجري في الديبلوماسية الدولية التي اعترفت بأكثر من مناسبة بقوى الثورة والمعارضة كممثل شرعي للمجتمع السوري ، وبحقها في نقل السلطة من أيدي النظام السوري الحاكم إلى أيديها (المعارضة ) . في الحالة السورية : وفي الحالة السورية لايمكن تقاسم السلطة والنفوذ بين الطرفين : الديكتاتوري والديمقراطي ، كما لايمكن جعل الصراع سياسيا ، أقصد عبر حل تفاوضي سياسي ، أو عبر حوار وطاولة مستديرة أوغير مستديرة ، بل لايمكن لذلك الصراع أن ينتهي سوى بزوال سلطة أحد الفريقين سياسيا ، وحصرا من خلال الحرب والخيار العسكري الدموي ، وهو معركة وجود من عدمه بالنسبة لكلا الفريقين ، ولابد من أن يسفر عن انتصار لأحدهما ، وهنا أرجح أن يكون الانتصار لصالح قوى الثورة والمعارضة والجيش الحر ، التي تمثل طموح الأغلبية الساحقة للسوريين لإقامة نظام بديل يتحررون من خلاله من نير الاستبداد ، وظلم الديكتاتورية الوحشية . عقم المساعي ومقترحات الحلول التفاوضية السياسية : وكل المساعي السياسية الداخلية والخارجية الدولية هي محض هراء ومضيعة للوقت والجهد وهدر لمزيد من الأرواح والدماء البشرية السورية من كل الأطراف المتصارعة ، والتي تعتبر أكبر خسارة فادحة للوطن والمستقبل والشعب السوري .
شرعية السلطة القائمة ، وشرعية السلطة الثورية : هنالك أنواع للشرعية ، وهي محل خلاف ونقاش وأخذ ورد ، بسبب نقاط : هي تساؤلات عديدة ، فهل السلطة الديكتاتورية والاستبدادية عموما هي سلطة شرعية ؟ وهل السلطة الانقلابية كذلك ؟ وهل السلطة الثورية كذلك ؟ ومتى تصبح السلطة الثورية سلطة شرعية ؟ ثم إن هنالك الشرعية السياسية ، والشرعية الأخلاقية ، والقانونية . وعلى الثورة السورية أن تسقط السلطة الديكتاتورية وتحل محلها أولا ، حتى تتحول سلطتها المنتصرة من شرعية السلطة الثورية إلى الشرعية الواقعية القانونية المعترف بها وطنيا ودوليا . وهو ماينتج عن سيطرة قوى الثورة والمعارضة سيطرة كلية وشاملة على مؤسسات السلطة ومرتكزاتها وبناها السيادسة في البلد . وليس بالتعاطف الوجداني والإنساني تكتسب أي سلطة أو مشروع سلطة الشرعية الفعلية والقانونية الوطنية والدولية . والتأييد المعنوي والمالي لايصنع شرعية لأية قوة تطرح نفسها كمشروع سلطة بديلة عن السلطة القائمة في بلد من البلدان . بل بفرض نفسها وصناعة أسسها على أرض الواقع :( الأرض والمجتمع ) ، ولامعنى لأي سلطة في الهواء ، أوخارج الحدود . بعض خصائص السلطة الشرعية : حتى تكون السلطة ذات شرعية بالعرف الوطني والدولي ، عليها أن تكون سلطة فاعلة ناجزة ، وكاملة وشاملة لعموم المجتمع في وطن ما أو في بلد ما ، يجب ألا تكون السلطة منقوصة أو ناقصة أو جزئية ، ويجب أن تكون أيضا سلطة متصلة غير منقطعة أو متقطعة ، أو محدودة أو مشتركة مع سلطة أخرى تنافسها وتزاحمها في الوجود والسيطرة على بلد ما ، وفي مجتمع ما . كل هذه الأمور ضرورة معا لكي تحظى السلطة بالشرعية الواقعية – القانونية ، عبر الاعتراف بها محليا ودوليا . أما حينما تتعرض السلطة الرسمية ذات الشرعية الواقعية القانونية للاهتزاز والخلل ، ولخطر الإزاحة والإسقاط ، وتدخل في معركة وجودها كسلطة وحيدة ومنفردة ، فإن شرعيتها بالتالي تتعرض للتشكيك والنقص والضعف ، والطعن بها كليا أو جزئيا ، وهو ما نجد له نموذجا في السلطة الحاكمة في سوريا من قبل حكومة الأسد . وهي التي بدأت تتعرض للنيل منها وجودا وشرعية منذ بدء الثورة السورية ، وماتزال .. تواجه خطر الإسقاط من قبل قوى الثورة والمعارضة والجيش الحر ، بقوة المواجهة المسلحة الضارية مابين الجيش الحر وجيش النظام الأسدي . وهنا يطرح السؤال : متى تسقط السلطة الأسدية ؟ وتحل محلها سلطة الثورة ؟ وكيف للثورة أن تنتزع الاعتراف الوطني الداخلي المحلي بسلطتها على الأرض ، وبالاعتراف الدولي الناجز من الناحية القانونية قبل السياسية والأخلاقية والأدبية ؟
النظام والسلطة : النظام : هو كل مانتج عن وجود سلطة ما في بلد ما ، من بنى ومنظومات مادية ومعنوية .. تشريعية – قانونية - تنظيمية – ثقافية – سياسية .. الخ . ومع أن السلطة القائمة هي التي تلعب الدور الأساسي في صناعة نظامها الشامل للحياة الفردية والاجتماعية . تبقى تلك السلطة جزءا من نظامها ، ولكنه الجزء المحرك والمنتج .. والصانع لكل ماحوله من تجليات ومظاهر مادية ومعنوية . السلطة إذن مع كل أهميتها المحورية في نظام ما ، هي جزء مكون ورئيسي للنظام القائم ، وهو الضامن لأمن النظام وبقائه واستمراره وأداة فرضه على المجتمع الوطني ، وبالتالي فرض الاعتراف به وبشرعيته على المجتمع الدولي أيضا ، بفضل ماتمتلكه من قوات مسلحة مهمتها الحفاظ على أمن الوطن والمجتمع من أية أخطار ، ومن ضمنها الأخطار التي تهدد مؤسسات السلطة ذاتها في وجودها ومجال نفوذها ودورها ووظيفتها العامة .
#رياض_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا الثورة :(3) مفاهيم أساسية عن السلطة
-
سوريا الثورة : (2) : أبجديات في النظرية والتطبيق
-
سوريا الثورة : (1):أولويات المرحلة
-
ومضات: (1)
-
وهم الدولة الدينية وأسلمة الثورة السورية
-
سورية: بدء المرحلة الانتقالية وسد الفراغ في السلطة
-
خازوق أطلسي لروسيا
-
عن الطائفة العلوية أيضا
-
الدولة العلوية الثانية ، و، ماهية الطائفة العلوية
-
الأسد يهدم الدولة السورية
-
سوريا : حرب النظام المجنونة
-
الثورة السورية العظمى
-
نهاية السلسلة الدورية للاستبداد
-
الحكايتان الخامسة والسادسة من حكايات صاحب الجلالة
-
الحكاية الرابعة من حكايات صاحب الجلالة
-
الدكتور زهير غزاوي في ...
-
الحكاية الثالثة من حكايات صاحب الجلالة
-
الكاتب الفلسطيني طلعت سقيرق في :
-
حامل الهوى تعب : قصة قصيرة
-
من حكايات صاحب الجلالة : قصص
المزيد.....
-
وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة
...
-
تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في
...
-
مراقبون للشأن اللبناني: مهاجمة المتظاهرين السلميين عمل مشين
...
-
إضرام النار في الجسد: وسيلة احتجاجية تتكرر في تونس بعد 15 عا
...
-
حصيلة عمل فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بمناسبة اختتا
...
-
افشال السياسة العنصرية لترامب واسرائيل بحق الفلسطينيين مهمة
...
-
الحزب الشيوعي يرفض اتفاق إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان
...
-
-ميول إسلاموية- ـ المشتبه به يقر بتعمد دهس متظاهرين في ميوني
...
-
كلبة الفضاء السوفييتية -لايكا- تشارك في -يوروفيجن 2025-
-
جبهة البوليساريو تنفي تواجد مقاتلين تابعين لها في سوريا
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|