|
ما هي حقيقة اتفاق التهدئة برعاية مرسي
محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 3978 - 2013 / 1 / 20 - 21:45
المحور:
القضية الفلسطينية
مع تواصل الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة وتأكد الالتباسات حول حقيقة الانتصار وحقيقة اتفاق التهدئة .لا بد من البحث لكشف الحقيقة ،وخاصة بعد الشكاوى التي تسربت على السنة كوادر من حماس والجهاد الاسلامي الذين حضروا المباحثات في القاهرة عن الضغوطات الهائلة التي تعرضوا لها من قبل المخابرات المصرية و الرئيس المصري وبقية الوفود .لقد كانت وفود اسرائيلية وامريكية وفلسطينية ومصرية ووفد قطري ووفد تركي يتداولون من اجل وقف النار في غزة . وتحت عنوان "المهم الحقيقة :هل اسرائيل تخرق التهدئة حقا "كتبت في 1/12/2012م مايلي: "يتوجب ان نفهم مسألتين الاولى :هل الهدنة أو التهدئة ,أو الهدوء المتفق عليه هو من جانب واحد او من جانبين ؟ هل يعني فقط ان اسرائيل توقف حملتها العسكرية التي اختتمت بتفاهمات الهدنة وتستمر في ذات الوقت بتنفيذ برنامجها الامني كالمعتاد وبدون الصواريخ الفلسطينية ؟ لقد أجهد الناطقون الفلسطينيون انفسهم بشروحات تفسر التهدئة "تهدئة مقابل تهدئة ...متبادلة ومتزامنة..ويتبعها حرية حركة في المناطق العازلة وحرية الصيادين ورفع الحصار فورا وفتح المعابر وادخال البضائع... الخ . ان هذه لم تكن الحقيقة على ما يبدو وهناك طمس للمعلومات متفق عليه من قبل الجميع ولكن ممارسات اسرائيل تكشف المستور . فلم تلغ المناطق العازلة ولم توسع مناطق الصيادين ولم تفتح المعابر ولم يتوقف اطلاق النار من قبل امن الاحتلال ولم تتوقف الاغتيالات ولا الاجتياحات الجزئية ..فأين اتفاق التهدئة كما شرح لنا العرب ؟اليس هناك تزييفا وخداعا لوعينا ؟ لقد اوضحت مصادر اسرائيلية متعددة ان الاتفاق كان يقضي بوقف الحملة العسكرية الاسرائيلية مقابل وقف الصواريخ .وانه من الممكن بحث نقاط أخرى لاحقا اذا اثبتت حماس قدرتها على الالتزام ,بمعنى قدرتها على ضبط الامن في قطاع غزة ووقف كل اعمال العنف ضد اسرائيل ."انتهى الاقتباس وبعدها حتى يومنا هذا لم يتحقق اي بند من بنود الاتفاق على التهدئة كما أوردته المصادر العربية والفلسطينية مما يلقي مزيدا من الضبابية والشك عل مصداقية الخارجية المصرية والورقة غير الموقعة التي وزعها وزير الخارجية المصري بعد المؤتمر الصحفي مع هيلاري كلنتون. ان جميع الوقائع والممارسات الاسرائيلية تدل بشكل واضح ان الاتفاق كان يعني وقف الحملة العسكرية في حينه مقابل التزام الجانب الفلسطيني بوقف ما اسموه "الاعمال العدائية من الجانب الفلسطيني" اذا كانت اسرائيل باعتداءاتها اليومية في القطاع وحول القطاع تخرق الهدنة ،فلماذا لا ترفع عليها سلطة حماس دعوى للرئيس المصري ضامن الاتفاق ؟على الاقل من أجل ان يقول اسرائيل تخرق الاتفاق ،من أجل ان يفول هذا هو الاتفاق موقعا من قبل الطرفين وتنص بنوده على فتح المعابر الاسرائيلية الى قطاع غزة بشكل دائم وفتح معبر رفح بشكل دائم وانه ينص على حرية الصيد وحرية الاتنقل داخل الاسلاك المحيطة بالقطاع وزراعتها و..و.. واذا كان لا يوجد مثل هذا التفاق فلماذ خرجت علينا القيادات الفلسطينية والمصرية بهذه الكذبة ؟ولماذا خطب القادة الفلسطينيين علينا مهنئين بانتصار لم يحصل منه شيئا ؟لماذا لم يقولوا :يا إخوان احنا تحملنا قد ما تحملنا وعندما هدد الاسرائيبيون بالاجتياح وتصفية القيادة السياسية في القطاع خضعنا لشروط اسرائيل ؟. لماذا لم يقولوا بأن مرسي وحمد والأتراك مع الامريكان كانوا جبهة عرابة وضغط واحدة علينا لمصلحة اسرائيل ومن أجل ان نقبل بشروط اسرائيل ونتعهد "بوقف كل أشكال الاعتداءات على اسرائيل"؟ انها جوقة كذب واحدة يدفع ثمنها المواطن الغزاوي الذي يتعرض للقتل وللمنع من الصيد والمنع من استغلال الارض المحاذية للاسلاك الفاصلة ويتعرض للخديعة المدعومة باللحى والحمد والآيات والأحاديث وكلام التقوى . لماذا لا يقولون صراحة كما تقول فتح بأنهم وافقوا على التنسيق الامني من خلال الأمن المصري .وانهم استعدوا قدر ما يستطيعون كفالة الحدود الجنوبية للامن الاسرائيلي وبضمان مصر . (ملاحظة الصحيح ان فتح تأخرت في الاعتراف بالتنسيق الامني وظلت تشعر بالخزي والحرج من الحيث في هذا الامر ،ثم تجرأت وقالت هذا التنسيق وما يترتب عليه هو مصلحة وطنية عليا ،ثم اصبحت تتحدث عنه دون الحاجة لأية مساحيق .ويمكن ان تقول حماس هذا عهد تعهدنا به ويجوز لنا ان نعقد العهود والمواثيق ثم بعد ذلك لا يجوز خرق العهود وبعد ذلك الانتقال الى القول بأن التنسيق الامني حلال ويثاب من يخدمه والله الموفق ) لا بد ان نسجل الحقيقة التالية :عندما تكون مباحثات ولإسرائيل مصلحة فيها يكون كل الوسطاء يميلون لتمرير المواقف الاسرائيلية المدعومة بالتهديد والوعيد ،ويكون الوسطاء مجرد عرابين يستهدفون الحصول على رضى اسرائيل وهذا كان موقف القيادة الامنية االمصرية بل هذا كان موقف القيادة السياسية االمصرية ومعها المقاولون العرب والاتراك . عندما أعلن نتنياهو انه يقبل بواسطة الرئيس المصري ،نفخ مرسي منخريه ابتهاجا بهذه الثقة الغالية وخدم الامن الاسرائيلي خدمات جليلة نرى نتائجها كل يوم من قبل الامن المصري والامن الاسرائيلي .وما يجري كشفه في سيناء وحدود القطاع واسرائيل هو ثمرة جهود الامن الفلسطيني والامن المصري معا وخدمة للامن الاسرائيلي مقابل العفارم لمرسي وصحبه .
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل حقا هناك قوانين اسلامية ؟!!
-
حماس الجديدة تتسلح بحماس القديمة
-
المصالحة ونهر النيل
-
التنسيف الامني المصري الاسرائيلي يعطي ثماره
-
في سوريا حرب كونية
-
امريكا والكرامات الربانية
-
قصص افغانستان تتكرر في سوريا
-
التطبيع هو تطبيع العقل
-
الانتقال من العبودية الى الاقطاع
-
مرسي يبيع مصر
-
الانطلاقة المجيدة الى اين؟
-
من نحن ومن اعداؤنا
-
سوريا: من مع سوريا؟
-
الثورات لا تهزم
-
الكنانة والمناعة المستحيلة
-
كتاب فلسفة المواجهة وراء القضبان لكاتبه محمود فنون
-
ثنائية -سن القوانين وتطبيقها-
-
علاء الاسواني يستنطق الموقف الاخواني
-
آدم وحواء والتفاحة
-
ذكرى الانطلاقة الخامسة والاربعون
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|