أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رشيد عوبدة - الفلسفة و العلم : عودة الى حضن الام !!!














المزيد.....


الفلسفة و العلم : عودة الى حضن الام !!!


رشيد عوبدة

الحوار المتمدن-العدد: 3976 - 2013 / 1 / 18 - 01:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العلم هو ما تعرف والفلسفة هي ما لا تعرف.
برتراند راسل
فيلسوف ورياضي وكاتب إنجليزي
من أبرز السمات المميزة للفكر الانساني المعاصر اهتمامه بقضايا الوعي و الذات،واهتمامه ايضا بقضايا العلم ونتائجه اي "تحليل المعرفة العلمية"، ذلك أن التقدم التقني و ما قدمه من قدرات علمية في السيطرة على الطبيعة قد ساهم في العودة إلى التساؤل عن الفلسفة و قيمتها و دورها داخل مجتمع الاستهلاك. فهل تمت ضرورة تفرض وجود الفلسفة أمام قوانين علمية دقيقة ؟ و أمام نتائج مادية نفعية لصالح الانسان؟.
إن التقدم التقني لم يقلص من دائرة الفلسفة بل وسع نطاقها كتفكير ملازم للتطور العلمي ذلك أن المعطيات العلمية الجديدة دفعت بالفلسفة الى الإهتمام بمناهج العلم و نتائجه إيمانا به علما أن لكل تقدم علمي آثار على مسار الفكر الفلسفي.
لقد اتخذت الفلسفة من العلم موضوعا للتفكير تنتقد نتائجه وتصححها بهدف تحديدها وبيان صلاحيتها، وهذا ما أدى إلى ظهور ما يسمى ب"الابستمولوجيا " أي "الدراسة النقدية للعلوم " ، و هكذا يمكن القول بأن العلم لم يقلص من دائرة التفكير الفلسفي بل وسع من مجاله.و في هذا الصدد يرى الفيلسوف الانجليزي "برتراند راسل"B.Russel بأن جميع ميادين العلم و المعرفة تحف بها منطقة مجهولة ،منطقة لا حدود لها حيث يصل إليها الانسان عندما يغادر أرض العلم ليدخل في ميدان التفكير التاملي الفلسفي ،وهذا مل يفسر الحضور المستمر للفلسفة لتطرح مجموعة من التساؤلات حول حدود العلم و أبعاده و لتتساءل عن مدى ملاءمة النتائج التقنية للإنسان، و ايضا حول وضع الإنسان وقيمته داخل هذا المجتمع .إن هذه التساؤلات و غيرها تظل مطروحة رغم ما يقدمه العلم والتقنية للانسان، وهذا ايضا ما تبنته الفلسفة الوجودية التي اهتمت بالوجود الفردي و اعتبرت أن الوجود سابق على الماهية ،والانسان كما يرى "جون بول سارتر"J.P.Sarter الفيلسوف الوجودي يوجد أولا ثم يحدد ماهيته بعد ذلك أي مشرعه المستقبلي بفعل الارادة و الاختيار و الحرية و هي كلها معايير انسانية أعادت الاعتبار للإنسان وجاءت كرد فعل أمام العقلانية الكلاسيكية التي تقصي ما هو لاعقلي و لا إنساني و تعمل على تمجيد العقل وحده.
هكذا يمكن القول ان التفكير الفلسفي يحمل في ذاته مشاكل لم يتمكن العلم من أن يقول كلمته بعد فيها كالقضايا المصيرية "العدالة ،الخير ،الشر ، الحقيقة، الموت، الحب..."، و ما اهتمام الفلسفة بحدود العلم إلا رهان صعب يفرض على الفلسفة العودة إلى ذاتها باستمرار للتساؤل عن مهمتها ومكانتها بين مختلف العلوم، معلنة هدفها الذي هو البحث عن الحقيقة باعتبارها نوعا من المغامرة التي نقوم بها لذاتها على حد تعبير" راسل" ، فالفلسفة تختلف عن أنماط التفكير الأخرى في أنها تعيد النظر في ذاتها و تتساءل عما حققته باستمرار ، إن الفلسفة كائن لا يموت، لكنه أيضاً لا يمكن أن يعيش في بيئة ثقافية طاردة له! فنحن محتاجون -فعلاً- لمراجعات ثقافية شجاعة تقدّر قيمة السؤال لا قيمة الإجابة، لإزالة الهوة بين مناهجنا والحياة العملية.



#رشيد_عوبدة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدهور اللغة السياسية من تدهور السياسة
- الفلسفة الغربية الحديثة وإشكالية منهج المعرفة
- علم الكلام و الفلسفة الاسلامية
- -الرُّؤْيَا- في السّيَاسة ... سياسة !
- -الدولة المدنية الوطنية- بديل عن الدولتين:-الثيوقراطية- و -ا ...
- لوك الكلام في ما بين حرية التعبير و الوقاحة من انفصال
- لقد نفد رصيدكم ...المرجو تعبئته بأسرع وقت !!!
- الخطاب الملكي : هل هو جرعة سياسية لإنقاذ التعليم المغربي؟
- سؤال الهوية : بين دور العائق ومسوغ الإقلاع
- الإيديولوجيا وسيط ضروري للفعل في التاريخ
- اللاوعي : هل هو ابتكار فرويدي ؟


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رشيد عوبدة - الفلسفة و العلم : عودة الى حضن الام !!!