محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)
الحوار المتمدن-العدد: 3975 - 2013 / 1 / 17 - 07:45
المحور:
الادب والفن
تفاجئني ... أحزاني !!!
تعودنا الألم وأصبح كالظلّ يلازمنا ،ألفنا العيش معه ، وبدونه نحس بالفراغ ، المتعة في رفقته والسعادة في ملازمته لنا ، لكنه يصبح وحشاً كاسراً يخيف كل الذين اعتادوا رفقته ، حين تدخل الشمس في حالة الكسوف وتغمرنا ظلمة سرمدية ،يبدو كل شيء قد صار بعيداً ، وبعيد المنال ، الخوف في داخلنا ينمو ويكبر كالطحلب في الماء ،لكنه يصير رعباً وكابوساَ حين يلف الظلام العالم بردائه ، وتصبح السماء جزءاَ من الارض ، لم يبق اذ ذاك الا الوعي في حضوره الدائم والتمني والامل ، الامل هو نقطة الضوء التي نعدو صوبها ، وعندها واحة الامان والقرار.
لكن حين تغمس قلمك بدم قلبك وتسبر أغوار الألم....تحفر في الجرح عميقاً...وتستلّ من داخله " نقطة الضوء".. تجعل من الألم كائناً ينبض أمامك.
يا شمس النهار، حين يكفُّ الرعاةُ عن الغناءِ في الليل البهيم ويوصد العشاق نوافذهم و تلم الدروبُ خطى العابرين وتشرب الظلمةُ ألحانَ مزامير الرعاة تتسللين كالخدر الى سريري صوتاً ربانياَ و طيفاً ملائكياً فأزيحُ دثارَ الوجع عن روحي ، يا أنتِ يا أوجاعَ روحي ، بالأمل فيك تحيا روحٌ أحدثَ الوجع شرخاً وعَطَباً فيها !!!.
يا شمس النهارِ آطلّي فقد طال الأنتظار ومشى بنا اليأسُ أزمانا ! أدلالٌ منكِ هذا؟ أم مكابرةٌ فيك؟ أم رغبةٌ في التسلّي ؟
لكنهم حملوا تاريخهم المثقل بالوجع ، وأوراقٍٍ ، وبقايا أسمالٍ ، وتنكبوا الدربّ في ظلّ الحقيقة المنفيّةِ الوجود ، يحدوهم أملٍ !!!
ولكن حينما يأتينا الألم متخفياً ، والشمس قررت ان تخسف فجأة ولا تُرينا نورها ...وانّ السعادة قررت ان تهجٌرنا ونحن وحدٌنا والناس من حولنا ... عندها نتأمل ..ونعجز عن التعليق ، ولا نملك الاّ التمني بأن تشرق الشمس ولا تغيب !!!.
الجروح دليلُ الثائرين وبوصلتهم ، أغانيهم في العتمة وفي الضوء . ذلك تاريخٌ كلُّ تواريخِ ...
بالأمس رميت أزهاري للخريف !!!
تفاجئني أحزاني وانا مسكون بالخوف !!! .
( خواطر مبعثرة ، في ليل عاصف )
بودابست ~ محمود كلّم
#محمود_كلّم (هاشتاغ)
Mahmoud_Kallam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟