شاهين السّافي
الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 13:54
المحور:
الادب والفن
في البدء..
تراءى الجدّ يحاول منح الصّحراء خصوبة أجدادهِ..
كان إذا عبر الصّحراء الصّغرى
ضاقت بخطاه
وألقته إلى الصّحراء الأخرى
كان إذا اشتدّ القيظ
تلا أهزوجته للرّمل..
على الرّمل رأى صورة أحفاده...
كنتَ وحيدا..
لا طير يغرّد في الدّرب
ولا أنثى تكتب قصّتها بالدّمع على صدرك
قلت: "أ أمّي من صلب اللّعنة حملتْ..
-إذ حملتني-
أم حملتني إذ ناءت كلّ جبال الأرض بحملي؟!
لا يختار الطّفل أبًا..
وأبي ما اختار لنفسه طفلا مثلي.."
جدّي!
نهجك هذا.. "نهج البلغاء"
وأنت تؤسّس في الصّحراء بلاغة من سكنوها..
جدّي!
من غيرك يحتضن الموتى/الأحياء
ومن غيرك ينعى الأحياء/الموتى؟!
القحط على الأبواب..
وباب القحط يراك.. تراه
تدافع.. وهو يهاجمْ
من غذّى القحط الهاجم أذّن في النّاس..
ومن قحط غذّاهمْ
مطمورة روما هذا النّجع
رقاد الموتى هذا الهجع
تغني الأرض.. يعود الرّجع:
"ْأتى ابن الأرض.. ولحن شداهم"
أسمعها زفرات البدويّ
تدندن بين نعاج هيمى.. وصفير النّايْ
هذا وطني يمتشق البارودة كي يحيا..
هذا وطني.. وصدى منفايْ
أنفاس الثورة سوف تهبّ..
وسوف تدك قلاع "البايْ"
قال "المخزنجيُّ":
"لقد أعطيناك الخبز..
فرتّقْ من أطياف الخبز كساءك.."
كنت بصيرا..
لا تفقه لغة السّادة
كانتْ رطبا..
صارت حطبا يأكلها الجوعى
والعطشى يعتصرون نبيذا من شفتيها حتّى تيبس..
قال "المخزنجيُّ":
"لقد أعطيناك الخبز..
فرتّقْ من أطياف الخبز كساءك.."
كنّا لا نعرى..
كان حماة الخبز من الأكل على مقربة منا..
لم نعلم أبدا أن حماة الخبز من الأكل عتاة..
أنّ مياه البحر هنا..
أقرب من رائحة الخبز إلى الأشداق
وأنّ مياه البحر هنا..
أقرب من لائحة الخبز إلى الأحداق..
وأنّ مياه البحر..
ستغني من عطش..
وستسمن من جوع..
أحماة الخبز من الأكل! تعالوا!
هاتوا ماء البحر!
سنشرب حتى يثمل من شربتنا الملح..
وييأس من توبتنا السّاقي..
#شاهين_السّافي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟