محمد منير
الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 07:22
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
عندما احترقت القاهرة فى 26 يناير 1952، لم يكن الشعب الساخط والغاضب هو المسئول، فالشعوب لا تحرق أوطانها بل تغضب لها، وتثور من أجلها.. وأثبت التاريخ أن المسئول هو تحالف الفساد الحاكم مع القوى الفاشية التى ترى مصالح جماعتها الفاشية أهم من مصالح الوطن، عاونهم فى ذلك المستعمر البريطانى آنذاك والذى كان ينتقم لإلغاء معاهدة 1936.. أقدم هذا التحالف الشيطانى على فعلته لإجهاض تيار الصعود الوطنى الصاعد فى مواجهة فساد الحكم.. والآن المشهد يتكرر فى محاولة لتشويه حركة المعارضة المصرية ضد الحكم الذى جمع السلطة الفاسدة وفاشية الجماعات الضيقة فى منظومة واحدة.. ولكن حقيقة واحدة يؤكدها التاريخ.. الشعوب لا تحرق الأوطان بل تشيده.. الذى يفعلها هم أصحاب المصالح من الفسدة والجماعات الضيقة والدول الاستعمارية المستغلة.. فتشوا عن المستفيد من الإصرار على حرق المجمع العلمى فى مصر، وحرق سكك حديد مصر، فتشوا عن الذين يضعون وجودهم فى الحكم مقابل استقرار المحروسة وأمنها.
فى الأيام الأولى لثورة 2011، وقبل أن تدمرها مصالح الفاشيين، شيد المصريون درعاً بشرية لحماية المتحف المصرى من محاولة تخريبه.. هذا هو الشعب المصرى يدرك جيداً معنى الحضارة والثقافة والعلم.. أما هؤلاء الذين يرون الفن بدعة والثقافة ضلالة والمرأة عورة ومصالح الجماعة أسبق على مصالح الوطن، هم أصحاب مشاعل حرق الوطن.
انهضى يا مصر فلن تحميكى الدموع ولن يحرسك الصراخ وإنما درعك الوحيدة هى القوة العنيفة عنف الحق والشرف لا عنف البطش والتدمير والاستغلال... سجل يا تاريخ أن المصريين لا يحرقون وطنهم بل يدافعون عنه بأرواحهم وأجسادهم.
#محمد_منير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟