|
سفيرة الحياة
زهير بركوي
الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 00:04
المحور:
الادب والفن
قلمي الأسود، رفيقي الوحيد كالعادة، سأدعه اليوم يتحرك بمفرده، و يتمايل تمايل راقصة "باليه" على أنغام الحب، النابعة من لوحة "بيانو" بيضاء تحمل اسم الخلاص، تماما كما تخيلتها في أحلامي. أنا اليوم مجرد حاك، يعيد كلام قلبه المجروح إلى قلمه الأسود، ليعيد ترجمته هو الأخر، إلى خطوط مرصعة بقطرات دمع تزيد شيئا من لمعانها و تضفي عليها قليلا من الدفء... سأبدأ قصتي من فترة عمر لا أتجاوز فيها سن السابعة عشرة ، كنت حينها الفتى البريء ذو اللكنة الساذجة، و ثقة البدوي الغريب... كنت أرى في الغير وحشا لا يمكن معاشرته، لذا حبست نفسي في قفص للوحدانية، و أملت فيها ألا يفتح شخص بابه و لو لتحيتي.. لا أكلم أحدا عدا عائلتي، التي لا يجمعني شيء بهم غير اللقب و الشبه. في صباح يوم من أيام حياتي الوحيدة، وفي نيتي أن أقوم بكل ما أفعله كل صباح.. أنهض من نومي، أتجه صوب المغسلة، أغسل وجهي و أسناني و أتوضأ ثم أصلي بعدها، و أتجه صوب الثانوية .. لكن هذا اليوم كان مثاليا شيئا ما ، فأتذكر عندما قمت من نومي أحسست نوعا ما بشيء من النشاط نابع من صميم قلبي، أكملت واجباتي المعتادة و قصدت طلب العلم....و أنا في الطريق صادفت ما لم يكن يوما في حسباني.. عيني لم تفارق مكانها، و قلبي بدقاته المتسارعة أصبح كقطرات الأمطار التي تعانق زجاج النوافذ، لتنذر أهلها بقدوم عاصفة قد لا يمكن الخروج منها... لقد رأيتها و عيناي لم يزحزحا من عينيها، كانت كحورية بحر تسبح تحت أشعة شمس دافئة، تداعبها لتترك انعكاسا يعمي مرأى كل من يراها... عيناها كانت تحمل لونا سماويا يخضر لحظة ملامسته النور، و فمها الكرزي الشكل و الذي تبنى حبر الزهور أثقل في إعجازا في التعليق ... دامت نظراتي صوب عينيها بضع ثوان، التي عند انتهاءها ابتسمت لي و أقفلت عينيها و رحلت. تجمدت في مكاني و لم أدري من الذي يحصل لي، دقات قلبي المتسارعة بدأت تضعف شيئا فشيئا، و عيناي لم يزحزحا من مكانهما و لو أنه لا يوجد شيء صوبهما... أصابني خوف لم أعرف مصدره، و أصبح تفكيري المغلق منفتحا على صورتها.. و أحسست بأن هناك ذرة نور تخللت خليتي و أن هناك غاشيا جميلا سيحتل مملكتي... تملكتني بسمة طيلة اليوم، و انتابني إحساس قد لا يمكنني التعبير عنه، و نظراتي المخيفة بدأت تختفي، و محادثتي النفسية أضافت خلا لطيفا اسمه الحب، و كل ما كان ظلاما في حياتي، اليوم لامسه بريق لنقطة نور توقعت أن تغير مسيرة عيشي.... لم أدر أن ما أفعله يرتكز على الحقيقة أم الخيال، لكني كنت متأكدا من صدق أحاسيسي....هل حقا هو الحب ؟ أم هو مجرد رغبة في الحب لمعرفة العالم؟ أم أنا مجرد أحمق نسي مفاتيح العقلانية؟ كلها أسئلة ملأت أذناي من حديث قريني الداخلي (نفسي) و كلها أسئلة حركت بؤرة تفكيري، و تركتني أنتظر اليقين. انتهى اليوم قبل نفاذ وقته القانوني، و خيوط أشعة الشمس بدأت تختفي رويدا رويدا، من زحف غيوم سوداء تلاحقها كأنها تعاتب صدق و وضوح بريقها الأبيض، لتترك للطبيعة لون الظلام. اتخذت من زاوية غرفتي الفارغة مكانا انتظر فيه الهام الحقيقة .. التي تركت في رغبة لتغيير طبيعتي الحياتية، و توغلت فيها و رحت أفكر عسى أجد جوابا يقنع مشاعري المتعارضة... أمضيت الليل بطوله على نفس الهيئة .. جلسة القرفصاء و رأس محن بشكل يصعب رؤية عيناي فيه، لدرجة أني فقدت الإحساس ببقية أطراف جسدي ... قطرات الأمطار بدأت تسقط بشكل هادئ بحيث شكلت "سيمفونية" حزينة بأصوات ارتطامها مع الأرض، و زفير الرياح كأنه تأثير يضفي على "السيمفونية" قليلا من الكآبة المرعبة. مر الليل البارد بطوله و الصمت مخيم على غرفتي، و أنا على نفس الحال أصارع جمجمتي، و عيناي المفتحتان لم يريا في حنكة الليل، غير صورة سفيرة الحياة... نعم سفيرة الحياة، فلحظة رأيتها، بدأت ألمس في الحياة دفئا و شعورا أمال رغبتي الوحيدية، وترك في نورا أبيض ينير ظلمة تفكيري. صارعت الليل بطوله لرؤية الشمس من جديد، لكن لحظة فتحي شباك النافذة، وجدت أن الغيوم السوداء سمحت فقط لنورها بالمرور. و منعت عن لساني سؤالها، و عيني المحمرة من انعدام النوم برؤيتها... قلت لابأس فلا أحد يتحدى الطبيعة.. أقفلت النافذة، و اتجهت صوب مكتبي الصغير، حملت قلمي الأسود كالعادة، و أخذت ورقة بيضاء، و بدأت أخط خطوطا تعكس خواطر يمليها قلبي علي، كي أخفف شيئا ما من آلام الغرام.. كنت أتخيل صورتها في كل حرف أكتبه، و أتخيل صوتها الذي لطالما حلمت بسماعه منذ لحظة رؤيتها بين الفواصل.. أخذت أكتب و أكتب إلى أن ارتخت أناملي، و جفنا عيناي أمالتا للالتقاء، و يد النوم مدت إلي... و التي جعلتني أترك القلم من يدي، و أرتمي على الأوراق المرقعة ببقع خواطر من حبر قلمي الأسود، و أخدني الظلام بعيدا إلى عالم الأحلام... عالم يفتقر للواقعية، عالم أنسى فيه شخصيتي. حلمت بحلم غريب، حيث وجدت نفسي على صخرة قرب المحيط، و صوت الأمواج سرب أغشية أذناي، لم أر قط حلما شبيها لكن لا يهم فقد أعجبني... أخذت أستمتع بألوان الرمال، و بهية السماء، و صوت صراخ الصخور الصغيرة التي تقذف بها الأمواج... لحين أتاني صياد عجوز، يحمل بيده صنارة خشبية مهترئة... ووضع يده على كتفي و سألني: _ ما اسمك يا فتى؟ لم أستطع إجابته، فلم أتعود على محادثة شخص غير نفسي حتى الحلم لم تخطاه وحدتي" أعاد سؤاله مرات و مرات . _ما اسمك يا فتى؟ هل أنت أصم؟ أدرت وجهي قبالته و نظرت إليه بنظرة حزينة تميل إلى الإعجاز. ثم قال: _لا تخف يا بني، فليس العيب أن يكون المرء أصما.. ابتسمت له و قلت "حيث كانت أول مرة و لو في أحلامي أتحدث فيها إلى شخص لا يصلني بشيء : _أنا لست أصما و لكني أعمل عمل الأصم عسى أتجنب الدنيا و أهوالها و التي.... قاطعني صارخا: _ أنت لست سوى جبان تقمع الوحدة أفكاره، و تتركه في عالم منسي يسكنه بمفرده و ليس له إلا الموت البطيء.. "لم أستطع أن أكمل كلامي، و لم أستطع مجابهته... فقد أكون حقا جبانا كما يقول، و قد أكون أيضا مقمعا كما يزعم. ألان طريقة كلامه بعدها و قال: _لا تغضب يا بني من صراخي هذا، فلم أصرخ إلا لخوفي عليك من الضياع، فالدنيا يا بني لم توجد إلا لنعيش أفراحها و أحزانها بكل المشاعر من كره و حب... توقف في كلمة "حب" و التفت إلي و قال: _ألا يوجد شخص بقلبك الصغير هذا؟ "أشار بأصبعه صوب قلبي" ابتسمت له و قلت باندفاع.. بالطبع يوجد، و لكنه يسكن قلبي و عيناي فقط. فقال لي: هل التقيت بها؟ هل تحدثت إليها؟ هل صارحتها؟ ضحكت، ثم التفت إليه، فوجدته ينظر إلي بنظرات استغراب. فقلت له: _لا يوجد شيء من هذا القبيل... فالمرة الأولى و الأخيرة التي رأيتها فيها كانت تبعدني مسافة، لكن عيني قربت مرآها، لدرجة أني توقعت امتلاكه، ثم بعدها أقفلت عينيها و رحلت. ظل الصياد صامتا لبضع ثوان ثم قال: _هل ستظل على هذه الحال طوال عمرك... هل ستبقى ميتا حتى في حياتك.. أليس لك أن تتحرك و تعمل أي شيء... كابر لحياتك وعشها بحلوها و مرها، و اترك للغير مكانا بقلبك و عقلك، فنحن لسنا كاملين في أنفسنا، و لا تقم بعد بدور الأصم هذا، أرجوك فسيقتلك من كلا الجهتين. "ثم نهض بعد ما قال كلماته الأخيرة و رحل" خيم علي صمت رهيب بعد رحيل الصياد و راحت كلماته تتخلل مسامعي و تتكرر بتكرر ارتطام الأمواج بالصخور... أخذت أفكر و أفكر بكل حرف قد قاله لي، و وجدت نفسي مخطئا في حق حياتي... نظرت برهة للشمس، و أغمضت عيناي لبضع ثوان. ثم فتحتها فوجدت ذاتي متكئا على مكتبي، و أعانق الأوراق المليئة بخواطر الغرام. ما زال أنين كلمات الصياد يرن في أذني، و مع أني قد استيقظت و صار بإمكاني أن أفكر كما يحلو لي... جعلتني صراحة الصياد أنهض من مكاني و أتجه صوب أول عقبة تفصلني عن عالم الحرية و التي تتمثل في باب غرفتي... نعم غرفتي، غرفتي الصغيرة التي امتلأت عن آخرها بأحزاني، و ألوان أحاديثي مع قريني الداخلي... خرجت منها، لكن انتابني إحساس، يخالف الأحاسيس التي تخالجني لحظة خروجي المألوف، بحيث أزلت توا أول نقطة سوداء في حياتي، لكن بقي خط أسود أتمنى زواله... اتجهت صوب غرفة المعيشة، و وجدت أمي مع أختي الصغيرة، يتبادلان الحديث حول مواضيع تخص العائلة )لا أنكر أني أحسست بالغيرة آن داك( ثم تقدمت صوبهما، و قبلت رأس أمي و انحنيت على ركبتي، و اعتذرت لهما عن كوني ابنا و أخا لا يحترم واجباته تجاه عائلته... ابتسمت لي أمي و قبلتني و دعت لي بالرضا... كاد قلبي يطير من الفرح و السعادة، و كاد عقلي أن يجن كوني خرجت من عالم الظلام..و ابتسمت لها أنا أيضا و اتجهت صوب باب المنزل و غادرت... و قصدت أول مكان شهد رفرفة فؤادي، و ارتعاش قدماي من الخوف...نعم انه المكان نفسه الذي وجدت فيه سفيرة الحياة، و التي بنظراتها جعلت الاحمرار يحتل موقعا على خدي. رحت. وكانت خطواتي البطيئة، تبرز خوفي من رؤيتها مرة أخرى..لكن استجمعت قواي و أكملت مسيري، لحين بقية خطوات قليلة على وصولي فتوقفت. "أتذكر عيناها و شعرها الانسيابي و قوامها المنحوت لبضع ثوان" ثم أكملت طريقي... لكن المفاجأة التي رأيتها لحظة رؤيتها، هي أني وجدتها جالسة على صخرة قرميد حمراء، في المكان الذي كنت واقفا فيه يوم رأيتها أول مرة. لم يكد عقلي يصدق... تقدمت بخطوات سريعة تتباطأ كلما اقتربت منها، لحين وصولي فتوقفت. و ظليت ساكنا بسكون الرياح آن داك لبضع دقائق. حيث كانت جالسة و كان رأسها منحنيا، كأنها تعد حبيبات التراب، و كانت تحمل بيدها حجرتين صغيرتين، و هو نفسه عدد الأيام، التي مرت على رؤيتي لها أول مرة ...جلست بقربها، و أخدني الصمت قليلا ثم تحدثت إليها فقلت: _ اسمي زهير فما اسمك؟ رفعت رأسها و نظرت إلي، بنفس النظرة الأولى التي نظرت بها إلى الصياد في حلمي " نظرة حزينة تميل إلى الإعجاز" فقلت لها: _لا تخجلي مني، و لا تقومي بعمل الأصم هذا، فقد عملته قبلك و لكنه لا يؤدي إلا للموت البطيء .. قولي لي ما اسمك؟
أبقت نظراتها صوب عيني كما هي، إلا أنهما أبرزا دمعا، أوحي لي كأنه دم يضخه فؤادي آن داك.... من دون أن أشعر، وجدت ذاتي ممسكا بيديها الباردتين المرتعشتين من الخوف...سألتها قائلا: _ماذا بك؟ ماذا هناك ؟ و ما كان ردها سوى البكاء، و كلما زدت حرفا في كلامي، كلما عيناها يعصران دمعها و دمي في الوقت آنه... لم أعرف ما الذي علي فعله، سوى أني أمسكتها بإحكام على يديها عسى تشعر بالارتياح. أبقيت ساكتا خوفا من دموعها، و أصبح حديثي مقرونا بلغة العيون.. مرت ما يقارب ساعة من هدا اللقاء، الذي لم تكن ألحانه سوى اتحاد "لنوتات"، من آلة موسيقية تدعى الصمت...أغمضت عيني برهة. فإذا بشعيرات شعرها الأسود تلامس خدي معاكسة ملامستها لملامسة الهواء. لحظة. أحسست برأسها يوضع بحنان على كتفي، و يدها تلامس كتفي الآخر، كأنها تحاول أن تقول لي ألا أبتعد و أن أفضل بقربها... تركت عيناي مغمضتين، و وضعت رأسي على رأسها. مرت ساعة و نصف أخرى، و نحن على نفس الهيئة... كانت هادئة حينها، و تحدثت إليها عسى تكلمني فقلت؟ _ ألا تودين إخباري باسمك؟ رفعت رأسها من على كتفي، و نظرت إلي بنفس النظرة الأولى، ثم حملت قطعة خشب بناء مستقيمة، فكتبت على الأرض..."اسمي إيناس و أنا خرساء" من دون أن أحس بما أفعله رحت أضمها إلى صدري بقوة، التي بنفس حدتها بدأت تبكي... في تلك اللحظة لم أتردد في أن أقول لها كم أحبها، و كم بوجودها أزلت خطوطا سوداء أظلمت حياتي، منذ رؤيتي للشمس أول مرة، و كم لنظراتها أجليت مآسي و أحزاني، وكم لولاها لكان مصيري حياة ميتة...و بهده الكلمات ابتدأت أول همسات حب قد أعيشها، و أول مفهوم حياة قد أحفظه. و هذا فالدنيا ليست سوى حلبة صراع يفوز فيها من يقاوم و يموت من يستسلم، لدا اترك العنان لنفسك و لا تتردد في مواجهتها و اترك للغير مكانا بقلبك و عقلك فنحن لسنا كاملين بأنفسنا...
#زهير_بركوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
-
مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
-
الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا
...
-
-الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|