أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وصفي أحمد - حزب الاستقلال ينسحب من المواجهة ( الحلقة الثالثة من حدث في مثل هذه الايام )














المزيد.....

حزب الاستقلال ينسحب من المواجهة ( الحلقة الثالثة من حدث في مثل هذه الايام )


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 20:40
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كان غرض الوصي من إعلانه التبري من المعاهدة هو شق صفوف المعارضة . و بعد أن كان حزب الاستقلال قد عاد فاشترك في الانتفاضة يوم 21 كانون الثاني , عاد الآن فانسحب ثانية . و أعلن في تصريح صادر عنه أنه : (( يجب أعطاء سموه و الشخصيات الوطنية وقتا لمعالجة الوضع )) . و لم يستطع الوطنيون الديمقراطيون إلا أن يلاحظوا أنه بينما وضعت المعاهدة جانبا , فإن الحكومة التي وقعتها مازالت في مكانها , و حثوا الشعب على البقاء على احتراسه , و لكنهم لم يدعوا إلى عمل أي شيء . ووقف الشيوعيون بشكل حاسم ضد أي خفض في مستوى الحركة . و كان إسقاط وزارة صالح جبر في متناول اليد الآن , و كان تخفيض الضغط الجماهيري يعني التخلي عن النصر , كما قالوا .
و في الثالث و العشرين تدفقت حشود ضخمة حركها الشيوعيون عبر شوارع بغداد الرئيسية دون مواجهة أية مقاومة . و اختفى الشرطة الذين يرتدون البدلات الرسمية , و لكن ليس عملاء الاستخبارات السريون , الذين قدموا رواية مقتضبة بعض الشيء :
(( تجمع عدد من الطلبة الشيوعيون .... هذا الصباح في ساحة أمام كلية الطب . و غادر حوالي سبعون منهم , في مجموعات منفصلة , متجهين فورا إلى باب المعظم , حيث بدأوا بتحريض الناس على التظاهر . و في هذه الأثناء , و في الساحة نفسها , ازداد عدد الطلاب المتجمهرين إلى حوالي 350 .... حيث انتظموا في صفوف و ساروا باتجاه الباب المذكور أعلاه, وهم يهتفون (( تسقط حكومة صالح جبر )) , (( يسقط نوري السعيد )) , (( نحن مع الثورة الشعبية )) , (( عاشت وحدة العمال و الطلاب )) . و كانوا كلما تقدموا انضمت إليهم أعداد كبيرة من العمال و بعض النسوة . و عندما وصلوا سوق النحاسين خطب فيهم محمد صالح بحر العلوم بحماسة جعلت عواطفهم تلتهب . ثم توقفوا قبل مقر الاستخبارات , رفعوا بحر العلوم و كامل قزانجي على أكتافهم وهم يهتفون : (( يسقط الخبز الأسود )) , (( أمنوا الخبز للشعب )) , (( تسقط الاستخبارات )) , (( صالح جبر , نوري سعيد , بهجت العطية إلى المشنقة )) .... و عند وصولهم إلى ساحة الملك فيصل قفز كامل قزانجي إلى سطح مقهى الوادي و ألقى خطابا . و عندما لمح حوالي ثلاثين جنديا يتفرجون حيّا بصوت عال (( الجيش الشجاع )) بنية واضحة لزرع الشقاق بين الجيش و الشرطة ...... ثم صاح مشيرا إلى العمال : (( نريد حكومة شعبية تمثل هذه الطبقات )) ... و تحركت المسيرة بعد ذلك , وعند اقترابها من الباب الشرقي ظهر عدد من الاستقلاليين الذين راحوا يوزعون بيان حزبهم الداعي إلى الهدوء . و انقض العمال المتظاهرون عليهم فورا وضربوهم و انتزعوا المنشورات من أيديهم و مزقوها ..... و أمام محطة البنزين توقفت المسيرة من جديد , و بعد أن استمعت المسيرة إلى خطاب حماسي آخر من بحر العلوم انطلقت الهتافات : (( يعيش حزب التحرير الوطني )) , (( يعيش نضال الشعب )) , (( يعيش الحزب الشيوعي )) .... عندها رفع بعض الاستقلاليين أصواتهم صارخين : (( أيها الناس , هؤلاء شيوعيين , غادروا صفوفهم , لا تدعوهم يضللونكم , , إنهم يريدون بيع المملكة للروس . و انسحب حوالي ثلثي المحتجين , بينما تابع البقية مسيرتهم , ووصلوا بعد لأي إلى قرب تمثال السعدون , حيث هتفوا : (( أفرجوا عن الزعيم فهد )) , (( أفرجوا عن أسود الكوت )) ... (( تعيش الجمهورية )) . ثم خفتت أصواتهم , و أعتلى كامل قزانجي قاعدة التمثال و جعلهم يقسمون : (( باسم الله العظيم , و في ذكرى مولد الرسول محمد , و شباب الملك المحبوب , و كلمة الوصي المجيد , و باسم الشعب و الوطن و دم الشهداء )) أن نستمر في النضال حتى تحقيق مطالب الشعب ...و صاحت الجماهير : (( يعيش حامي الشعب )) . و رد كامل قائلا : (( عفوا , عفوا أنا لست إلا خادما للشعب )) .
(( و شوهد أركادي سوفوروف , سكرتير المفوضية الروسية , يتجول بسيارته بالشوارع مستفهما عن المظاهرات , وفي حوالي الساعة الثانية ظهرا جاء إلى صيدلية دجلة في محلة الحيدرخانة و سأل صاحبها زوكيان , (( رئيس الهجرة الأرمنية )) عن مزيد من التفاصيل .
و لم تكن هتافات (( تعيش الجمهورية )) مقررة . و كان الحزب الشيوعي قد حذر في تعميمه الصادر في 22 كانون الثاني ( يناير ) من (( الهتافات غير المصرح بها )) و حث الأعضاء على التفتيش عن (( المحرضين )) الذين قد يحرفون المظاهرة عن أهدافها المحددة . و كان تكتيك ذلك اليوم يقضي بشق الوصي عن الانجليز , و لذلك , لم يكن من الملائم زج العائلة المالكة في المسألة , بل ربما كان ذلك مؤذيا .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلبة ينزلون إلى الشوارع ( الحلقة الثاني من حدث في مثل هذه ...
- حدث في مثل هذه الأيام ( الحلقة الأولى )
- ملاحظات حول مقالة (( أسباب اضطهاد الشيعة )) للكاتب عبد الخال ...
- رسالة إلى أبي إسراء
- الأسباب الكامنة وراء استشراء في العراق
- ما الذي يحصل في المناطق المصنفة سنية ؟
- إشكالية بناء دولة ما بعد التغيير في ال2003
- لا لأخونة الدولة المصرية
- الرئيس الأمريكي أوباما يفوز بولاية ثانية
- وددت لو أني بكيت
- ليرحم الله الأفكار الحداثوية
- الديمقراطية بين الوهم و الحقيقة
- حول قانون المجالس المحلية العراقي
- حركة 14 تموز 1958 بين الانقلاب و الثورة
- لماذا يحتفل الشيوعيون العراقيون بثورة الرابع عشر من تموز
- الربيع العربي بين سطوة الاسلام السياسي و ضعف اليسار


المزيد.....




- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...
- مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز ...
- بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا ...
- الحفريات الحديثة تدحض أسطورة حول حتمية وجود فجوة كبيرة بين ا ...
- توجهات دولية في الحرب التجارية الضروس
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 600
- العدد 601 من جريدة النهج الديمقراطي


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وصفي أحمد - حزب الاستقلال ينسحب من المواجهة ( الحلقة الثالثة من حدث في مثل هذه الايام )