|
المطالبات الشعبية يجب ان تفعّل نحو الأفضل!!!
ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 3975 - 2013 / 1 / 17 - 02:55
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
المطالبات الشعبية يجب ان تفعّل نحو الافضل!!! أزاء الواقع المؤلم والمتردي والعسير والمعقد بأمتياز ، المرئي والمقروء والمكتوب والمسموع ، برز دور الجماهير الغاضبة سلمياّ ، رغم آلامها ومعاناتها وتضحياتها ، معبرة عن حسها الوطني والأنساني ، مشخصة بحكمة ودراية ، ما هو أعقد وأظلم للعراق وشعبه ، بجميع مكوناته القومية والأثنية والأجتماعية ، لتلتقي على قاسم مشترك أصغر ، هو حب الوطن والمواطن العراقي معاّ ، من أجل مستقبله ومستقبل الأجيال الحالية واللاحقة. الشرارة الأولى لكلمة شعبنا العراقي بدأت في شباط 2011 ، بمبادرة القوى الوطنية الديمقراطية التقدمية في العاصمة بغداد ، لتمتد الى البصرة وبعض المحافظات الاخرى ، بأحزابها ومناصريها ومثقفيها ومستقليها ، تلك الشرارة الوطنية الأنسانية ، حاولت االسلطة الهمجية تطويقها وأخمادها ، بطرق بوليسية همجية مدانة ، مارستها المالكية بعنف دكتاتوري أستبدادي مشين من جهة ، وأعطت وعوداّ وآمالاّ أفتراءاّ ، بتصليح الأمور الحياتية الخدماتية لتعطي لنفسها مائة يوم ، دون أن تحقق شيئاّ للشعب من جهة أخرى ، كما وزرعت الضغائن والمكائد بالضد من القوى الوطنية الديمقراطية ، عاملة ومناقضة لما قرره الدستور العراقي المتفق عليه ، وهذا الفعل المشين الغير المسؤول وطنياّ وانسانياّ ، أضر كثيراّ بنمو وتطور العملية السياسية والديمقراطية البدائية ، وهي نقطة سوداء تثبت على ملف حزب الدعوة والتحالف الشيعي ومعهم القوى السنية والقومية ، كونهم يقودون االسلطة ومشاركين بها. أن مشاريع وتعهدات االسلطة المالكية ، باتت عقيمة التفعيل والتنفيذ ، محدثة صراع حاد وحقيقي فيما داخلها ،(التحالف الوطني الشيعي) وبين الكتل المشاركة في السلطة من عراقية سنية ، وتحالف كردستاني ، ليتعمق الصراع في أعلى درجاته ، بما فيه أستخدام السلاح والتضحيات بين اطراف الصراع ، محدثين أزمات متعددة ومتلازمة ومتواصلة ، بأعلى المستويات الرئاسية والوزارية والبرلمانية ، ناهيك عن التدخلات الأقليمية المختلفة ، كما والدولية ، وخصوصاّ قوى الأحتلال البغيض ، الذي يستمر في تأجيج المواقف وتصعيد الصراع القائم ، على المنافع والامتيازات الخاصة ، بعيدا عن الحس الوطني والانساني ، محاولين بكل السبل والوسائل تقليل دوره وحتى فقدان وجوده. أن جميع السلطات الأمنية برأس السلطة التنفيذية ، تعد ظاهرة خطيرة مناقضة للعمل الديمقراطي وللدستور الدائم ، وللعملية السياسية برمتها ، وعلى القوى السياسية العراقية في البرلمان وخارجه ، ان تعي وتعمل لقمع الدكتاتورية المالكية الناشئة والوريثة والمقلدة ، لنهج ومسيرة صدام الفاشية ، وعليها ان تعي ، ان قوى السلطة المالكية الحالية ، أستمدت قوتها وصلافتها وعنجهيتها وتواصلها ، من رصيد الفاشية المستشري ما بعد الاحتلال الامريكي ، في 2003 وهو في تواصل مستمر ، يقلد مسيرة البعث الفاشي عند أستلامه السلطة عام 1968 ، وتلك المدرسة البعثية الفاشية فاعلة في السلطة المالكية ، بتحول الزيتوني الى جبابة ، والمسدس الى عمامة ، والتعنصر القومي الى تشيع أسلاموي مسيس ، وحزب البعث الاشتراكي الى حزب الدعوة الشيعي الاسلاموي ، متشبث بالسلطة وسارق للمال العام ، ومتمتع بجميع أغراءات وأمتيازات السلطة مدنياّ وعسكرياّ ، حتى بات يقلد حكومة صدام ، لأخراجه مسيرات من حزبه ، والمدارس والموظفين لمظاهرات تؤيده ، ومتابعة اجهزته للآعلام والقنواة الفضائية ، ليهدد خصومه بملفات محتفظ بها ليساومهم عليها ، وينسى او يتناسى ، بأن فعلته هذه تعتبر جريمة بحد ذاتها ، وعليه هو من المشجعين للجريمة أصلاّ ، في حالة عدم كبحها ومعالجتها قانوناّ ، كونه على قمة هرم السلطة الواجب تنفيذ مهامه ، بامانة وأخلاص وطنياّ وشعبياّ ، وللاسف هو لا يعي او لا يريد ان يعي ، حتى لمهامه كرئيس وزراء العراق ، مطلوب منه ان يكون في خدمة الوطن والعراقيين جميعاّ ، ناهيك عن تسييسه للقضاء ، ليجعله أسير السلطة ومرادفاّ وخادماّ لها ، وليس لحكم القانون تحقيقاّ للعدالة بين ابناء الشعب العراقي الواحد. المالكي هو هرم السلطة المدنية والعسكرية ، لأكثر من سبعة سنوات خلت ، والوضع الأمني لم يستقر وهو في هشاشة مستمرة ومخترق ، رغم وصول اعداد الاجهزة الامنية ، الى ارقام مخيفة حقاّ ، حيث وصلت الى اكثر من 1.6 مليون عسكري وأمني ، والخدمات معطلة ومشلولة ، والوضع الاجتماعي والأقتصادي والسياسي حدث ولا حرج ، والبلد عائم على بحر من الخيرات والمال والذهب الاسود ، واول دولة في التمور ، والثروة الحيوانية تعد بالملايين بالأضافة الى خصوبة التربة ، ومعامل عديدة معطلة ، والكادر العلمي والأكاديمي والتقني والادبي والفكري والثقافي والفني ، مهمش ومغترب ومهاجر ومغيب ومقتول بكواتم الصوت ، وليس له دور في تغيير الواقع المتردي ، والكهرباء عليلة رغم صرف أكثر من 30 مليار دولار أمريكي ، حسب تصريحات المسؤولين أنفسهم ، والوضع السكني متردي وشبه متوقف منذ عام 1986 ولحد الآن ، والبطالة والبطالة المقنعة معاّ تقدر بأكثر من 60% ، ومؤسسات الدولة مشلولة بفعل الكادر البعثي المسيطر عليها ، والمستقطب والمسّير من قبل حزب المالكي والقوى الأخرى المشاركة معه ، وهو يعاني من العمل الوجاهي والعشائري والارتشائي والرشوة والفساد ، بالاضافة الى المحسوبية والمنسوبية في العمل الوظيفي ، والمواطن الفقير والمخلص والنزيه ، هو الوحيد الذي يدفع الثمن الغالي من جراء كل هذا وذاك ، حتى وصلت به الامور ، قبوله بواقع النظام الصدامي الدكتاتوري الاستبدادي السابق مقارنة بالوضع الحالي ، لأن البلد برمته عائش ، في أزمات سياسية قاتلة ومدمرة بأستثناء أقليم كردستان ، الذي هو الافضل قياساّ ببقية مناطق العراق ، لكنه ليس بمستوى الطموح الشعبي والجماهيري. ولهذا بدأ الوعي الشعبي الذي لابد منه ، يتفعل بطريقة او بأخرى يطرح نفسه بعشوائية غير منظمة ، بتناقضاته وأدائه الغير الدقيق ، خصوصاّ في الأنبار وصلاح الدين ، بدخول الدوري على خط المظاهرة بخطابه الأخير ، ومواقف الحزب الاسلامي وهروب الهاشمي ، وأزمة وزير المالية العيساوي مع المالكي ، وعدم تقبله للمطلق بصفته وكيل رئيس الوزراء ، ورفع العلم البعثي السابق بنجماته الثلاثة ومعه الله أكبر ، ومشاركة قوى الارهاب الاسلامي ، تلك هي سلبيات مشخصة ، مما شوه مسيرة المظاهرة واهدافها الانسانية والوطنية ، كان على المتظاهرين تجاوزها وتخطيها ، والالتزام بالتظاهر السلمي والقانوني الدستوري ، لأحقاق حقوق المواطنين كاملة ، من الوجهتين الوطنية والانسانية ، بعيداّ عن الحس الطائفي والعاطفي ، وصولاّ الى تقدم الأنسان العراقي وتطور البلد من جميع مناحي الحياة ، الأجتماعية والسياسية والصحية والدراسية والأقتصادية.
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بناء الديمقراطية بحاجة الى وطنيين ديمقراطيين!!
-
ليس كرهاّ بكنّا ، ولا حباّ بسولاقا!!
-
مشروع برنامج ومنهاج عمل مستقبلي للمؤتمر الكلداني العام المقت
...
-
شتانا بين كونداليزا رايس وأنجيليا جولي!!
-
كثيرون يقولون ، قليلون يفعلون ، لؤي جوزيف بوداغ مثالاّ!!
-
الكيدية والتخبط تقتل قضية شعبنا في المهد!!
-
صوريا في ضمائرنا
-
ذكرى 43 لصوريا والحقوق المصانة!!
-
قلع الأستبداد والدكتاتورية ، برحيل المالكي وسياسته الفاشلة!!
-
الصراع السياسي لأقليم ككردستان الى أين؟؟
-
البرلمان العراقي يتخبط!!منتهكاّ الديمقراطية والدستور معاّ!!
-
رسالة مفتوحة الى شعب كردستان العراق
-
السيد رئيس الجمهورية العراقية المحترم
-
تبقى خالداّ مخلداّ مدى الدهر يا أبا منير
-
كل قوة سياسية ، لا تستمد قوتها من الشعب ، مصيرها الفشل لا مح
...
-
نهضة العراق . تتطلب بناء الذات الوطنية . ديمقراطياّ
-
عيد العمال العالمي أممياّ أنسانياّ
-
حسناّ فعل المالكي لأستثمار صراعه ضد الوطنيين العراقيين!!(4ال
...
-
حسناّ فعل المالكي لآستثمار صراعه ضد الوطنيين العراقيين!!(3)
-
حسناّ فعل المالكي لأستثمار صراعه ضد الوطنيين العراقيين!!(2)
المزيد.....
-
ألمانيا: آلاف المتظاهرين في برلين احتجاجا على -التقارب- بين
...
-
الجامعة الوطنية للتعليم FNE تدعو للمشاركة في الإضراب العام
...
-
قبل 3 أسابيع من التشريعيات.. مظاهرة حاشدة في ألمانيا ضد التق
...
-
ما قصة أشهر نصب تذكاري بدمشق؟ وما علاقته بجمال عبد الناصر؟
-
الاشتراكيون بين خيارين: اسقاط الحكومة أم اسقاط الجبهة الشعبي
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع
...
-
تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
-
استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين
...
-
رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|