أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وصفي أحمد - الطلبة ينزلون إلى الشوارع ( الحلقة الثاني من حدث في مثل هذه الأيام )














المزيد.....

الطلبة ينزلون إلى الشوارع ( الحلقة الثاني من حدث في مثل هذه الأيام )


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 20:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



و في صباح اليوم التالي نزل طلاب مدرسة الكرخ الثانوية إلى الشوارع و اختلطوا , بعد عبور نهر دجلة , بطلاب الأعظمية , و تحركت المسيرة – التي كانت لافتاتها تشجب تصريح الجمالي سالف الذكر- بسلام باتجاه مدرسة الحقوق . و كان من المنتظر أن تتقدم من هناك , بصفوف متضخمة , صوب القصر الملكي , هدفها الأخير . و لكنها ما أن اقتربت من مدرسة الحقوق حتى ظهر فجأة رجال الشرطة و سدوا الطريق في وجهها . و سارع طلاب الحقوق إلى الخروج من قاعاتهم للانضمام للمتظاهرين , و لكنهم صدوا , بالهراوات أولا ثم بطلاق الرصاص الحي , مما تسبب في جرح عدد منهم و اعتقال آخرين , و أغلقت مدرسة الحقوق . و جاء الرد سريعا من قبل طلاب الكليات الأخرى , حيث أعلنوا الإضراب العام يوم 6 كانون الثاني . و لانت الحكومة و أخلت سبيل الطلاب الموقوفين , و أعادت فتح مدرسة الحقوق .
في هذه السلسلة الأولى من الحوادث كانت المبادرة لحزب الاستقلال , و لكن هل حسب الاستقلاليون الأمر جيدا , فكل ما كان يدور في أذهانهم أن الأمر لن يكون أكثر من مظاهرة ضيقة المرمى .
هل كان من الممكن أن يبقى الحزب الشيوعي متفرجا كل هذا الوقت ؟ كانت صحيفة الحزب (( القاعدة )) قد بدأت تدافع عن إسقاط وزارة صالح جبر منذ وقت مبكر يعود إلى تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1947 , و اتهمتها يومها بإجراء مفاوضات سرية لتعديل المعاهدة و إخفاء جوهرها عن الشعب . و على العموم , فبالرغم من أن الحزب كان يدرك بالحدس – كما فعل دوما – أن العاصفة تقترب , و أنه وحد في تشرين الثاني أحزاب (( اليسار )) في ظل لجنة التعاون , فإن نداءات صحيفة القاعدة لم تتكثف لتتحول في كانون الأول أو قبله إلى استعدادات عملية للقيام بهذه الانتفاضة , إذ ليس في سجلات الحزب ما يشير إلى ذلك , و هذا ما تؤيده شهادات مالك سيف – الذي كان المسؤول الأول للحزب يومها . و كانت مبادرة حزب الاستقلال غير المتوقعة هي التي أعادت الشيوعيين إلى الحياة , إذ سرعان ما تحركت القواعد الحزبية الطلابية الشيوعية و ساهمت بفعالية في الاحتجاجات ليومي 5-7 كانون الثاني , كما يتضح من وثائق الحزب التي صودرت بعد 10 أشهر.
و استراحت بغداد , من 8 إلى 15 كانون الثاني , و كان يبدوا على السطح و كأن روح المعارضة انطفأت . و لكن الهدوء كان خادعا , فقد كانت العيون متجهة صوب لندن التي ذهب إليها وفد رسمي برئاسة صالح جبر و يضم نوري السعيد , من أجل إجراء المفاوضات النهائية للتوقيع على معاهدة جديدة , و لم يكن الشيوعيون , من ناحيتهم , يسجلون الوقت بدقة . جاءت رسالة من سجن الكوت , أرسلها فهد ( يوسف سلمان يوسف ) يطلب فيها أن يجري الحزب استعدادات جدية لإنزال قواته إلى الشارع . و بدأت تعبئة لوسائل الحزب . و تم تشكيل ملحق ل (( لجنة التعاون )) , هو لجنة التعاون الطلابية , و طلب من كامل قزانجي – وهو محامي من الموصل و صديق للشيوعيين – رئيس لجنة التعاون أن يقود التظاهرات التي ستبدأ عن قريب .
اختفت سكينة الشارع فجأة عندما أعلنت يوم 16 كانون الثاني شروط المعاهدة التي وقعت في اليوم السابق في بورتسموث , و بالرغم من العبارات المنمقة عن معاني التعاون المتبادل فإنها تكبل العراق بقيود جديدة .
أطلق نشر الاتفاقية إضرابا استمر ثلاثة أيام و مظاهرات مستمرة قام بها طلبة الجامعة , و كانت الحركة منذ البداية تحمل طابع جدي . و خلف الغليان الطلابي كان هناك (( لجنة التعاون الطلابي )) , التي يقودها الشيوعيون و في الأيام الثلاثة 16 و 17 و 18 كانون الثاني كان الطلاب الثائرون يمثلون كل الأطياف السياسية . و لكن في يوم 19 أمر حزب الاستقلال طلابه بفصل أنفسهم عن البقية و انتظار دورهم . و من الناحية العملية برز الشيوعيون على أنهم القوة الأبرز في الشارع , كما برزت لجنة التعاون الطلابي و لجنة التعاون على أنهما الرافعتان الأساسيتان للانتفاضة . و كانت مسيرة العشرين من كانون الثاني العاصفة التي شارك فيها هذه المرة عمال السكلجية و (( الشرقاوية )) الجوعى و كانت بمبادرة واضحة من الشيوعيين . و سفك الدم في ذلك اليوم في بغداد , وفي محاولة يائسة لتفريق المتظاهرين أطلقت الشرطة النار على الطلاب بهدف القتل , إما لأنهم فقدوا السيطرة , أو لأوامر صدرت إليهم . و لكن الرصاص زاد من عزيمة الثوار و لم يفرق جمعهم . و في اليوم التالي ازداد التهاب المشاعر , و عندما أرادت وفود طلابية أن تحرس الجثث و ترافقها إلى مقرها الأخير أطلق رجال البوليس النار عليهم داخل المستشفى الملكي , فقتل اثنان و جرح سبعة عشر , و كان أحد القتيلين طالب صيدلة , وقد فجرت رصاصة دماغه , فحمله رفاقه إلى عميد الكلية , فارتعد العميد اشمئزازا و قدم استقالته . و سار على منواله أساتذة الصيدلة و الطب و أطباء المستشفى . و ما أن ذاعت أنباء الاعتداء الوحشي هذا حتى تكثف الغضب واصلا درجة الحمى , و اجتاحت الاحتجاجات الشوارع , و اشتبكت الحشود البشرية , التي كانت تضم وجودا شيوعيا كثيفا , و المسلحة بالعصي الضخمة , مع رجال الشرطة الذين أصبحوا كالحطام في بحر هائج . و لفت بغداد أجواء تنبيء بحدوث ثورة اجتماعية , و شعر الوصي برعب شديد , و إذ لم يكن متأكدا من موقف الجيش فإنه لجأ إلى عكس موقفه فجأة , و تبرأ علنا ليل 21 كانون الثاني ( يناير ) – و بعد أن عقد اجتماعا في القصر دعي اليه هذه المرة ممثلو الأحزاب – من المعاهدة .
المعلومات التاريخية مأخوذة من ذات المصدر السابق .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث في مثل هذه الأيام ( الحلقة الأولى )
- ملاحظات حول مقالة (( أسباب اضطهاد الشيعة )) للكاتب عبد الخال ...
- رسالة إلى أبي إسراء
- الأسباب الكامنة وراء استشراء في العراق
- ما الذي يحصل في المناطق المصنفة سنية ؟
- إشكالية بناء دولة ما بعد التغيير في ال2003
- لا لأخونة الدولة المصرية
- الرئيس الأمريكي أوباما يفوز بولاية ثانية
- وددت لو أني بكيت
- ليرحم الله الأفكار الحداثوية
- الديمقراطية بين الوهم و الحقيقة
- حول قانون المجالس المحلية العراقي
- حركة 14 تموز 1958 بين الانقلاب و الثورة
- لماذا يحتفل الشيوعيون العراقيون بثورة الرابع عشر من تموز
- الربيع العربي بين سطوة الاسلام السياسي و ضعف اليسار


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وصفي أحمد - الطلبة ينزلون إلى الشوارع ( الحلقة الثاني من حدث في مثل هذه الأيام )