أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - ثورة التُكتُك على أولاد الهامر ..














المزيد.....

ثورة التُكتُك على أولاد الهامر ..


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3976 - 2013 / 1 / 18 - 21:48
المحور: كتابات ساخرة
    


ثورة التُكتُك على أولاد الهامر ..
في مثل هذا اليوم من داحس و الغبراء في عام مقداره مليون ناخب ندموا على دخولهم لعبة الصناديق الفارغة ..في مثل هذا اليوم من أيّام البسوس في عام دخل فيه كوكب زحل برج العقرب فاكتظّ الشارع الكبير بأجسادهم و نعالهم ..كانوا يرقصون في كرنفال كسرى أنو شروان في يوم الصفقة ..حسبوه سيصير عرسا فيه لحم أحمر و مرق أصفر و خبز أسمر ..
في يوم سحبل من أيّام العرب في الجاهلية الأخيرة قرّر بنو قحطان اقتسام غنيمة أوّل الثورات العربية مخافة من أبناء كليب و صعصعة..نصبوا الموائد و الأرائك و جيء بالقينات و العورات في تاكسي التُكتُك .. اغتاظت باقي السيّارات الرابضة في معرض المسروقات ..و بكت الهامر السوداء على عهدها البائد غيرة من التكتك على نساء المدينة ..
و كانت الوجبة الرئيسية لهذا اليوم هي التالية : ثورة هاربة من ثور هرم لعدم وفائه بوعوده الطبيعية ..كانت ثورة فتيّة من نوع بقري عالي الشرعية ..و تحتها اصطفّت كل الأعضاء الانتقالية في حالة من الرضاعة الديمقراطية ..أطالوا في عملية الرضاع و انتثر حليبها هنا و هناك لقحط الأفواه الحزبية و عدم مهارتها في ادارة مسارات الحليب الأصلية ..و عبثا كانت الثورة تدفعهم بحافريها الأماميّة تارة و تارة أخرى تصكّهم باحتجاجاتها الشعبية ..و جاء البطّالون في طوابير ..و اصطفّ حذوهم الحرّاقون و الزطّالون ..و في آخر الصفوف وقف المثقّفون يقرؤون الجريدة و يخطّون على الجدران ..ما يلي :" لقد وصلنا الى آخر المكيدة ..كفّوا عنّا هذه القصّة البليدة ..لماذا تحوّلنا من ثورة على الدكتاتورية الى متسوّلين للديمقراطية ..؟ لأي شيء تصلح هذه الأعراس الانتخابية في مدن تؤجّل أحلام أبنائها تحت راية الشرعية ؟لماذا كل هذا التهريج تحت راية الحرية". استمرّت الأبواق في الجعجعة و ارتفعت الأصوات بالقعقعة ..مرج و هرج و عويل و زفير و ليل طويل ..لا شيء ترى في هذا الظلام الدامس غير أفواه المشعوذين و صيحات البوم و صفيرالمفلسين ..
اقترب جيّدا من هذا الركح و حاول أن تحدّق قليلا بهذه الثورة التي لا زالت ترضع منتخبيها ..ذاهلة يومئذ عمّن أضرم نارها و عمّن احترق بلهيبها و عمّن مات سُدى من أجل حليبها المسروق ومن أجل حقول السنابل الجائعة الى أيادي الكادحين الأبيّة ..
و وقفت الثورة تسأل : " أين الفرقة الناجية و أين أخلاق حميدة و أين الدستور الحلال ؟ و أين لحوم علاليش البلغار؟ أم تُراكم لا تفرّقون بين قطيع روماني و قطيع تونسي يحذق مهارة الجري في ركاب السلطان ؟؟؟"
أجابتها أحزاب الادمان على الرضاعة : " بلى سنكتب لك دستورا يحمي المقدّسات و يرعى أصحاب المدنّسات و يؤجّل أحلام أصحاب الشهادات و يبارك التحويرات الوزارية والخلافة العامية للعيون و الصالحة لقصّ الشهرية و الصكوك المخفية في جيوب العائلة المحضية "
قالت طوابير المعطّلين المهمّشين لطوابير المهرولين في ركاب الراضعين الرسميين : كفاكم رضاعة ..اليوم هو يوم فِطامكم ..لقد أكملنا لكم كل مستحقات الثورة من الشرعية الى التعويضات السحرية ..اليوم أتممنا عليكم مكائدكم الأخيرة و حررناكم من الخازوق الأسود ..لا حرج عليكم ..اذهبوا فأنتم طلقاء .."
و بجرّة قلم .. و بعد نهاية أيّام العرب في الجاهلية ، انتهت سياسات الرشّ و القصّ و البخس و أكل الخسّ و دسّ القشّ في الحبس .. و عاد التُكتُك الى الرقص ..و عادت الأسماك الى بحارها و الزيوت الى صخورها و التمور الى أفواه أهلها ..
لا شيء أثارني في هذا الركح غير كلب صغيركان يومها لا يتقن النباح بما يليق بهيبة الثورة فذهب ضحية دستور لا يتقن ضمان حرمة الحيوان و لا الانسان .. و لا يحمي من المقدّسات الاّ ما يتوافق مع أطماعه و أوهامه ..قرّرت أن أبحث عن كلب جديد في قصّة أخرى ..أدرّبه كل يوم على النباح ..المفيد في البلد السعيد ...



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهور جهنم فصل من رواية جرحى السماء
- ماذا بعد الحائط ؟
- هدية تأبّط شرّا الى الشنفرى في رأس العام ...
- في كلّ زيتونة صداع قديم .......
- من أين سيأتي المستقبل ؟
- اعلان زواج ..ثور مثقف يبحث عن ثورة مناسبة ..
- جائزة ملوك البريطان الى ثيران العربان ..
- تجمّع أسمائها و تصلّي ...
- صمت قليل يكفينا كي نموت معا ..
- و االعَوَرُ من مأتاه لا يُستغرب ..
- عودة الخرافة و بؤس السياسة ..
- الاه من الحلوى ..
- عطور اسلامية في زجاجات سلفية ؟
- يقتاتون من المزابل ..و الحكومة تحتفل ..
- علاليش علمانية تبحث عن أعيادها ...
- و... تضحكين...
- من هم الفاسدون ؟؟؟
- كلمات كاريكاتورية للمسّ بالمدنّسات ...
- الدلالة الفلسفية لمفهوم المواطنة ..
- هل نحن مواطنون ؟


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - ثورة التُكتُك على أولاد الهامر ..