يعني إيه إعادة محاكمة مبارك ؟! يعني إيه التصالح ؟!

جمال الشرقاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3976 - 2013 / 1 / 18 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حينما قامت ثورة الثلاثاء 25 يناير 2011 م في مصر منطلقة شرارتها من ميدان التحرير من مجموعات شبابية في البداية ثم حملها الشعب المصري كله على أكتافه حتى نجحت الثورة و بالفعل تغيَّر حسني مبارك و انخلع هو و نظامه الفاسد بعد فترة حكم فاسد أفسدت الحياة العامة و الخاصة في مصر على المستويين المحلي و الدولي ثم انسجن حسني مبارك و بعضا من الذين كانوا من أركان حكمه الفاسدين مثل أسرته و علىَ رأسها الحيزبون سوزان مبارك و ولديه جمال مبارك و علاء مبارك و غيرهم من الحاشية الفاسدة مثل زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية و فتحي سرور رئيس مجلس الشعب و حبيب العادلي وزير الداخلية و مساعديه و صفوت الشريف رئيس مجلس الشورىَ و غيرهم ..... و هناك العديد من الفيديوهات التي ظهرت و الشرائط و الفيديوهات المُسجلة إلى جانب الصور التي التقطت حيَّة بالهواتف المحمولة مباشرة التي تدين مبارك و حاشيته كاملة بقتل الثوار و الجديد في الأمر هو تورط الجماعة المحظورة المُسمَّاة بالإخوان المسلمين في قتل الثوار و تهريب المساجين من السجون و مسجلين الخطر بل و حرق السجون و قتل الضباط و أمناء الشرطة بجانب قتلهم للمتظاهرين و هذا حدث بمساعدة الإرهابيين أو التيار المتأسلم الذي يُطلق على نفسه من باب ( العبط و الجنون ) التيار الإسلامي أو ( تيار الإسلام السياسي ) و هو من قبيل الخطأ التاريخي فهذه الفئة القاتلة المأجورة المحظورة التي ترسل أتباعها للتدريب في أفغانستان ليست ( حزب إسلامي ) و لا هى ( تيار إسلامي ) و لا هى ( جماعات إسلامية ) إنما هم و السلفيين جماعات إرهابية تزعم الإسلام ( تيارات متأسلمة ) هذه هى الحقيقة ( من غير لف و دوران ) و بعد مرور عامين على حدوث ثورة يناير 2011 م في مصر و محاكمات مبارك و العادلي و المغربي وزير الإسكان السابق و محاكمة وزير الإعلام أنس الفقي و محاكمة زهير جرانة وزير السياحة نجد الآتي ..... لا جديد تحت شمس المحاكمات فالمغربي وزير إسكان مبارك و جرانة وزير السياحة و أنس الفقي وزير الإعلام نجد أن لا أحد فيهم انسجن أو أخذ حكما عادلا يتناسب مع حجم فساده و نجد مماطلة المحكمة و سماعها لأقوال الشهود الزور و عدم الأخذ بالوقائع الحيَّة من واقع الحياة الفاسدة التي تسممت بفساد هؤلاء الخدم في البلاط ( المباركي ) و كذلك نجد فاسدة و متكبرة مثل سوزان مبارك طليقة حرة !!!! لماذا ؟! أليس هى الأخرى لها نصيب من السجن بسبب تضلعها في الفساد الذي حدث بمصر فالكل يعرف و يعلم علم اليقين أن سوزان مبارك و ابنها ( المدلل الأهبل ) جمال مبارك كانا يحكمان مصر في الفترة الأخيرة و القضاة كلهم يعلمون ذلك و يعلمون ما هو أكثر من ذلك فلا داعي للمماطلة و إطالة المحاكمات و الدخول في إعادة للمحاكمات بعد سنتين من بدئها و هنا السؤال ..... هل ما ثبت على فساد مبارك و نظامه و حاشيته قد انعدم ثبوته الأن أم هناك أدلة جديدة ستضاف إلى الأدلة القديمة التي تثبت فساد مبارك و نظامه و حاشيته ؟! و هل سيحكمون عليه بعد ذلك أم يقولون لنا إنه طاعن في السن و تسقط عنه عقوبة الإعدام ؟! أم سيخرج براءة بسماع شهود مزورين و محامين باعوا أنفسهم من أجل المال و الشهرة في قضية القرن و على رأسهم الفاجر الكاذب فريد الديب الذي يستحق الإعدام مع مبارك و حاشيته و أن يُشطب اسمه من قائمة المحامين لقبوله الدفاع عن هؤلاء الفاسدين ..... و هل ستقبل المحكمة الطعن الذي يقدمه لها كل مجرم منهم في كل قضية حتى يحصلوا في نهاية الأمر على البراءة ؟! أنا لا أفهم ما معنى إلغاء المحاكمات التي بدأت من سنتين و الشروع في محاكمات جديدة ؟؟؟!!! و هل لو كان أحدا من المواطنين العاديين مكان هؤلاء الفاسدين و كانوا سيحكمون عليه بالإعدام ثم ظهر ما يبرئه هل كانت المحكمة ستلغي الحكم بالإعدام على المواطن المسكين للنظر في الأدلة الجديدة التي ظهرت لتبرئته ام لا ؟! و الواقع يقول أنهم كانوا حتما سيعدمون أي مواطن مسكين بحجة العدالة و القانون و ثبوت الأدلة عليه بدون إعادة المحاكمة ..... و هل لو كان المواطن الذي يقع تحت طائلة القانون طاعنا في السن و يستحق عقوبة الإعدام هل كانوا القضاة سيرحمونه أم كانوا سيحكمون عليه بالإعدام لأنه في نظر العدالة مجرما ؟! كانوا سيحكمون عليه قطعا بالإعدام لأنه في نظر القانون مجرما أمَّا حسني مبارك و نظامه الفاسد فلهم إعادة المحاكمة لظهر أدلة جديدة و هذه سقطة تدل على إعوجاج المحاكمات و المماطلة و التمهيد لسنين اخرى تعطيلا للعدالة حتى يتم الحصول على البراءة لهؤلاء الفاسدين و لم نسمع قبل ذلك عن ترك مجرما يفلت من العدالة لإنه طاعنا في السن قبل حسني مبارك !!! و ما معنى التصالح في نظر القانون ؟! هل التصالح هو أن يسرق اللص و يفسد و يفسق و يفجر و يُشيع الفساد ثم حينما تلقي الشرطة القبض عليه يتصالح أي يدفع جزءا من المال الذي سرقه و نهبه مقابل البراءة ؟! فسوزان مبارك من قبل تصالحت في سرقة أموال ( مكتبة الأسرة ) و جمال مبارك و علاء مبارك لديهما على ما يزعم لنا الإعلام 400 مليون دولار !!!! و هو ما يساوي بالمصري إذا ما قلنا أن الدولار الآن يساوي 7 جنيه مصري إذن بحسبة بسيطة سنجد أن مبلغ الــ 400 مليون دورلا تساوي 2مليار و 800 مليون جنيه مصري ..... هل كل هذه النقود و نقول عنها ( فقط ) أي نقول أن كل ثروتهما 400 مليون دولار فقط !!! و من أين حصل جمال مبارك و علاء مبارك على الــ 400 مليون دولار أليست من السرقة ؟! أليست من السمسرة ؟! أليست هذه الــ 400 مليون دولار من دم هذا الشعب المصري المسكين ؟! و إلا فما هو عمل جمال مبارك و علاء مبارك الذي يحصلون من خلاله على 400 مليون دولار أو ما قيمته تساوي بالجنيه المصري 2 مليار و 800 مليون جنيه في مدار عشرة سنين مثلا و لكن الحقيقة أنهما صعدا على سطح الشهرة و اللعب بالأموال من فترة أقل من 10 سنوات لكن سنفترض أنهما حصلا على 400 مليون دولار في 10 أو في خلال 15 سنة إذن فكل منهما نصيبه مليار و 400 مليون جنيه ..... فمن أين حصلا على هذا المبلغ ؟! فجمال مبارك جعلوه أراجوز السياسات أو رئيس لجنة السياسات فما هو راتبه في 15 سنة حتى تكن ثروته مليار و 400 مليون جنيه ؟! فلو قلنا أن السنة بها 12 شهر إذن في الـ 15 سنة تكون معدل الشهور الــ 12 في 15 سنة يكون مجموع الأشهر هو 150 شهر فلو افترضنا أن راتبه مليون جنيه ( 1000000 ) و هذا غير وارد هنا كراتب عادي شهري لكن سنفترض أنه يتقاضىََ راتبا قدره مليون جنيه في الشهر فستكون ثروته كلها أولا عن آخر هى 150 مليون جنيه !!! فمن أين له بـــ مليار و 250 مليون جنيه ؟! و كذلك نفس الحسبة لأخيه علاء مبارك !!! و بالطبع هما سرقا كثيرا و الموضوع ظاهر فيه التدليس و الكذب و نيَّة الهروب من العدالة ..... ثم يأتي لنا المحامون الكلاب في الدفاع عن مبارك و حاشيته ليقدموا لنا تقارير مزورة تقول أن ثروة مبارك 6 مليون جنيه أو 50و6 مليون جنيه فقط !!! و أن ثروة جمال مبارك و علاء مبارك 400 مليون دولار فقط !!! و ثروة سوزان مبارك على أشهر الأقوال من 3 إلى 5 مليارات دولار !!! فمن أين لهم بهذه المليارات ؟! و هل من سيتصالحون مع المحكمة سيدفعون كل ما سرقوه ؟! هذا لا يُصدق و لو دفعوا ما سرقوه بحجة المصالحة هل سيخرجون و يصبحون أبرياء من كل الفساد الذي أفسدوه و من كل الظلم الإجتماعي الذي حرقوا به مصر و المصريين 30 سنة مضت ؟! و قد بلغت قيمة هدايا جريدة الأهرام كما قيل بالإعلام 20 مليون جنيه و هى كالأتي 6 مليون جنيه حصل عليها المخلوع مبارك و زوجته سوزان مبارك على 5 مليون و 750 ألف جنيه و علاء مبارك 2 مليون و 250 ألف جنيه و جمال مبارك على 2 مليون جنيه و هايدي راسخ مليون و 700000 ألف جنيه و خديجة الجمال حصلت على مليون و 800000 ألف جنيه إذن يكون المجموع 19 مليون و 600000 ألف جنيه ..... هل هذه هدية أم رشوة ؟! و الحقيقة أنها رشوة ..... فهل لو تصالحوا تخلي المحكمة سبيل المرتشين الذين استغلوا مناصبهم ؟! و إذا كانت كل ثروة مبارك 6 مليون جنيه فمن أين يتصالح و يدفع مبلغ الــ 19 مليون و 600000 ألف جنيه ؟! فالواقع مرير و الأمر أكبر بكثير من المصالحة ..... و هل المحكمة التي قبلت الطعن في قضية مبارك و العادلي في قتل الثوار و استغلال النفوذ و إهدار المال العام ستقبل المصالحة و بعد ثبوت الأدلة الجديدة هل ستدين الإخوان المسلمين في قتل الثوار و الإستيلاء على الثورة و تضليل الشعب و النجاح المزيف في الإنتخابات في مجلس الشعب و الشورى و الإنتخابات الرئاسية بالتزوير و الرشوة و البلطجة هل ستدينهم أم لا ؟! و هل ثبوت أدلة جديدة سوف يدين مبارك و حاشيته و يخلي سبيل الإخوان المسلمين من التهم المنسوبة إليهم ؟! تلك التهم التي تتناولها الصحف و موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك و تويتر
نتمنى أن تكون المحكمة عادلة لإن من كان في وضع حسني مبارك و العادلي و الحاشية و الإخوان المسلمين يستطيع أن يأتي بأدلة مفبركة و مصنوعة حتى يُحكم له بالبراءة من التهم المنسوبة إليه ..... و هؤلاء بما أنهم في مواقع السلطة فمن الطبيعي جدا أن لا تنكشف جرائمهم لأنهم لم يتكلموا شخصيا مع من نفذ الجريمة و لم يقابلوه وجها لوجه فهم قد أعطوا الأوامر فقط و لكن العمليات الإرهابية أو الإغتيالات أو قتل الثوار تمت بعيدا عنهم و لكنهم هم الضلع الأساسي فيها نرجو من عدالة الحكمة و القضاة أن تأخذ بالواقع الذي يعيشه الناس فهو لا يكذب ........ و لا يصح أن تحكم المحكمة حكما استصدرته ثم بعد سنتين تلغيه لظهور أدلة جديدة !!! و لكن الطبيعي أن تضاف الأدلة الجديدة إلى الأدلة القديمة لتقويتها لا أن تلغىَ المحاكمات السابقة !!!! و لو تركنا قضية الشهداء و إهدار المال العام و استغلال النفوذ جانبا بل لو قذفنا بها في صفيحة القمامة ( الزبالة ) ـــــ هذا على سبيل الجدل ـــــ قلو اتجهنا للفساد في الزراعة و تبوير الأراضي الزراعية و السكوت على الإستيلاء على أراضي الدولة و لو اتجهنا لتهمة بيع ممتلكات و أصول الشعب و لو اتجهنا لفساد التعليم و إفساد عقول الأجيال و لو اتجهنا لفساد الصناعة و لو اتجهنا للمتاجرة بدم الشعب ( أكياس الدم ) و لو اتجهنا للزراعة بماء المجاري و قد شرب الشعب المصري مياه ( الصرف الصحي ) و لو اتجهنا لقتل المواطنين في أقسام الشرطة و لو اتجهنا لتهمة البطالة و تهمة العنوسة اللتان يحمل وزراهما النظام المباركي السابق و لو اتجهنا لفساد العدالة الإجتماعية و لو اتجهنا لقضية الرشوة و لو اتجهنا لقضية الفساد في وزارة الإسكان و لو اتجهنا لقضية غلاء الأسعار و لو اتجهنا لقضية عدم وجود الرقابة على شئون الدولة و لو اتجهنا للقهر و الكبت و فتح السجون و المعتقلات و لو اتجهنا للغش الغير عادي في مصر و لو اتجهنا لفساد الإعلام المصري و لو اتجهنا للإقتصاد المنهوب و الذي تدمَّر حتى أشرفت مصر على الإفلاس و لو اتجهنا للكرامة المصرية الغائبة و الضائعة منذ ثلاثين عاما و لو اتجهنا للمجتمع المتفسخ المنشق على ذاته و لو اتجهنا إلى بذور الفتنة الطائفية التي تولد الآن من جرَّاء النظام ( المباركي ) السابق و ( أيضا يحمل وزرها النظام الحالي و هو حكم الإخوان المسلمين و السلفيين ) أقول لو دققنا النظر في كل هذه التهم و القضايا و ملفات الفساد للعهد ( المباركي ) البائد السابق لوجدنا أن الشعب المصري ( الأهبل ) المسكين قد كان كالعادة عبدا تحت حذاء ( جزمة ) السلطة و تحت طين السلطة و تحت مجاري السلطة ........ كل هذه قضايا فساد كافية بشنق حسني مبارك و أعوانه ألف مرة أو سجنهم مدى الحياة
نتمنى العدالة و نتمنى أن يستفيق الشعب المصري و الله المستعان

#جمال_الشرقاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات