غوبلز.. مدام كلينتون.. ومساعد وزير الإعلام السوري

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

غــوبــلــز.. مدام كلينتون.. ومساعد وزير الإعلام السوري

هذا اليوم في كافة الجامعات الفرنسية العلمية والأدبية والتقنية, حيث يتخصص عدد من الطالبات والطلاب السوريين, مع عدد من رفاقهم وأساتذتهم الفرنسيين.. بالاشتراك مع عدد من النقابات والأحزاب اليسارية, أصدروا بيانا مشتركا على شكل دعوة, وزعوها على عديد من وسائل الإعلام, وعلى عدد من الكتاب السوريين المقيمين في فرنسا, بالإضافة إلى كتاب فرنسيين... طالبين دقيقة صمت على أرواح شهداء تفجيرات كلية الهندسة في حــلــب.
لا بأس... لا بأس... لولا سطر إضافي يتهم سلطات دمشق بمسؤولية هذه التفجيرات, وهذ القتل الجماعي, الذي استنفرت له جميع وسائل الإعلام القطري والسعودي والتركي, ووزعته على جميع وسائل الإعلام الغربية التي تتبع فورا... كالعادة... وتـنـفـذ وتنشر وتذيع وتعلم.. قبل أن يعرف من القاتل.. ومن المقتول...
سنتان من الصراع على الأرض السورية. ولم نسمع أو نـر إعلاميا واحدا, يتجرأ على نشر حقيقة الأحداث والمسببين والمخربين والمجرمين والقتلة. والنادر القلائل ممن تجرأوا.. احترقوا.. قتلوا.. أو اختفوا نهائيا من وسائل الإعلام.. وأجبروا على الصمت.
الأحداث في سـوريا.. حقيقة باتجاه واحد... حقيقة من أراد محو هذا البلد نهائيا...
غوبلز... بن لادن... ومصعب الزرقاوي... ما زالوا أحياء.. وإجرامهم التاريخي لا يتجاوز أجرام الإعلاميين والخبراء بالدس والكذب والتهييج.. وإثارة القتل والفتنة... وهم اليوم مع تمزيق كل الحقائق.. بالآلاف في خدمة الكذب الموجه والإجرام العالمي.
أفلام تصنع, تفوق الحقيقة... والغلابة تتبع كالنعاج.
صحيح أن سوريا لم تكن ذلك البلد الديمقراطي المثالي. وهناك اعوجاجات وفساد ومظالم لا حدود لها...ولكن المعيشة اليومية العادية البسيطة كانت مؤمنة ــ تقريبا ــ لكافة المواطنين, بالإضافة إلى الملايين من اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين... واليوم تشرد السوريون داخل وخارج بلدهم, بأقسى الظروف, وأرهب أنواع العيش المذري. وتهدمت بلدهم وغالب بناها التحتية والفوقية.. وما من مؤسسة حكومية أو خاصة تعمل بشكل منتظم... يعني أن الحياة أصبحت أقسى من الجحيم التي يهددنا بها تجار التفاسير الفقهية.
*********
كم كنت أود المشاركة بدقيقة الصمت هذه. لو كان بيان المطالبين, يدعو لدقيقة صمت لمئات آلاف السوريين الذين فقدوا أرواحهم, خلال هاتين السنتين على الأرض السورية. داعين جميع الأطراف إلى مد يدهم نحو الآخر. لوقف القتال. لوقف بحار الدم والقتل والتفجير...
***************
آخـر خــبــر
اجتاز اربعة آلاف لاجئ سوري الحدود الأردنية هذا اليوم. حسب قناة روسيا اليوم. وذلك رغم الصعوبات التي يلاقيها اللاجئون السوريون في المخيمات الأردنية. ومن نفس القناة سمعت مساعد وزير الإعلام السوري, مطالبا جميع اللاجئين السوريين بالعودة لوطنهم. مذكرا إياهم بنفس اللهجة البعثية المنافخية المعتادة, ألا كرامة لإنسان ٍسوى في وطنه......
نعم يا سيادة مساعد وزير الإعلام. كلامك صحيح لو أنكم جنبتم للبلد الوصول إلى هذه التسونامي الرهيب, وهذه المأساة الإنسانية... وخاصة هيأتم بلدا محافظا على سيادته, لا تقرر مصيره دول خارجية... وهيأتم جيلا من المسؤولين يديرون شؤون البلد. بكل ديمقراطية اختيارية حقيقية.
أين ستؤمنون الحياة الطبيعية لهؤلاء اللاجئين ونصف البلد مهدم كليا. بلا ماء.. بلا غاز.. بلا كهرباء.. بلا أية عناية صحية.. وخاصة بلا مواد غذائية, تكفي لهم. بالإضافة عن السؤال الهام الحياتي الحساس : من فتح الأبواب والحدود لدخول كل هذه القوات المسلحة من كافة أصقاع الأرض...أين مسؤوليتكم بكل هذا. من ستين سنة وأنتم تحكمون هذا البلد؟؟؟!!!...
لهذا لن أقف بدقيقة صمت لا معكم ولا معهم...
****************
خبر هام آخــر
صرحت السيدة كلينتون, امام لجنة مجلس الشيوخ التي ساءلتها عن مسؤوليتها بإعمال حماية القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية واقتحامها من إسلاميين متطرفين. صرحت هذه السيدة المصون التي تحارب سوريا وسلطاتها من سنين, نظرا لارتباطها وولائها الكلي بالسياسة الصهيونية العالمية, قبل ارتباطها وولائها بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية.. صــرحــت بكل وضوح : أن الأسلحة الحديثة المستعملة من قبل المحاربين (الأجانب) على الأرض السورية.. توفرت ونقلت من مستودعات معمر القذافي. بعد انتهاء الثورة في ليبيا...وأن نفس من هاجموا القنصلية الأمريكية.. يحاربون اليوم في المدن والقرى السورية المختلفة...
غريب أمر هذه السيدة التي ابتلت بها أمريكا, وابتلى بها العالم. إذ أنها شخصيا من أشعل نيران ما سمي الربيع العربي. هي التي رسمت وحركت... وشجعت على القتل والتقتيل... واليوم تعترف أن نفس القتلة.. ونفس الأسلحة.. تقتل وتقتل وتقتل.. في ســوريــا المتعبة الجريحة.
غــريــب تحكيم الدول الكبرى اليوم... تلعب فينا كالطابة... وكل شوط يسبب بين أهالينا آلاف القتلى وآلاف المهجرين والمشردين والتفجير والهدم والمصائب... ونــحــن نتبع كــالــغــنــم!!!...........
بـــالانـــتـــظـــار.............
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ ليون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات