|
النفوس اللعينة
طارق المنيظر
الحوار المتمدن-العدد: 3979 - 2013 / 1 / 21 - 01:35
المحور:
كتابات ساخرة
النفوس اللعينة عندما تنكسر البيضة! إذا تم كسرها بواسطة قوة (خارجية ) ، فإن حياتها قد انتهت .. وإذا تمّ كسرها بواسِطة قوّة ( داخلية ) ، فإنّ هنَاكَ حياة قد بدأت .. الأشيَاء العظيمة دائماً تبدَأ من الدَّاخل يجب أن نثـق أننا ما خلقنا أبدا : لِـ نفشل أو لـ نحـزن أو لـ نكن أناس بلا هدف يجب أن نثـق أن وجودنا ليس صـدفة وليس رقما فحسب، وجودنا لـحاجة ولهدف و لفشل، لكن ليس عيب أن نفشل ما دمنا نملك الرغبة في الانتشال والتحدي من جديد. أتحداك يا....نفسي يا من كان سببا في فشلي مرة أو مرات، لست زجاجة سهلة الانكسار، أملك قوة داخلية أستنشق ريحها مثل النارجيليا. مضطر أن أكون راضيا في مجتمع الهوامش، لكن لدي رغبة إيروتية في الابتعاد عن سلة، أو عفوا عن "مزبلة الفشل" كنت في حاجة ماسة إلى نوع من الارتجاج الداخلي العنيف لأستيقظ وأعاود النهوض من جديد، كم نحن في حاجة إلى الصفع وبقوة حديدية! فتراكم الرجات يمنح الشخص القوي قيمة مضافة، فيتخذ من فشله عزيمة وسببا للتحليق في فضاء أفضل وبطريقة مغايرة حتى لا يكرر نفس السيناريو. سأدع الجبناء لا يعرفون عني سوى سعادتي وابتسامتي، رغم أني لا أعرف التصنع والنفاق لا يتواضع إلا الكبير ولا يتكبر إلا الحقير ولا تقاس العقول بالأعمار فكم من صغير عقله بارع وكم من كبير عقله فارغ فكن كالمطر أينما وقع نفع حين يتعمد الآخرون فهمك بطريقه خاطئة، لا ترهق نفسك بإثبات العكس، فقط ادر ظهرك واستمر كما عاهدت نفسك أن تكون، فإذا ضاعت فرصة فلدي يقين أن الفرصة الآتية ستكون أفضل، ذلك لسبب واحد، ألا هو أنها ليست من صنع البشر، لأن البشر ليس صانعا بل يؤثر التخريب ويجيد القتل. كم تتلذذون بجثث الأبرياء يا مجرمي الإنسانية، يا ذوي النفوس الخبيثة المليئة حقدا وكرها، كم تجدون ضالتكم في رؤية الآخر صريع ما هو خارج عن إرادته لا أعرف كيف أمقت هذا النوع البشري النتن. على هذا الإيقاع من الهجاء المنطقي، أستحضر ما قاله الشاعر الرائع محمود درويش على لسان ( ييتْس) : "أَنا لا أُحبُّ الذينَ أُدافعُ عنهُم , كما أَنني لا أُعادي الَذينَ أُحاربُهمْ ...". ذلك لسبب واحد هو أني أؤثر الصمت على الكلام مع ذوي النفوس الدنيئة، لكن الصمت لا يعني بالضرورة التزام السكوت والامتناع عن الكلام، فالكلام لا يستدعي بالضرورة المجاهرة بأصواتنا المفجعة، فللصمت معنى. ، وكما قيل في هذا الباب "الصمت ضجيج من الكلمات" فعلى هذا الأساس عنون كمال الأيوبي نصه المسرحي الرائع "ضجيج الصمت"، حيث يعيش بطل هذا النص المونودرامي صراعات نفسية مع محيطه ومع القيم والآخر الدنيء وكل المؤثرات وخصوصا منها البشرية. فهذا البطل ليس أمامه من حل سوى الصمت الذي يحمل في طياته نوعا من الصمود أمام عراقيل الحياة اللعينة، حيث اعتبره حكمة أمام هذا الصراع اللعين والمتنوع. هكذا، حاولت بعوائي وبكائي الحرين أن أنحو منحى هذا البطل بصيغة مغايرة شيئا ما، كم رغبت في البكاء بعيدا عنك يا أماه، لكي لا أجرح قلبك الحنون وأنا أتمتم على هذا المنوال، "... يا أمي يا طبيبة نفسي يا حلوتي يا من جعلتني أتحمل كل ثقل الحياة وما تحويه من معاناة، سأضل عند وعدي لك يا ماما الرائعة، كم صليت من أجلي، دعواتك لا زالت تسري في أعماق وجودي الفارغ من دون حنانك، وإذا قلت أمي فأني أقول أبي لا أستطيع أن أذكر أحدكما غير الآخر....أكن لكما نفس مشاعر المحبة والأبوة والأمومة التي لا تترجمها العبارات ولا العبرات ولا الكلمات ولا الحركات، مستعد لفعل ما لا يفعل من أجل سعادتكم". ذهب ولن يعود، وإذا ذهب فانه مضطر، فالعودة حزن ومعاناة وثقل، قرر أن يسير إلى... هكذا هي الحياة، ترنو كيف تشاء، لكنه أيضا سيرنو على إيقاعه الخاص والفريد، سيغرد وحده، لا يريد من أحد سماع صوته، لأنه يغار من صوته ولا يريد إهدائه إلا لذاته. هَذا هو أنا أسلُوبي غريب آحيآناً .. أغيب كثيراً ۈلا أسأل تتمزق أعماقي ولا أخبر أحدا بذلك، شخصيتي معقده لن يفهمها احد !! لكن بين آضلآعي قلب صادق لا يحب الخداع و لا يريد أن يخدع . أغار منك أيها المجنون لأنك سالم من ثقل الآخرين، يتصرف طبقا لمبدأ لذته وفاقد لمبدأ الواقع اللعين والمرير. أحيي فيك جنونك فربما أفضل لك من... كم أنتم ملعونون يا أيها المخلوقات اللولبية، فلعنة القدر والزمان تترك وصمتها عليكم مثل ضربة الفأس المهند على الحجر "الصيني" تحاولون إغراق السمك، لكن أشفق عليكم بامتعاض شديد لأن السمك لا يغرق يا أغبياء. هكذا نطق المجنون الذي يخاطبكم!
#طارق_المنيظر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وطن بين التبعية الفكرية والاضمحلال الثقافي
-
الأمل
-
الزمن العاهر
-
في الذاكرة
المزيد.....
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|