أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الثورة الحقيقية تكمن في نسف قدسية القرآن















المزيد.....

الثورة الحقيقية تكمن في نسف قدسية القرآن


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 13:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد عودت قرائي على رجمهم بمقالات عن الختان تكاد تكون يومية، يتخللها من حين لآخر مقال عن الأزمة التي نعيشها الآن والتي تمخضت عمّا يسمى بثورات الربيع العربي، مركزا على أثر التعاليم الدينية الإسلامية في هذه الأزمة. ولكني اختم كل مقالاتي بإشارة إلى كتابي عن الختان وكتابي عن القرآن.

وفي مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com والتي تحمل العنوان الفرنسي Savoir ou se faire avoir والتي يمكن ترجمتها: "اعرف أو يخدعوك" انشر يوميا أكثر من 10 مقالات وأشرطة حول الأديان عامة والإسلام خاصة مأخوذة من الأنترنيت، الهدف من ورائها متابعة الحدث الديني لفهم ما يدور من حولنا، والاحتفاظ بها كأرشيف استفيد منها في أبحاثي واضعها مجانا تحت تصرف الباحثين. وقد جعلت البومة رمزاً لهذه المدونة، وهي عند الإغريق رمز للحكمة، لأنها تومئ بعينيها الثاقبتين على ضرورة المراقبة والتفكير قبل أن التكلم أو العمل. فالبومة لا تستطيع تحريك عينيها ولكن في إمكانها أن تدير رأسها 360 درجة وترى 100 مرة أكثر من الإنسان، وحتى في الظلمة. ويمكنها أن تلمح فارا على مسافة 300 متر.

وكغيري انفعل مع ما يحدث من حولي وافرح عندما أرى شباباً ينزلون في الميادين مطالبين برحيل زعيم ويصلون إلى غايتهم دافعين ثمنا باهظاً لمواقفهم، ولكن سرعان ما تكتشف أن تلك التضحيات قد اغتنمها من هو ليس أهلاً لها للوصل إلى مناصب الحكم وفرض نظم باسم الدين ترجع البلد إلى ظلمات العصور الوسطى، مما يجعلك تكاد تحن إلى زمن الزعيم المخلوع. ولنأخذ مثلا مصر. رحل الرئيس مبارك وجاء مكانه رئيس يمثل جماعة تتاجر بالدين وتتخذ الكذب والتزوير والقهر وسيلة لتحقيق مصالح أعضائها، منذرة بتحويل مصر إلى أفغانستان. وللعلم فإن الطالبان ليسوا إلا امتدادا لفكر جماعة الإخوان في مصر وهؤلاء الإخوان هم من حطموا تماثيل بوذا ويودون أن يهدموا الأهرامات وأبو الهول. والأخطر من كل ذلك، يودون ترويض المرأة حتى يحولوها إلى أكياس قمامة متنقلة، فأنت إن روضت المرأة روضت ابنها وبنتها. وتحت نظري صورة لطلبة وطالبات جامعة القاهرة عام 1978 وليس بينهم محجبة واحدة، وصورة أخرى مأخوذة الآن لطالبات في قاعة من جامعة المنصورة وكلهن منقبات. وهذا التباين تجده بين ما كانت عليه المرأة قبل حكم الطالبان وما آلت إليه بعد وصولهم للحكم. وأتخيل نساء مصر جميعهن لابسات النقاب بسبب سياسة الإخوان في مصر كما هو الحال الآن في أفغانستان أو في السعودية. ولا داع هنا لذكر المصائب المحتمة التي سوف تحل بالمسيحيين والمفكرين الأحرار في مصر بسبب الإخوان.

راحت السكرة وأجت الفكرة. لنرجع إلى البومة ولنرى ما هو مقبل قبل وصوله واستباق المصائب التي سوف تحل بنا بسبب الإخوان المسلمين (والذين يسميهم بعض الإعلاميين المصريين الإخوان المجرمين، تجار دين، كذابين). في تونس، البلد الذي سبق مصر في تغيير الزعيم، يرى الحقوقي احمد المناعي: "لو تحكم النهضة لعشر سنين، لهاجر نصف الشعب ولخرجت أعداد أخرى من ملة محمد". والنهضة هي الجناح التونسي للإخوان المسلمين. والإخوان المسلمون لن يتركوا الحكم في مصر بالسهولة التي قد نتصورها. فالأخبار تؤكد أن الرئيس المنتخب لم يكن مرسي بل شفيق، وإعطاء الحكم لمرسي كان سببه الخوف من المذابح التي توعد بها الإخوان إذا لم يفز مرشحهم. وتفاديا لتلك المذابح تم تسليم السلطة لهم. ولن يتردد الإخوان في اقتراف مثل تلك المذابح حتى يستمروا في الحكم، وهم حاليا في مرحلة اختراق القضاء والشرطة والجيش والتعليم والإعلام. فإما أن يركع المصريون أمامهم أو يُركعهم الإخوان بالعافية. فمن غير المستبعد أن يبقى الإخوان في الحكم عشر سنين، تكفي لكي يخربوا مصر ويدمروها ويعيثوا فيها الفساد.

ولكن لنفرض أن المصريون تمكنوا من التخلص من الإخوان المسلمين قبل أو بعد عشر سنين، فهل ستكون الحالة في مصر افضل مما هي عليه تحت حكم الإخوان؟ وهل هناك سبيل لتفادي رجوع الإخوان للحكم وبأكثر شراسة؟ للرد على هذين السؤالين لا بد من معرفة كيف تمكن الإخوان المسلمون من السيطرة على مصر، وهم حتما لهم قاعدتهم الشعبية. سبب سيطرة الإخوان على المجتمع المصري كامن في نظام التعليم الديني في مصر. فمن الروضة إلى الجامعة، ومن الجامع إلى جميع وسائل الإعلام، يتم يومياً تعليم الفكر الديني الذي يقوم عليه الإخوان المسلمون والذي يمكن اختصاره بثلاث كلمات: كتاب الله، رسول الله وشرع الله. فهم يعتبرون القرآن دستور الأمة، وأن النبي محمد مرسل من عند الله بكتابه العزيز وأن شرع الله لا بد له أن يسود المجتمع. وقد بنى الفقهاء على هذا المثلث منذ أربعة عشر قرنا الشريعة الإسلامية. وعلى هذا البناء الذي تتناقله الأجيال وتضمن تعليمه الدولة في جميع مؤسساتها التعليمية والدينية والإعلامية والقضائية يجلس النظام الإخواني. فهم يحصدون ما تزرعه الدولة ذاتها. ودون تفكيك هذا المثلث لا فائدة من تغيير الرئيس. حتى من هم ألد أعداء الإخوان والليبراليون المصريون يرددون نفس مقولات الإخوان المسلمين ويرتكزون على مقوماتهم. ويمكن هنا اعتبار الجيل الحالي فاسد من ألفه إلى يائه. ولا بد من أعداد جيل جديد. ولكن هل هذا ممكن؟ وهل هناك إرادة لفعل ذلك؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟

ما حدث في الغرب يمكن أن يعطينا مؤشرا. خروج الغرب من العصور الوسطى الذي كان يسيطر عليه رجال الدين إلى نظام علماني ديمقراطي، يرجع فيه التشريع للشعب وليس لله، لم يتم بين ليلة وضحاها. كان لا بد من تضحيات كبيرة وعمل دؤوب من قِبَل فلاسفة التنوير الذين دكوا الأسس الدينية التي كان يعتمد عليها رجال الدين لفرض سيطرتهم على المجتمع. نحن في مجتمعنا العربي والإسلامي ما زلنا في مرحلة الصفر. وإذا اردنا الخروج من هذه المرحلة يجب تغيير العقليات والتعليم في جميع مراحله إلى أن نفقد القرآن قدسيته ليصبح كتابا عاديا لا يختلف عن كتاب ألف ليلة وليلة، ونفقد محمداً عصمته ليصبح مثله مثل باقي البشر، مع عيوبه وحسناته. فاليوم الذي يتم فيه تشريب المجتمع بهذين المبدأين نكون قد خطونا الخطوة الأولى نحو قيام مجتمع مدني سليم خال من الإخوان المسلمين ومن الفكر الذي يرتكزون عليه.

من هذا المنطلق اشدد في مقالاتي على القول في أن القرآن هو من تأليف حاخام يهودي مسطول لأن هذا هو المعول الأول والرئيسي لهدم الفكر الإخواني. وفي نفس الوقت اشدد على موضوع الختان. فبكفاحي ضد هذه الجريمة النكراء أود أن اهدي للأطفال الأبرياء شيئا من جهدي، وفي نفس الوقت اهدي للمجتمع بنية إنسانية سليمة. فكما انه لا يمكن بناء بيت سليم بطوب مفسخ، لا يمكن بناء مجتمع سليم بأطفال تم التعدي على سلامتهم الجسدية. فبظلمنا للأطفال الأبرياء نجني على المجتمع ككل. وبإلغاء جريمة الختان نجبر المجتمع على استعمال عقله بدلا من اتباع التعاليم الدينية التي اكل الدهر عليها وشرب. ودون استعمال العقل في تصرفاتنا، لا يمكن أن ننشئ مجتمعا عقلانياً.

راح رئيس وجاء رئيس، هذا لا أهمية له. المهم هو هل انتهينا من تغيير العقليات. ومن هنا أرجو من جميع قراء وكتاب الحوار المتمدن السعي لتغيير العقليات من الأساس بنسف قدسية القرآن وعصمة محمد وإلغاء جريمة الختان. هذه هي الثورة الحقيقية، والباقي استنزاف للطاقات وتضييع وقت.

صدر كتابي عن الختان بالعربية ورقيا مع مقدمة نوال السعداوي وملاحق في 765 صفحة
--------------------------------------
يمكن طلبه من موقع امازون
http://www.amazon.com/Male-female-circumcision-Arabic-Christians/dp/1481128736/ref=sr_1_3?ie=UTF8&qid=1354323767&sr=8-3&keywords=aldeeb+circumcision
ويمكن تحميله مجانا من موقعي
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وحملوا كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان 106: تجارة الغلفة
- مسلسل جريمة الختان 105: تجارة الآلات الطبّية والختان
- مسلسل جريمة الختان 104: ربح للأطبّاء والخاتنين وغيرهم
- غربلة الكتب المقدسة أو رفع القداسة عنها
- مسلسل جريمة الختان 103: الجذور الاقتصادية للختان
- مسلسل جريمة الختان 102: الختان بين المحبّة والساديّة
- الإسلام المخمج والإسلام السليم
- القرآن تأليف حاخام مسطول
- مسلسل جريمة الختان 101: من سيطرة القبيلة إلى سيطرة الأطبّاء ...
- مسلسل جريمة الختان 100: ختان الإناث وسيطرة النساء على بعضهن
- مسلسل جريمة الختان 99: ختان الإناث تعبير عن سلطة الذكور
- سوف نبقى في مجتمع خرفان
- الجمال من عوامل التقدم والتقبل
- لماذا تتدخل يا سامي في التصويت على الدستور المصري؟
- ارفضوا الدستور المصري ولكن صوتوا بلا
- دستور مصري همجي
- موش مشكلة إخوان مشكلة تعليم ديني
- شرع الله أم شرع الحاخام؟
- مسلسل جريمة الختان 98 : عقدة أوديب وعقدة الخصي
- مسلسل جريمة الختان 97 : الختان كمرحلة تدريب وامتحان


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الثورة الحقيقية تكمن في نسف قدسية القرآن