عذراً ثورتنا السورية أين كنا وأين أصبحنا

كمال أوغلي

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 07:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

كانت ثورة شعب يتوق إلى الحرية بإمتياز وأصبحت ألعوبة بيد القاصي والداني لقد تشوشت الأمور ولا ندري إلى أين سنذهب لقد أصبحنا ألعوبة بيد القوى الكبرى فأين سيذهب هذا الشعب المسكين الذي دفع أغلى ماعنده لكي يحصل على القليل من الكرامة والعيش الرغيد.
كنت متحمساً في الماضي القريب بأننا سنحصل على بعض من كرامتنا التي هي حق مشروع لنا كشعب مقهور ومظلوم عانى لمدة طويلة من الإستبداد وضحّى بكل مايملك لكي يستعيد إنسانيته المسلوبة من ضغمة حاكمة إتضح أنها أداة لقوى كبرى, وعندما أقول قوى كبرى لا يعني ذلك روسيا أو الصين أو إيران القزمة بل أميركا والغرب الذي يتشدق يومياً بأنه حامي الحرية والديموقراطية وهم أكذب القائلين وأكبر المراوغين والذين هم فعلياً الإستعمار القديم الحديث الذي يريد فرض إرادته على المنطقة والذين ركبوا موجة الربيع الثوري رغم أنف النخب الحاكمة والتي لم تحكم بعد واستغلوا سذاجة الثوار الحقيقيين وكذلك من يدّعون أنهم تحرروا من الديكتاتورية وظنوا أنهم استلموا زمام الحكم في تونس ومصر واليمن وليبيا.

نحن من يفهم القليل أو على الأقل من يحلل بشكل منطقي نرى بأننا ذاهبين إلى الخراب ولا ألوم الشعوب التي غيّبت لعشرات السنين بل ألوم النخب التي تتخبط والتي تدعي الفهم رغم مرور سنتين أو أكثرعلى هذه الثورات العفوية, لكن للأسف لم يفهموا كيف تدير هذه القوى الخارجية اللعبة لصالحها ولو بالحد الأدنى.

أنا لاأنكر بأن ذلك صعباً ولا أنكر بأن هناك مؤامرة ولكنّي لا أومن بنظرية المؤامرة لكن إرادة الشعب ستطغى كذلك كانت إرادة الشعوب عبر التاريخ.
أعجب كم أن نخبنا ضعيفة وترهن مصيرنا نحن الشعوب التي ترنو إلى العدالة إلى الغرب والشرق ولا تستبصر.

للإسف تلك هي مصيبتنا فالثورة عندما بدأت أرعبت الشرق والغرب ولكن سرعان ماروّضوها لصالحهم ومن يدّعي بأن أي جهة من الغرب أو الشرق كانت وراء هذه الثورات فهو واهم ولا يقرأ الأحداث منطقياً وللأسف نخبنا بدأت تتصارع على الفتات ونسوا استغلال القوّة الثورية التي لو كانوا ذوو أفق واسع كانت حققت لهم على الأقل الحد الأدنى مما كانوا يصبون إليه, ولكن ياحسرتاه يبدو أن قدرنا أن نكون تابعين.

ذلك ليس تشاؤم بل حقيقة يجب أن نعمل على تغييرها فمصير شعبنا يتوقف على ذلك فإن لم نتحرك الآن وفي اللحظة الحالية وأعني بذلك كل من يغار على مصير بلدنا الحبيب سوريا فربما نخسر كل شيء ونخسر دم أكثر من ستين ألف شهيد وذلك ليس عدلاً وسيحاسبنا دم الشهداء على ذلك وهؤلاء الشهداء ليسوا شهداء سوريا فحسب بل هم شهداء الحرية لكل من يريد أن يعبد طريق الخلاص من الظلم والإستبداد في هذا العالم الغير عادل على الأقل بالنسبة لقضيتنا السورية.

#كمال_أوغلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات