أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوعيادي - فالسُ الرّحيلْ...














المزيد.....

فالسُ الرّحيلْ...


محمد البوعيادي

الحوار المتمدن-العدد: 3981 - 2013 / 1 / 23 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


محطة القطار - 03:00
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وَالتقيْنَا يا أَمِيرهْ...
وقفَ القطارُ لحظتَيْنِ في محطَّتِنَا الأَخِيرهْ
بكتْ مَكْناسُ* صَمْتَهَا المَهِيبْ
وأنْشَدَ الليلُ زَمْهَرِيرهْ
ابتَسَمْتِ..ونزفتُ يا لَعُوبْ
نحَرْتُ غَيمَةً وَجَلَسْتُ أُطْعِم قَلْبِي
تَحْتَ سِنْدِيَانَةٍ مِنْ وَجَعْ...
كَمْ جُعتُ وَ أنَا أطَارِد - فِي صَحْراءِ موْتِنَا- السّرابْ
أقشّر لوزَ الخِيَانةِ المُرِّ وَأَبْصُقهُ..
كيمَا يظَل طعْمُ الشفاهِ آخرَ عِطرٍ في فمِي
وَ كَي يظلّ ارتعَاشُكِ فِي برْدِ الصَّباحِ
على بابِ المَحَطّةِ ... رَقْصاً فِي دَمِي
لتصطكّ الرِّكابْ..
قلْتُ مُنْكَسِراً:
هَاتِ ذاكرة للنّسيانِ.. كَيْ نَمُوتَ عَلَى مهلٍ
إنّي خِفْتُ المَوَاجِعَ تجْرَحُكِ ألفَ عَامٍ
وأبقى مُبْحراً فِي جرْحٍ بلا ضفافٍ
خفتُ عليكِ من وجعِ الذّهابْ
تُبْحِرِينَ معي، نضيعُ، فَيَسْتَحيلُ الإِيابْ
لَمْ تَقْرئِي عينيَ على ضوء الصَّومعاتِ وهي تصرُخ:
حيّ على الحَنِينِ، حيّ على النّسيانْ
لا إلَهَ إلاّ الغِيَابْ...
دَعِي مَا يَقُولُ فَمِي، فشِفاهِي تُنَاصِرُكْ
و يَدِي تكذبُ، حينَ تَكُونُ تَعَوَّدَتْ أن تُخَاصِرَكْ
أنا الذّبيحُ و الحبُّ أبِي..فَما المَعْنَى ؟
وما الحقيقةُ وما الصّوابْ؟
نحَرْتُ غَيْمَةَ وَأَطْعَمْتُ غُصّتِي مِنْ مائِها
كَيْمَا يَتَنَامَى الجُرْحُ فِي شِغَافِ الكَلِمَاتْ
اهربي "كاترينْ"...سَتَصِيرِينَ شَمْعَةً
في رأسِكِ الأجْوفِ فتيلٌ، تهمِينَ كلّما احترقنا.. فننتَهِي
و يقفل المَدَى أبوابَهُ...حانَ الغُرُوبْ..
نحرتُ يدِي ..و سَقيتُ غيمةٌ و أَمرتُها:
إليهَا حيثُ تكونُ سِيرِي وَ أمْطِرِي ..
عَاهِرَتِي تُحِبُّ المَطَرْ
و رَمْيَ الكلِمَاتِ عَلَى صَهوَةِ القَمرْ..
لِمَاذَا إذاً هَذَا الرَّصيفُ يبتلُّ بِالدِّمَاءْ
وَالنَّدَى عَلَى أَعْطَافِ أوْقاتِنا عَادَ مَرْتُوقَ الرِّدَاءْ؟
و لِمَا يكْنَهُ العطْشَى حتفَهُمُ
و يسيرونَ طَوْعَى إلى السّرابْ؟
اصْمُتِي... كي لاَ يَثْقُبَ نشازُكِ رِئَتِي مَرَّتينْ
نحَرتُ يدِي..كبِدِي..بِمُديةِ الأَيّامِ وقلتُ:
أكرَهُ المحطّات الباردة آنَ الفجرِ
حينَ يُدْفِئُ الكوبُ يديك و تبكِينَ لازَوَرْداً
والمدينة غرْقى في نسجِ الضّبابْ
انْسِ أوهَامَنَــا الرّائعهْ
وَ هاتِ ذاكرةَ للنِّسْيانِ...و قُبلَتَينْ
المحَطّةُ لن تحضُننا - يَا حَبِيبَتِي - مرّتينْ...
و الحبُّ لا يتذكّرُ الأشواطَ الضّائعهْ..
الحبُّ كالرحيلْ، عميقُ ومرُّ النّواةْ
مرٌّ كالقهوة، عذبٌ كالرّضابْ
طويلٌ كالعذابْ...
قصيرٌ كالحياةْ...
نحرتُ أَشْوَاقِي وتحجّر الدّمُ في مُقْلَتِي
و رأيتُكِ تَمْسَحِينَ دمعكِ يا التِي
انطوى الليلُ فِي عُتْمَةِ قلْبِهَا المسْجُوعِ لُؤْمــاً
وأرْخَتْ سُمّهَا في عِرْقِ المحبّةِ من غيرِ نَابْ
قُرْبانـاً لما تبَقَّى نحرتُ حُبّنَــا
كي لا يَأتْيَ فجْرٌ ونكرهَ بَعْضَنَا
و نغرقَ في وحْلِ العتابْ
الثالثةُ صباحاً...
أَذْكُرُكِ في حُزْنِكِ المُصْطَنعْ
وجْهُكِ الصَّغِيرُ المَلْفُوحُ برداً
زَفيرُكِ..صدْرُكُ يَهْتَزُّ وَيَرْتَفِعْ
كُنْتُ أْمْسِكُ خيطاً مِنْ هُلامْ
المقْهى على بُعْدِ خُطْوَتَيْنْ
كانَ قلبِي على صهوةِ الرّيحِ بلا لجامْ
سَألْنا حارس المبنى: المقهَى أينْ؟
و الشوارعُ فارغة أذكُرها تهْمِسُ،كُنّا اثْنَيْنْ
ولكن شعرتُ بدفءِ الزّحامْ
جلَسْنَا نُوزِّعُ أَحلاَمَنا على حبّاتِ النّدَى
وَ دُونَ أنْ نَعْلَمَ قَطَعْنَا تَذْكِرَتَينِ لِلْهُرُوبْ
تَذْكِرَتِي رَميتُها في سلّةِ المُهْمَلاتْ
و أَخَذْتُ قبْلَتَينِ في حَديقَةِ الذّكْرَياتْ
ثمُّ استَسْلَمْتُ لِلْمَدَى
وَرَحَلتُ مُثْخَناً بالنُّدُوبْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مكناس: مدينة في وسط المغرب.



#محمد_البوعيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ڨالسُ الرّحيلْ (اللقاء الأخيرْ)
- طعنة الخيانة...
- عُتمة الزوايا (2) - لعبة الذكريات
- سعيد...رفيقي
- عُتمة الزوايا (1)
- كورنيشُ الأحزانْ...
- .أَرقٌ وَ شكْ.
- خرف
- المثقف المغربي والخذلان.
- زَطْلَةٌ نَازِيّةٌ
- بُصاقُ اللامعنى
- سَفَالةٌ
- رَشْمٌ خائِف
- الّليْلُ و الكَأْسُ
- شفرة قديمة
- شهقة جسد
- جمرتانِ
- زرهون يا معشوقتي
- خريف الجسد


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوعيادي - فالسُ الرّحيلْ...