بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 3975 - 2013 / 1 / 17 - 19:38
المحور:
الادب والفن
حب الشقراء 1965(ميلوش فورمان):مراجع فكرية كبيرة من دون رؤية اخراجية واضحة
متأثرا بشكل ما بما دعي ذات يوم (بالموجة الجديدة) خاصة غودار وزميله تروفو، ومع بعض عناصر الواقعية،يطل علينا المخرج التشيكي الكبير ميلوش فورمان بفيلمه الاول (حب الشقراء) الذي يعتبر ضئيل نسبيا ويصح غير ذلك أن نطلق عليه ألفاظا كثيرة على شاكلة (فيلم تعليمي) أو (فيلم وعظي)،ولكن النقطة الرئيسية في الفيلم هي أن فورمان اتخذ من عناصر ومعطيات المدرستين اللتان ذكرناهما في بداية المقال مرجعا فكريا واسلوبيا بحيث ظهر فيلمه الأول هذا متقشفا ومن دون رؤية اخراجية اسلوبية خاصة....
مع اشارات ساخرة إلى واقع سياسي واحتماعي عاثر في التشييك اصبحت المرأة فيه تفوق عددا الرجل بنسبة 16-1 يتحدث فورمان عن الشقراء (Andula) الجميلة الشابة والساذجة في نفس الوقت،محملا فيلمه الأول هموم وعظية هادفة على شاكلة السينما الواقعية تماما،وكأنه يقدم حكمة للشباب في حقبة الستينات والفيلم تقليدي جدا في الاخراج والسرد المتتابع السلس الهادئ أنقذ الفيلم من الميلودراما ولكنه وفي نفس الوقت أوقع الفيلم في قصدية واضحة مملة،لأنه بشكل عام يسير إلى نهايته بشكل يمكن التنبؤ به وبكل سهولة...
عندما تقع الشقراء في غرام عازف البيانو ويضاجعها باسلوب ماكر وخادع ولكنه أيضا ساذج،ثم تذهب إليه في براغ لتصطدم مع أهله القساة جدا بكلماتهم نحوها،ومن ثم تجاهل هذا العازف لها سوى من مجاملات لا يمكن لأي شخص حتى لو كان ساذجا أن يصدقها...
إذا موضوع الفيلم بكلمة اعم وأشمل هو حقوق المرأة في التشييك،أو ربما في أي مكان آخر،ولكن ومع الموجة الجديدية والواقعية يبدو فورمان قد أضاف عنصرا آخر ولكن بشكل غير مقصود،حيث يبدو كأنه مثل زميله البولندي الآخر كيسلوفسكي الذي كان يخلط أفلامه الأولى بنكهة وثائقية واضحة...
أندولا ليست إلا (نموذج وعظي) وهنا نقول أن السينما كحكاية مختلفة إلى حد كبير عما يقوله فورمان الآن،ومع اجتياح الروس للتشييك وهجرة مخرجنا إلى هوليوود،جعلت لمخرجنا حكاية أخرى لأنه سيصنع في هوليوود أفلاما لن تنسى على شاكلة (أحدهم يحلق بعيدا عن عش الوقواق) مع جاك نيكلسون،ثم تظهر ميوله العبقرية في تصوير السيرة الذاتية على شاكلة فيلم (أماديوس) ورجل على القمر ومؤخرا أشباح غويا...
ترشح فيلم فورمان هذا(حب الشقراء 1965)لأوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 1967
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟