أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح محمد علي - أسود الرافدين!














المزيد.....

أسود الرافدين!


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3975 - 2013 / 1 / 17 - 00:24
المحور: كتابات ساخرة
    


وحده المنتخب العراقي لكرة القدم هو الذي يجلب البسمة للعراقيين ويجمعهم برغم كل سيوف الفتنة ومعاول الهدم التي يمسك بها "المقاولون السياسيون" ويحطمون بها العراق، ويمزقون نسيجه المجتمعي من "المواطنة".. الى "مكونات"، وبريح نتنة، واللي يدري يدري واللي مايدري سويلة مسكول!

أسود الرافدين، ومنذ اللعنة التي حلت بالعراق باسم التحرير وتقاسم الحصص، وجيب ليل وخذ عتابه (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا...) كانوا في الملعب يقاتلون بشراسة رياضية وجرأة مشفوعة بأخلاق العراقيين حتى وإن أخطأ بحقهم "الخصم"، فقط لكي يسعدوا العراقيين جميعا الذين هم عن الفرح غافلون بسبب صراعات المقاولين، ولا فرق عندهم أي عند أسود الرافدين، بين عربي وكوردي وتركماني وسني وشيعي وصابئي وإيزدي، حتى ينقطع النفس (والله تعبت من العد...).

هؤلاء الأسود يخشاهم دائما ذئاب السلطة (حكومة وبرلمانا) ولصوصها وبقية الحرامية الذين استأسدوا علينا بحزام غيرهم (زلماي خليل زادة وخلفائه) وحال الواحد منهم يلخصه الشاعر المظلوم أحمد حسن مطر في مشاتمته لكل الحكام العرب ومن يفكر مثلهم من القومجية الذين أصبح الكثير منهم اسلامجية ما دام القتل يحتاج الى رصاصة وفتوى، وما أسهلها لديهم:

بعدما طارده الكلبُ وأضناه التعبْ / وقف القط على الحائط مفتولَ الشنبْ / قال للفأرة أجدادي أسود! / قالت الفأرة: هل أنتم عرب؟!

كنا في زمن المعارضة نحارب وحشا كاسرا كان يدعى صدام، وكنتُ من ضمن قلة قليلة، تؤمن أن التغيير في العراق يجب أن يكون من الداخل فقط دون الاستعانة بزلماي العم السام وحلفائه، وكان ذلك يفرح أولئك الذين لا يريدون في الأساس رحيل صدام ونظامه، ممن هم الآن في الحكم والبرلمان وفي المعارضة (وبكل عزاء لاطمين)، أما نحن وبعد أن أنفقنا ربيع العمر في المهاجر والأصقاع بجوازات مزيفة (الحقيقي صدر أواخر 2007 بعد فيلم هندي طويل)، فقد أصبح المنتخب العراقي، رائدنا نحو الحلم بعراق موحد وجميل كما كنا نتغنى به بكافة اتجاهاتنا: وطن حر وشعب سعيد.

كنا نقول إن العراق لن يهدأ أو يستقر حتى إذا سقط النظام بالغزو العسكري، ما دامت نفوسنا غير قادرة على استيعاب أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، واللي ماينوش العنب أكيد انه قزم.

وها هم أسود الرافدين يمنحوننا الدرس والعبرة. فالكفاءة والاخلاص هما ما يحتاج لهما العراق للبناء والعيش الرغيد، ولن ينتجهما نظام تقاسم الحصص، ولن يلدهما عراق المكونات، بريح الطائفية والعنصرية.

مباراة المنتخبين العراقي والبحريني لخصوصية البلدين، درسٌ على نبذ الطائفية والعنصرية، وهي تذكرنا دائما أن الأنظمة الطائفية تتهاوى منخورة من الداخل حتى وإن تظاهرت بالتماسك والوحدة الوطنية.

هذه المباراة ذكرتني بنجوم من البحرين مارسوا الرياضة من أجل أن يعيش الانسان في البحرين بالمواطنة فقط، ومنهم النجم علاء حبيل هداف كأس آسيا عام 2004، وبشقيقه نجم المنتخب محمد حبيل، والنجم سيد محمد عدنان، وكذلك الحارس علي سعيد الذين اعتقلوا وعذبوا لرفضهم الطائفية ومطالبتهم بالاصلاح. ومن الطبيعي أن أتعاطف معهم بنفس درجة تنديدي بأي استعانة من غيرهم بالخارج لتحقيق الاصلاحات.

والحمد لله نحن في العراق أصبح لدينا بارومتر يقيس لنا حب العراقيين لوطنهم، وبات من الواضحات والمسلمات القول إن من يقدر من العراقيين على دعم "المنتخب" ولم يفعل (والكلام موجه أساسا للمقاولين السياسيين)، فهو خائن، ورجمه حلال لأنه شيطان. ومن يضع العراقيل ويصنع العقبات أمام تطور هذا المنتخب الذي كشف أن الانتماء للوطن أكفأ وأغلى من المدرب الأجنبي، فهو عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيم:

"تداعاه الرجال زيادة / كما زيد في عرض الأديم الأكارع".

والعاقل يفهم.

مسمار:

فريدريك نيتشة: "فليحذر من يحارب الوحوش أن يتحول الى وحش".



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لستُ شيعياً... ؟!
- تعالوا نشمّ !
- ربيع سنّي في العراق!
- أولاد صبحة !
- فليسقط الوطن!
- ربيع الحمار !
- بصل عراقي !
- تي رَشْرَشْ تي رَشْرَشْ!
- البستوكة !
- صور الإمام علي !
- نعاج الشيعة!
- الغرقانة .. فيلم للكبار فقط !
- آلام السيد المسيح !
- شيش كباب كردي !
- ناعور السلطان !
- غيبوبة مام جلال !
- يالصوص العراق إتحدوا !
- سلطان البغدادية !
- لصوص وحرامية !
- مسامير : ليلة القبض على مقتدى !


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح محمد علي - أسود الرافدين!