الحكومة ضد الحكومة

ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3974 - 2013 / 1 / 16 - 21:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رضينا لسنوات بنواب يتعاركون في الفضائيات وفي البرلمان على كل شيء ويشغلون الناس باحاديث لاقيمة لها ويخترعون ازمات من تحت الارض ولايملون من اطلاق التصريحات كما لايملون من التغيب عن جلسات البرلمان ولايملون من جني ارباح العملية السياسية لانفسهم ورمي مخلفاتها ومياهها الآسنة على المواطنين، رضينا بكل ذلك وقلنا ان الخلاف دليل عافية لانه يعبر عن الديمقراطية وان هذا حال كل البلدان الديمقراطية المحترمة ونحن نعرف ان لاعافية هناك ولاديمقراطية ولامحترمة ولايحزنون.
ورضينا لسنوات ببرلمان وحكومة يتصارعان على كل شيء ويختلفان في كل مناسبة ويتقاذفان مصالح الناس مثل أسوأ فرق الكرة الشعبية وقلنا إنها القسمة الديمقراطية، فلابد للبرلمان أن يراقب الحكومة ويحاسبها ويعترض على بعض ماتريده ولابد للحكومة من اقتراح اجراءات وكسب صلاحيات للقيام بمهامها، ونحن نعلم ان لارقابة ولاحساب ولا اعتراض ولامهام وان كل من في البرلمان له ذراع أو أكثر في الحكومة وان خلافات الطرفين هي خلافات تحاصص لاأكثر.
رضينا بكل ذلك وهو خداع للنفس لأننا لانمتلك حلا ولأننا بلا خيال أو شجاعة وسلمنا أمرنا للمقادير، وقلنا إن ذلك يحدث في كل بلدان العالم رغم علمنا باختلاف الحال، حتى وصلنا الى ما لايمكن فهمه ولا ابتلاعه ولا هضمه ان ابتلعناه مرغمين، فخروج الناس أو بعضهم متظاهرين ضد الحكومة أمر معتاد، وان تحشد الحكومة بعض الناس او كثير منهم ليتظاهروا تأييدا لها أمر يحدث في بلدان مثل بلدنا، أما أن يقود وزراء الحكومة مظاهرات ضد بعضهم البعض محشدين طوائفهم كما حصل هذا الاسبوع فهو مما لايحتمل.
يستطيع الوزير الذي لاتعجبه سياسات رئيسه مقاطعة الحكومة او الانسحاب منها وتقديم استقالته وان يفض التحالف الذي قامت عليه ويمكنه الغاء الاتفاق الذي أسس لها لكن ان يحشد الناس ليتظاهروا دعما له مستعينا بعلاقاته ومسؤولياته وامكانياته التي حازها بمنصبه ومخاطرا بحياة ومصالح المواطنين دون حياته ومصالحه فهو مالايمكن أن نتقبله ولا يمكن ان نتقبل قيام وزير آخر بالرد على الوزير الاول بنفس الاسلوب وبذات المنطق والادوات وكان الاجدر به الالحاح على رئيسه لتقديم طلب اقالة الوزير المتظاهر للبرلمان لا أن يتظاهر ضده.
تظاهرات الوزراء بدعة قاتلة وخدعة كبيرة واختراع عراقي يستحق التسجيل وحيلة كارثية للتملص من الالتزامات والهاء المواطنين واذا مرت فأبشروا بتكرارها لأن منافعها بلا حدود.

#ساطع_راجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات