أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الشامي - المسرح والطاعون قراءة في المنجز المسرحي العراقي بعد 2003















المزيد.....

المسرح والطاعون قراءة في المنجز المسرحي العراقي بعد 2003


عادل الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 3983 - 2013 / 1 / 25 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


المسرح والطاعون
قراءة في المنجز المسرحي العراقي بعد 2003
للقســـــــوة قلــــــب انســـــــاني - وليم بليك -
ان فعالية العرض المسرحي تحتم على مخرج العرض المسرحي ايصال رسالته من خلال واقعه الانساني المعيش, اذ يتوجب على المرسل الاحساس برسالته قبل الشروع في نشرها او ارسالها .وهذا يؤدي بالضرورة الى ايجاد منظومة عمل توافقية بين كادر العرض المسرحي والمتلقي فعليهم اولا تحديد ودراسة الهموم الانسانية التي تزامن شروعهم في تقديم العرض المسرحي.
والسؤال هنا يتمحور حول كيفية الحصول على همٍ يتعاطى ويتأثر به المتلقي حتى يستطيع كادر العرض من تحقيق الهدف من طرحهم الفكري .
فقبل بضعة اعوام نشر الكاتب والناقد الامريكي داريوفو مقالا بعنوان (اخبار الصحف اليومية اكثر خيالا من كتاب الادب) وقد تقدم الكاتب بما مفاده ان الاحداث التي تصدر في يوميات هذا الكون هي المواضيع التي يستوجب علينا تناولها في الادب لأنها اغرب واكثر خيالا من اي خيال يصل اليه الكاتب.
وبناءاً على ما تقدم يتضح منه بان يوميات الانسان من الممكن ان تتحول الى نصٍ او عرضٍ مسرحي, وان نصوص ما بعد الحربين العالميتين دليل واضح لهذا الاسلوب في طرح وتكوين النص والعرض المسرحي وذلك يعود الى فضل ما تركته الحروب والمآسي في النفس الانسانية وتحديدا في الانسان الاوربي.
وكثيراً ما نجد في نصوص كتاب ما بعد الحربين العالميتين كتاب مثل صموئيل بيكت ويونسكو وهارولد بنتر وغيرهم من هذه الموجة العبثية حيث نجد الشخصيات التي يتناولونها هؤلاء الكتاب هي شخصيات تمثل الانسان العاجز الخاسر المشرد, وذلك كونها تحاكي من خلال هذه الشخصيات الانسان المتلقي الغارق في بحر هذه الشخصيات وتفاصيلها.
هكذا نرى في نصوص هؤلاء الكتاب مراعاةً لما يتطلع اليه المتلقي من قيم جمالية فكرية ذاتية تأثرية, بذلك نستنج فضلا لهذه الحروب على طريقة الارسال والتلقي.
ولطالما كان سؤالي عن هذا الفضل الناتج من حربين لا تتجاوز مدتهن ستة سنوات فكيف لو كانت الحروب قد دامت ثمانية سنوات كما حدث في الحرب العراقية الايرانية ؟
فماذا لو جمعنا حروب العراق الحديث جميعها فهل سَيكون لنا تجربة مشابهة لما حدث في اوربا من تطور فكري ومعرفي؟
وهل سنجد طريقة مختلفة في الطرح المسرحي والتلقي الجماهيري؟
هنا اعتقد ان ما حدث في اوربا يختلف عما حدث في العراق في كل حروبه التي سبقت عام 2003 لان الحرب التي كانت بين العراق وايران حرب جبهات حدودية تختلف عن الحروب الطائفية والعرقية وغيرها من الحروب الاهلية التي حدثت في اوربا.
اذن من هذه الحروب الاهلية خرجت الطروحات والافكار والمناهج والمدارس الاخرى وخرج الانسان الاخر والانسان المقهور ايضا, اضافة لذلك لم يكن العراق جزء مهم من الحربين العالميتين حيث كان تابعا لسياسة بريطانيا .
الا ان بعد الاجتياح الامريكي للعراق عام 2003 حدثت في العراق الظروف المشابهة لما حدث في اوربا ابان الحربين العالميتين, اذن يستوجب علينا الان وبعد كل ما حدث في العراق من ظروف قتل ودمار وقهر ان نبحث عن طريقة جديدة في المسرح العراقي لا تختلف كثيرا عما حدث في اوربا ولكنها يجب ان تكون طريقة مستقلة غير وافدة لان الهموم مستقلة بذلك يجب ان يكون الطرح والتلقي والتأثر مستقل ايضا.
وقد نلاحظ بعض العروض والتجارب المسرحية التي تشير الى وجود الية جديدة تربط بين المرسل والمتلقي ففي بعض عروض المخرج هادي المهدي نلاحظ بناء العرض المسرحي يعتمد على يوميات المتلقي بجماليات السخرية مما يحدث في تلك اليوميات وفي بعض الاحيان يتناول الهموم التي يعاني منها الممثل نفسه كانسان كونه الابن الشرعي لهذه اليوميات وكذلك نرى في بعض عروض وتجارب المخرج المسرحي مهند هادي ولا سيما في عرض (حظر تجوال) حيث يتناول المخرج في هذا العرض الواقع الآني المستمر بذلك يحقق العرض تلك المحاكاة المباشرة مع المتلقي ومن هذه العروض مسرحية بروفة في جهنم من اخراج هادي المهدي وتأليف صلاح منسي وهادي المهدي وتمثيل كل من تحرير الاسدي وصلاح منسي ومرتضى حبيب ومحمد بدر.
وقد قدم العرض على خشبة المسرح الوطني في بغداد في عام 2010 وان هذا العرض المسرحي من العروض التي تنتمي لمسرح 2003 كون العرض كان بمثابة بوابة الدخول لأسلوب الطرح والتلقي في طوره الجديد فقد تناول العرض اربع شخصيات تسخر من واقعها المعيش وكذلك فقد كانت تلك الشخصيات تعاني من عوق نفسي وفكري ففي احد المشاهد يعرض لنا المخرج صفة الازدواجية في الشخصية العراقية ويسخر منها في ذات الوقت وقد تطرق المخرج الى اهم المعاناة التي ينشغل فيها المتلقي في حياته العامة وكيانه الخاص ايضا.
وبذلك يكون هذا العرض يسير بتوازٍ مع هموم المتلقي بالإضافة لذلك كان المخرج واعيا لما يعانيه الطرح المسرحي من غربة وانفصال مع المتلقي وقد عالج ذلك من خلال عدة جوانب ومنها اللغة التي تشكل اهمية كبرى في طريقة الارسال والتلقي فقد اشتغل العرض على تناول الملفوظ الشعبي وكذلك اشتغل مخرج العرض على الشكل والسينوغرافيا البسيطة والبسيطة جدا وبذلك يشكل هذا العرض اهمية كبرى للدخول في معالم اليوميات البسيطة والسهلة محدثاً منها مواضيع مهمة في الطرح الفكري والجمالي المسرحي الجديد.
وبعدها بفترة زمنية قليلة استطاع المخرج ان يقدم عملا اخر يتحد مع العرض الاول في طريقة الطرح والارسال والتلقي حيث كانت مسرحية (هاملت تحت نصب الحرية) هي المسرحية الاخرى التي اخرجها واعدها هادي المهدي وقام بالتمثيل كل من تحرير الاسدي وغسان اسماعيل ومحمد عطشان وغيرهم من الممثلين وقد قدم العرض على خشبة مسرح جاسم العبودي في قسم الفنون المسرحية بكلية الفنون الجميلة في بغداد في عام 2010 ومن خلال تاريخ العرض وجمالياته الفكرية المختلفة يتضح ان هذا المنجز ينتمي الى تجربة ما بعد 2003 فقد طرح العرض مشاكسة وقراءة مسرحية جديدة لنص هاملت الشكسبيري وقد اشتغل المعد (هادي المهدي ) على تعريق النص وجعله مواكبا لهموم وتطلعات المتلقي العراقي حيث يقوم المخرج بتشظية شخصية هاملت وجعلها اكثر من شخصية وقد فرض هذه الشخصيات المتعددة تحت نصب الحرية في بغداد ومن خلال ذلك يقدم لنا العرض مجموعة من الهموم والالام التي يعاني منها المتلقي فقد اشتغل المخرج على منظومة (ما قبل العرض ما بعد التمرين) وبذلك يجعل من التلقي عنصراً فعالاً بطلاقة غير معتادة كونه يحاكي القلق والخوف في ذات المتلقي وعدم احساس المتلقي بعزلة من العرض المسرحي.
اما تجربة المخرج مهند هادي في مسرحية (حظر تجوال )وهي من تأليفه واخراجه وتمثيل رائد محسن وسمر قحطان وقد عرضت على خشبة المسرح الوطني في عام 2008وقد تناول العرض شخصيتين مقهورتين من الهموم المعيشية وهم المواكبة مع مجتمع يعاني من الحرب الطائفية المرة وقد اظهر مخرج العرض هاتين الشخصيتين من الطبقة المسحوقة حيث الاول يعمل في صباغة الاحذية والثاني يعمل في غسيل السيارات, وهما يسكنان في غرفة واحدة قديمة منذ زمن ثم لا بد من تأثر هذه الشخصيات مع ما يحدث في يومياتهم حتى استطاع المخرج بطريقة او بأخرى من ادخال الكره والعداء فيما بين شخصيات العرض وقد رمز المخرج الى ما يدور في اروقة السياسة من احتقان وصراع وكذلك ما يمر به البلد من ظروف اخرى كالطائفية والقتل والخطف وغيرها من الظروف التي مر بها العراق وقد اشار لها المخرج من خلال تقسيم الغرفة الصغيرة الى نصفين رامزا بذلك الى التقسيم او ما يسمى بالفيدرالية ومن خلال ما تقدم فقد تطرق العرض الى ما يلامس المتلقي من هموم وغضب وقهر .
وتأكيداً على ما تقدم يسجل العرض انضمامه الى تجربة مسرحية مهمة ومستمرة منذ عام 2003
بالإضافة الى تجارب بعض المخرجين الشباب التي بدأت ترسم اسلوبها الخاص كلون درامي وطريقة اخراجية خاصة ومتفردة و مناغيه للمفردات اليومية الشائعة في الحياة الواقعية بكل ما تحمله من معاناة بذلك نستطيع ان نتواصل مع المتلقي بما يعانيه من همومٍ انسانية .
20/1/2013



#عادل_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مقدس من فضلكم ...
- فياكرا صلاح منسي على خشبة المسرح الوطني
- المسرح والطاعون ...حديث لن ينتهي
- مطر صيف ... بين هم إجتماعي وطرح سياسي
- الكولاج المسرحي بعد 2003
- نشاز تحرير الاسدي انسجام تام مع الكولاج المسرحي


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الشامي - المسرح والطاعون قراءة في المنجز المسرحي العراقي بعد 2003