أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - المرأة و التکنلوجيا..صراع الحديد و الاحاسيس














المزيد.....

المرأة و التکنلوجيا..صراع الحديد و الاحاسيس


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1148 - 2005 / 3 / 26 - 07:58
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


منذ طفولتی و أنا أتذکر تلک اللوحة(التراجيکوميدية) المعبرة عن العصر الحجري و فيها رجل يسحب زوجته من جدائلها خلفه. تلک اللوحة "برغم عفويتها الظاهرية" کانت تلمح الى حقيقة عدم وجود فرق يذکر بين حيوان يصطاده الرجل الحجري ويسحبه خلفه أو إمرأة تحل محل ذلک الحيوان يجرها وراءه لأي غرض کان! لقد کان إقتران إستعباد المرأة بالهمجية و التخلف من البديهيات التي لاجدال عليها. حين نتتبع المسار التأريخي لتحضر المجتمع الانساني، نجد أن النساء " مع إستمرار القهر الاجتماعي ضدهن" فأنهن کن مع مخاض الالام و المعاناة و الاستخفاف بإنسانيتهن، يحرزن شيئا من التقدم للأمام على طريق نيل هويتهن الانسانية کاملة دون إنتقاص. وقد کان إنتقال الانسان من مرحلة تأريخية متخلفة الى مرحلة لاحقة أکثر تطورا، يحمل في ثناياه مايشبه بشارات الخير و التفاؤل لهذا الکائن الانساني المسلوب الارادة لضعفه البدني. ولعل مجئ الثورة الصناعية و إحداثها لذلک التغيير الحضاري" سلبا و إيجابا" في المجتمعات الانسانية من حيث إحلال الالة محل الانسان أو قيامها بدور ماکان بمقدور القوة البدنية للرجل أن يقوم بذلک أبدا. هذا التطور الصناعي الهائل الذي رافقه تقدم تقني غير عادي في مجالات مختلفة للبشرية، بدأت بوادره تظهر رويدا رويدا في المجال الاجتماعي بقوة، ذلک أن العمل الذي کان الرجل يؤديه بداع من قوته البدنية و العضلية، إنتفت الحاجة إليه مع دخول التکنلوجيا و لغة الارقام الى المضامير المتباينة. ومع خفوت الحاجة الى" القوة الرجولية" في مجال العمل، الى أدنى مستوى لها على مر التأريخ، برز الى ميدان العمل العنصر النسوي و صار ندا کاملا للرجل. وبرغم ماقد يثار من إنتقادات أو حتى تحفظات على مجمل الاثار السلبية المتخلفة عن بروز دور المرأة"على حساب الاسرة"، وخصوصا تلک الاراء التي يطلقها الباحث الاجتماعي الامريکي المحافظ(ديفيد بوبنو) و التي تدعو في سياقها العام الى عودة مجتمع" القيم الاسرية" وتحديد سقف محدد لما سماه بالقيم الاجتماعية الواجب بقاءها لحماية المجتمع الانساني من الانهيار و التآکل! برغم کل ذلک، فلامناص من الاقرار بأن الوضع الاسري" من الناحيتين المادية و المعنوية" هو الافضل في ظل التقدم التقني، ذلک أن المرأة بدأت تلعب دورا أکثر إيجابية في المجال الاجتماعي و تحديدا في المجال الاسري ذاته. وقد دلت الدراسات و البحوث التي أجرتها نخبة من علماء الاجتماع الاوربيين و الامريکان على المجتمعين السويدي و الامريکي بخصوص ماقد تم إنجازه للمرأة و الطفل في ظل التکنلوجيا قبل أکثر من عامين، أن الاطفال الذين يحظون برعاية أمومية"دون أب"، هم الافضل تربويا و تعليميا. وقد أظهرت تلک الدراسة المهمة، أن الاطفال الذين يعيشون في کنف آبائهم"دون أمهات" يعانون من مشاکل جمة و على عدة أصعدة، بل وقد ذهبت تلک الدراسة الى أبعد من ذلک حين لمحت الى أن أکثر حالات جنح الاطفال التي جرت في السويد و أمريکا خلال أواخر تسعينات القرن المنصرم، کانت تعود لأطفال يعيشون مع آبائهم!! ولم يملک بعض من علماء الاجتماع المشارکين في تلک الدراسة الميدانية الفريدة من نوعها، من التشديد على إيجابية الاسرة الاحادية"أي من أحد الزوجين" إذا کانت المرأة هي التي تدير الامور. وبرغم ماأثاره المتزمتون ضد تلک الدراسة من إنتقادات لاذعة، لکنها و لرصانتها العلمية، جعلت تلک الاحتجاجات المثارة ضدها هواءا في شبک. والحق أن تداعي البنيان الاجتماعي الکلاسيکي للغرب، وظهور بوادر جديدة لمجتمع يتمتع بالمزيد من الانفتاح و الحيوية بالنسبة للمرأة، مايزال يشکل هاجسا مقلقا بالنسبة للتيارات السياسية و الاجتماعية و الفکرية المحافظة. هؤلاء يحذرون من تعاظم دور المرأة بخلاف مايسمونه کل ماهو مألوف في " القيم و الاعراف الفکرية ـ الاجتماعية على مر العصور". إنهم يتخوفون من ذلک الکائن الذي کان على مر العصور مصدرا للحب و الحنان و الدعة و الطمأنينة. ولکن لابد من الاستدراک و الاقرار بأن المارد التکنلوجي وإن کان قد حقق مکسبا لايستهان به للمرأة في الغرب، لکنه مع ذلک جعل الانسان بحد ذاته في زاوية هي أضيق ماتکون عبر التأريخ. إنسان عصر الانترنيت و التکنلوجيا الرقمية محاصر بجدران وهمية من واقع أميبي الابعاد، يأن من ظلم و جبروت التکنلوجيا من دون أن يصدر صوتا، إنه عذاب و معاناة لم يألفها الانسان من قبل. وقد تکون فکرة فلم الخيال العلمي المعروض أخيرا (I Robot) تحمل أکثر من رسالة ذات مغزى للإنسان، ولاسيما حين يصور الفلم صراعا بين البشر و الروبوتات يحسم في النهاية لصالح الروبوت !



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا العنف النفسي ضد المرأة
- إشکالية الحرية والانظمة الفکرية ـ الاجتماعية في المنطقة
- الانثى و الحضارة
- الکورد..إنفصاليون أم يطلبون حقوق مشروعة؟
- الحکم السوري : تعددت الاسباب والموت واحد
- الکورد بين التأريخ و العرق و الدين
- ترکيا و الهم الکوردي : قواعد اللعبة قد تکتمل بإستثناءاتها
- سمير عطا الله مترنيخا للشيعة والکورد
- إغتيال الحريري : سوريا نحو المصيدة
- الانتخابات العراقية لها مقال مع کل مقام
- الحيوان في الشرق هل له حقوق أم إنه لاشئ؟
- قمة شرم الشيخ : العبرة على الارض وليست في الخيال
- ماذا لو لم يتم إنتخاب الطالباني لأي منصب سيادي في العراق؟
- الادب النسوي بين واقع وجوده و وهم عدم وجوده
- زيارة کونداليزا رايس الاخيرة لأنقرة : ترکيا في إنتظار کودو
- إيران و الفصل الحاسم من مسرحية العراق الجديد
- ترکيا و الشأن العراقي..تفسير الماء بالماء
- لماذا طارت الفتاة صوب مکة بالذات؟
- رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع ا ...
- الفتاة الطائرة عادت من مکة الى أربيل بصفة حاجة


المزيد.....




- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نزار جاف - المرأة و التکنلوجيا..صراع الحديد و الاحاسيس