الابتسامة والاستحواذ على قلوب الاخرين

شمسان دبوان سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 23:13
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

هي اقرب الطرق الى القلوب ، مبعث الامل ، مزيل الوحشة . خطاب المحبة ورسالة الود واعلان الاخاء ، زورق حالم يسعى نحو شاطئ الامان ، تذلل الصعاب وتزرع الفرح في قلوب الاخرين . هي السحر الحلال وهي من تذيب صخور الحقد وتزيل ركام العداوة . تحل حبل البغضاء ، تطرد وساوس الشحناء ، تغسل ادران الضغينة وتشفي جراح القطيعة . انها الابتسامة . لغة لها رونق وجمال وتعبيرات ، لغة لا تحتاج الى كتابة وليس لها حروف . بوابة الدخول الى قلوب الاخرين . ولما كان للابتسامة اهمية في حياة المجتمع وتأثير في الجانب النفسي ووسيلة اساسية لإزالة مظاهر اليأس والعبوس من وجوه الاخرين ، لم تفارق مبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم معلم الناس ومخرجهم من الظلمات الى النور . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) وقال ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ). ولا غرابة في هذا فأبواب الخير في الاسلام كثيرة ومتعددة وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الامة . ولهذا عد الاسلام التبسم في وجوه الاخرين من الصدقات . صدقة لأنها تبعث الامل في قلوب الاخرين فقمة التحدي ان تبتسم والدموع في عينيك . الابتسامة تحمل معاني ومعلومات عظيمة في التأثير على العقل الباطن " هكذا توصل العلماء الباحثين عن اهميتها وتفوق في عطائها العطاء المادي فهي تدخل السرور على قلوب الاخرين وتزيل التوتر الذي يخيم على بعض من مواقفهم . فما هي الابتسامة ؟ .
الابتسامة معنى واسع يطلق على البشاشة في المعاملة وادخال السرور الى قلوب الاخرين . فهو اللقاء الجميل والضحك الى الانسان سرورا به فهي طلاقة الوجه وبشاشة اللقاء . سرور يظهر في الوجه ليدل على ما في القلب من حب اللقاء والفرح بالمقابلة . ومن معاني الابتسامة التواضع ورحابة الصدر واللين في المعاملة . ولهذا لما تحدث رسول الله (ص) عن الصدقة في الابتسامة سرد بعدها العديد من الاخلاق التي عدها من الصدقات مثل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وارشاد الضال عن الطريق ومساعدة البصير واماطة الاذى عن الطريق . فالابتسامة او طلاقة الوجه تثمر المحبة وتبعث الاطمئنان بين البشر ، ناهيك عن مرضاة الرب والاقتداء برسله .
ولما كان للابتسامة والبشاشة في اللقاء من معاني سامية في ميزان الاسلام وأخلاق تبعث بالأمل في قلوب الاخرين كان لزاما علينا ان نطلق هذه الابتسامة ونستقبل الناس بوجه طلق ونعامل الاخرين كما نحب ان نعامل . علينا ان نؤثر على الاخرين ونقدم لهم كل العون والمساعدة قدر ما نستطيع ولعل اقل مساعدة لم تكلفك مالا ولم تأخذ منك شيئا ، أقل كلفة من الكهرباء لكنها اكثر إشراقا . هي السلام والابتسامة عند لقاء الاخرين . فما أجمل ان نزرع الامل في قلوبهم وتدخل السرور على حياتهم لنعيش اخوه متحابين في جو يملأه السرور ويخيم عليه الامل والسعادة . فهي أقرب الطرق الى قلوب الاخرين ، فلنشق الطريق اليهم بالابتسامة ننثرها يمينا وشمالا على طول الطريق فلربما لن نعود الى السير فيه . ولما كان للابتسامة من اهمية نفسية واخلاقية عليا الا انني ارفض ابتسامة اشعر انها شرارة من نار تغني لك غناء الاسد !! فالابتسامة سيدة محترمة تطلب ألا تخدمها أيادي قذرة . واذا كانت المرأة الصالحة – الزوجة الصالحة بالأصح – هي متاع الحياة الدنيا فان غياب الابتسامة عنها تحولها الى اكبر مصدر للملل على الوجود ، ظلام دائم وخنجر مسموم . فالابتسامة هي صدقة الفقير والغني على حد سواء ، فتصدقوا ان الله يجزي المتصدقين . تفاءا ان الغد لن يكون اسوأ من الامس .

#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات