عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 20:47
المحور:
الادب والفن
1/
مفقود
ثلاثون عاما لا يعرف أحد عنه شيئا.عند العائلة معتقل.عند الأصدقاء مفقود.وأخيرا وبعد سنوات طوال أصبح عند الدولة متوفيا .حين أفرج عنه أنكره الجميع.وحينما وصل الى منزله وجد رجلا آخر يحتل مكانه في وسط صورة العائلة المبتسمة.
2/
مجهول
حينما اعتقل من منتصف الطريق لم يكن معه أي أوراق ثبوتية.من شدة التعذيب فقد ذاكرته.الجميع هنا يحملون أسماء وذكريات ويحلمون بوقت الافراج عنهم للقاء أهل ينتظرونهم على أحر من الجمر الا هو...لا يعرف أحدا ولا يعرف عنه أحد شيئا.لم يشفع له فقدان الذاكرة.لقد اعتبرها المحقق لعبة وتذاك...زيدت جرعات التعذيب له حتى بات يتمنى الموت للخلاص مما هو فيه.اليوم توفى المعتقل المجهول تحت التعذيب وهو يحلم فقط بانتهاء الألم.
3/
تبادل
في الزنزانة الضيقة جاورني ذلك المعتقل الذي من شدة التعذيب فقد ذاكرته.تصادقنا وتعاضدنا.ومن شدة تعلقنا ببعض اتفقت معه أن نتبادل الذكريات.كان يجلس مسرورا وهو يتنزه بين ذكرياتي البعيدة والقريبة...بينما كنت أجلس واجما أبحلق في فراغ لا ينتهي عندما يعطيني ذاكرته.اليوم في منتصف لعبة التبادل....سحبوه للتحقيق.ذهب ومعه ذكرياتي لكنه لم يعد...انا الان هنا دون ذاكرة بانتظار المجهول.
4/
فيسبوك
اخر ما فعله قبل استشهاده تغيير صورته الفيسبوكية.اما صديقي الآخر فقد كتب وداعا على صفحته قبيل انتحاره.وصديقتي الثالثة تركت ورائها صورة ابتسامة تزين صفحتها قبيل مقتلها بذلك الانفجار المشؤوم....اليوم انتبهت الى أن كل من غادر الفيسبوك الى الأبد قد ازدانت صفحته بدمعة كبيرة خلفها كل من يزورهم للاطمئنان عليهم ان كانوا قد عادوا فجأة من رحيلهم الأبدي.
5/
حوار
لم تدر لم فتحت صفحته الفيسبوكية .هي تعلم أنه رحل عن هذه الدنيا.وتعلم أنهما لم يكملا حوارهما المكتوب حيث ما زالت ملاحظتها هي ما دون بالأخير...لكنها تقسم بالله أنها اليوم قرأت رده السريع على آخر ما علقت عليه منذ أكثر من عام مضى.هل باتت الملاحظات تتخاطب وتتحاور فيسبوكيا؟
6/
صديق
لا صديق له.لكنه هنا يملك الالاف من الأصدقاء يحاورهم ويطمأن عليهم...هنا هم أصدقاء له...لكنهم حين يحتاجهم يكتشف أنه وحيد في عالم افتراضي مليء بالأصدقاء .
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟