أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - رؤية دلالية للتركيب الجمالي















المزيد.....


رؤية دلالية للتركيب الجمالي


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 07:27
المحور: الادب والفن
    



عزيزة رحموني ومجموعة (صمت يساقط اكثر)
قراءة نقدية لرحاب حسين الصائغ
لنشرع بالتحرك في الانتقال بتوافق، ونستمتع بعملية الخوض في تحليل ونقد قصائد الشاعرة عزيزة رحموني المغربية، لذات الشعر نفسه نمرر رحيق صورها عبر ابداعها في تجربتها الشعرية الاولى، متوغلين بالمعنى الدقيق، والمحصور في تمثيل مفردات دقيقة لأنثى تمر بمحنة الحياة، رحموني لها مدلولها الجميل في نثر العاطفة من خلال النص، " الصمت " محور المجموعة، والذي يتجسد في العنوان بداية،( صمت يساقط أكثر)، ومن ثم ينتقل الى جسد المجموعة، بشكل ينبؤنا عن مشاعر لها مدلولها في البوح وتخطي ما للعصر من حالة حساسة تعيشها الأنثى ومنها شاعرتنا عزيزة رحموني المغربية، والتفاعل المرهف عند المرأة، اينما وجدت في الوطن العربي، يعمل خطابها الشعري خارج حدود التحجيم، يريد تحريك هذا الصمت وإسقاطه الى ما لانهاية، حيث تجد للصدى معنى في صورة الصمت، يؤدي الى فاعلية النص، والهيمنة التي تسفر عن فراغ عاطفي من وجه نظرها الجمالية، بتقديم نصها الشعري، انبثقت منه مفاهيم طقوسها لها سطوع منهجي رغم صور ألانفعال وشيء من الايمان يندرج في صميم النفس بحركة سياقية ، دائم التحوط في الكشف عن الراهن.
ما ملكته رحموني، من تفاعل في مجموعتها الشعرية (صمت يساقط اكثر) يسهم في مستوى عصر محدث، يعكس نشاطا فكريا ، متأثرا بما هو ايماني وأخلاقي، ويتقن كامل التكافؤ في خلق ما هو إنساني بين الذات وطبيعة الإنسان .انها في زمن الصراعات، قد حافظت على توازنها النفسي في طرح وضع المرأة، واندماجها مع واقع يحملها قضية عصية، وإثارة التقاطع في تفاعلها الحيوي في تأدية دورها الثقافي، وتشكيل خصوصيتها، ومجتمع نزع عن المرأة مركزيتها، والخاص بكيانها، مما يدعو الانسياق في تحليل هذه المجموعة الشعرية للشاعرة المغربية غزيزة رحموني، وما للمغرب من خصوصية ثقافية ميزيته عن باقي الدول العربية، لإلتقائه بثقافات اخرى تشابكت معه، مما جعل للأدب المغربي هوية خاصة به .. تفاعلات رحموني ادخلتنا مركز الحضارة العربية بمجموعتها( صمت يساقط اكثر)، التناقض له مرجعية تقود الى ضرورة الترابط في مقومات الفكر الناضج. رحموني كتبت نصوصها بكثير من النضوج والإحساس بالحرية داخلها، في اعتدال يحمل كثير من الإبداع خلقت اجوائها المكتنزة من واقع تحفه ظلال الجمال في الطرح، شكلت مفهومها ولغتها الشعرية الجميلة، لغة هادئة تضج بانسياب رائع، تتشابك احيانا مع ثنايا الأسى بالإشارة والتلميح، تتحد بخاصية علاقتها بمجموع الألفاظ في ثنائية متضادة، بين الشعور بالمرارة ورغبة ألانتصار وهذا الجمع دال على التنازع الظاهر على سطح واقع مسحوق، ويدل على قوة امتداده، الخارجة من التعصب والجهل، كقولها في اكثر من مكان من النص، وما لمفردة " صمت" من تواجد سائد، (يغزل لغتي قبعة لجبال الصمت) و( وصمت يساقط اكثر)و( امام صمت يساقط اكثر)و( حتى صمتي تساقط فيه اكثر)و(تساقط صمتي اكثر)و(.. ترفض صمتي اذا تساقط اكثر)و(صمتا تساقط اكثر)، كل ما جاء في التكرار لهذه الكلمات، "صمت" ، "تساقط"،" اكثر"،المهيمنة على اكثر من نص في المجموعة الشعرية، له مدلول خاضع ومتشابك في بؤرة العنوان، محفور في ذاكرة نشطة همهمتها بفاعلية الشاعرة، خاضعة للراهن من ذاتيتها، وواقعها كإمرأة تود ان تلقن عتمة تسطير على سويعات فاعليتها الزمكانية. التكثيف هنا يحمل نوعا من الاطمئنان، دلاليا على متن النص وخصوبة الأنوثة انه وتر الاثارة بالنسبة للشاعرة، لما يتوغل لحضوره العميق في قنصها العنوان، وإدخاله شبكة النص، ولتثير ضجر المعنى المنشود في اتاحة الترجل لهذه المفردات، التي تأكل ومنها تواجه القادم بلا خوف، ثم نجدها تعود الى كبريائها كونها ليس اقل من الاخر الذي يجدها تنشده، انه بعض خمائل الحياة، مثلا تقول: ( من وجعي ينسل سيزيف)و(كبرياء وبعض من حنين)و( اريج صوفي يغزل قبلة ضوء)و( منحبس مدُّ بوحي.. يتسآءل؟)و( كيف انقذ ذاكرتي من يباس؟)، توظيفها لهذه الصور ليس صفة ضعف، انها قوة انسانية لا يمكن التنحي عنها كأنثى، بنية حضورها في حالة الخلاص من الشتات، هو اندماج في اسس انسانية تطالب بها روح انسان، لذا تعتمد مخيلتها لمطلق في البوح الجمالي، وهي شروط واقعية الوجود، يدعوها للتماس مع الحياة، وجزء من انسجام هذا التضاد، الذي يغرس في افقها انعتاقا آخر وجديدا لتظل تنهداتها في وصف جمال الالم منسابة مع صرخة الصمت، تساعد عزيزة رحموني دلالة الالفاظ في اتساع المعاني، ولا تراوغ في مدلولاتها باستعمالات مقطوعة، انها تصوغ اسلوبها في نسق علاقتها بجمالية اتقنتها في تواصل لرصد ظواهر تمس قضايا المرأة، نموذجها المنحصر في خياراتها اللغوية، تجربتها تعالت بالارتقاء لخلق موقف في صميم التطويع، انتجت عناصر نصها بدلالة الجرأة التي تملكها في المعنى، في بنية شعرية متمكنة، رحموني تريد التحرر من الغرق في اسر الجزئي، لتصل رحم العالم الكلي، وتسمو الى ما ينطق به العام. نصها مرتبط بحالة شعورية حسية، ونرى ذلك في هذه المقاطع المختارة من نصوصها، ( في قلبي عصافير تعشق رائحة التراب)و( في قلبي طفلة تلهو، تشرب نهرضوء)و( بين جفوني هديل يشدو، موجة وجد تعزفني)و(غسلت قلبي من ضجيج شفني وصليت ها هنا)و كأنها فراشات تغسل حزن الغيم بالمطر، لديها فرضيات تفسر بها ضجة قابلة للإقناع بين نصها والقارئ، فعل صميمي العلاقة في الذاتي والانفعالي. تقدم نوعا من التقديس لهذا الجو الحسي في ولادته، هو الصمت الساكن إرادتها ورغبتها في التغيير القابل للتعديل، تملك مشاعر البراءة في ملامح غاياتها، لا تحب ان تخدش جمال النص، مما يعني قراءة نصها يحتاج لثراء جمالي، لكشف وجه القصيدة الناعم، حيث نجدها الى آخر المجموعة، كأنها عابد في محراب الكلمة، ( تصدح الصوامع فيك طنجيس.. تهجع الكنائس.. تفتح الصحراء سقفها)و( ايتها الصباحات العارية)و(طنجيس بهية انت).
ان الشاعرة عزيزة رحموني المغربية، جسدت انفعال الذاتية في شعرها، بمستوى التبادل الحسي، والانفعالي في نصوصها الناضجة فجاءت تجربتها كوخز لفوضى هذا العالم، وحققت عصيانا موفقا، تنفست به قصائدها بحاسة البحث عن ظواهر حياتية، وحلقت في افق رؤى التنقل الثابت، والانعطاف في تتبع اسلوبها ببنية الخطاب الدلالي، والتراكبية الجمالية، باستعاراتها لشخوص الحلم والمستقبل والآني، انه كشف لرؤية صافية ، مدركة لعبة الحياة القاسية، فتجاوزت اللحظة وشكلت صعودا رفع من اتجاهات تفكيرها.

رحاب حسين الصائغ كاتبة/ ناقدة من العراق



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصص التي شاركت بها في منتدى نازك ملائكة وفازت بالمرتبة الث ...
- المايسترو (قائد الاوركسترا)
- رحاب حسين الصائغ في -أوراق العاشقة-
- أمي يا محيطات قلبي
- تزورني الكلمات
- رسائل اخر الليل
- رسائل آخر الليل الجزء الاول وهناك اجزاء اخرى
- في وطن الضياع
- قصص مترجمة للغة الروسية
- في التذوق الموسيقي
- للحزن اصابع تقلقني
- تصالب مرآة
- غاديات الحب
- استيقاظ
- الصائغ والوزير / دوران السهو في الاوطان
- الصحافة ومشاريع خاصة بالمرأة
- المرأة ولحظة وعي
- طلاسم الحب لم تفك
- اصدار جديد
- مبروك لكل الفائزين في مسابقة افضل الكتاب


المزيد.....




- الفنان جمال سليمان يوجه دعوة للسوريين ويعلق على أنباء نيته ا ...
- الأمم المتحدة: نطالب الدول بعدم التعاطي مع الروايات الإسرائي ...
- -تسجيلات- بولص آدم.. تاريخ جيل عراقي بين مدينتين
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- السكك الحديدية الأوكرانية تزيل اللغة الروسية من تذاكر القطار ...
- مهرجان -بين ثقافتين- .. انعكاس لجلسة محمد بن سلمان والسوداني ...
- تردد قناة عمو يزيد الجديد 2025 بعد اخر تحديث من ادارة القناة ...
- “Siyah Kalp“ مسلسل قلب اسود الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة ...
- اللسان والإنسان.. دعوة لتيسير تعلم العربية عبر الذكاء الاصطن ...
- والت ديزني... قصة مبدع أحبه أطفال العالم


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - رؤية دلالية للتركيب الجمالي