أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - اسلام ابو المجد - يريدوننا أن نترك تحطيم الوهم














المزيد.....

يريدوننا أن نترك تحطيم الوهم


اسلام ابو المجد

الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 15:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الوهم لغة هو الظن الفاسد والخداع الحسي وكل ما هو غير مطابق للواقع , والوهم تعريفًا هو إدراك الواقع على غير ما هو , والوهم من وجهة نظرفلسفية هو كل خطأ في الإدراك الحسي أو في الحكم بشرط أن يعد هذا الخطأُ طبيعيا بمعنى أن الذي يرتكبه يكون قد خدعته المظاهر , وتلجأ أنظمة حاكمة الى الوهم من أجل الحفاظ على إستمرارها أمام المواطنين بوضع أقنعة من الوهم فتحتمي بصورة وهمية خوفا ً من رد فعل العامة إذا رأوا الحقيقة.

هذا الوهم الذي إستخدمه النظام الحاكم في مصر على مدار سنوات طويلة من ضمنها سنوات حكم حسني مبارك قبل بدء الثورة المصرية أو شهور حكم محمد مرسي بعدها , وإذا كان الوهم أداة لحماية وجود هذا النظام , فالوهم وظيفي , لكن بمقدار ما يكون حاميا ً يكون كاشفاً , إن كل يوم يكشف ركن جديد من اركان الوهم الذي يحيط المصريين , كل يوم تسقط أشخاص وأحداث وأفكار من دائرة الحقيقة إلى دائرة الكذب , كل يوم تسقط أقنعة العار.

لقد كانت أحداث محاكمة المتهمين بقتل الثوار بالإسكندرية على مدار ثلاثة أيام ولاتزال مستمرة أحد المحطات الهامة الدالة على هذا الوهم , وهم الديموقراطية , وهم الحرية , وهم إستقلال القضاء وهم عجلة الإنتاج ووهم التغيير , فقد كان دور هذه الكذبة الكبرى ايهام المصريين للعمل من خلال أبواب خلفية على قتل حلم الثوري في عيش – حرية – عدالة إجتماعية وكرامة إنسانية , الحلم الذي خرج في سبيله الملايين , وأصيب فيه الالاف ,واستشهد من أجله المئات , وكما كان هذا الوهم يعمل على حماية النظام , كان كاشفاً لقبحه وظلمه , وقبح من يعمل معه وتحت إمرته, وهنا يظهر التناقض.

إن اعتداء شرطة النظام على أهالي الشهداء والمتضامنين معهم خارج المحكمة إلى رفض قضاة المحكمة سماع مرافعة محاميي أصحاب الحق المدني في القضية , وقيام شرطة النظام بجولة من إظهار القوة الغاشمة من ضرب وسحل وغاز , مع جلب مأجورين للوقوف كدروع بشرية وكلاب تنهش في الشعب المصري في اليوم الأول , وفي اليوم الثاني تصاعد الموقف نتيجة عبثية تنحي قضاة المحكمة عن نظر الدعوى إلى ضرب قوات الأمن المركزي للمحامين وأهالي الشهداء داخل قاعة المحكمة , وفي خارج المحكمة حاول أعوان الظلمة كسر الثوار فزادوا عدد المأجورين وقوات الأمن المركزي وجاءوا بمدرعاتهم المكهربة وغازهم الجديد , لكن لم يكسر الثوار اعتقال أكثر من 30 مواطن عشوائيا ً , لم يكسرهم تساقط المواطنين من القذف العشوائي لقنابل الغاز وسط اسواق محطة الرمل , اسئلوا البائع القعيد امام البورصة التجارية كيف لم يترك فرشته وقنبلة الغاز تتراقص فوقها , وكيف جذب زوجته للقيام بابنه ذي السته أشهر بعد أن شلهم ضباب الغاز, أسئلوا كيف وقف شاب أمام مدفع غاز المدرعة وضابط شرطة النظام يطلب منه التراجع حتى يستطيع أن يضرب من خلفه , اسئلوا كيف تراقصت المدرعة أمام رشق حجارة الثوار وضابط شرطة النظام مرتعب لفقدانه خوذته في مواجهة من لا يملكون دروعاً.

وليلاً تحمل تمثيلية إقتحام المحكمة برسالة أننا نعمل على الحصول على سبب للتخويف والقمع , ويأتي اليوم الثالث بإنتهاك حقوق المقبوض عليهم بعدم عرض المتهمين بحضور محامين , والعمل على نقل التحقيقات الى برج العرب بما أدى الى إستنكار الثوار , فما كان من تدبير إلا تلفيق قضايا تحريض للاسماء المعلومة لديهم من الثوار , وإستدراج أحدهم وهو حسن مصطفى داخل أحد مكاتب النيابة العامة لتلفيق قضية أعتداء على موظف عام والسب والقذف ودليل الإثبات تقرير طبي يثبت إحمرار بالخدود , أخذوه ليخاف الثوار فكأن الثوار يهتفون "أليس بينكم رجل رشيد ".

الوهم غشاء يغطي الإستبداد والكذب والغش , طوبى لكل من يحطمه , فليمحو الجرافيتي , وليكمموا الأفواه في الصحف والإعلام , وليسحلوا ,وليعتقلوا, بل وليقتلوا , أنهم بغرور يذهبون بعمى قلوبهم إلى الهاوية , بينما يتحطم الوهم .



#اسلام_ابو_المجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلان الدستوري ... الدستور ... خيارات مواطن ... بين المطرق ...
- في مسألة الشرطة في مصر... حديث الثورة والصفقة
- لماذا سيسقط النظام ؟


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - اسلام ابو المجد - يريدوننا أن نترك تحطيم الوهم