أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - البحث عن زعيم لمصر















المزيد.....

البحث عن زعيم لمصر


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1146 - 2005 / 3 / 24 - 12:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


البحث عن زعيم لمصر
مقال بقلم محمد عبد المجيد
أوسلو في 22 مارس 2005

سيدي الرئيس،
لا أدري إن كنتَ ستقرأ رسالتي تلك أم ستضل الرسالةُ طريقَها لأنك لم تبحث عنها في الأصل، ولم تكلف نفسك عناء الافصاح عن هويتك وأفكارك ومبادئك وأحلامك وبرنامجك في انقاذ مصر بعدما يتم تنظفيها من رؤوس الفساد والارهاب والاستبداد الذين جثموا فوق صدر مصرنا ظلما وبغيا وعدوانا واستخفافا بشعبها واسترقاقا لأهلها.
كنا نفترض أن الزعيم هو الذي يبحث عن الشعب، ويتقدم بصدره، ويناضل من أجل تحرير وطنه، لكن في مصر يحدث الآن العكس، فالشعب متلهف لبطل جديد يعقد معه صفقة الحكم، وفي ارهاصات الوضع المصري برُمته الذي ينذر بأحد خيارين: إما ست سنوات عجاف تنتهي بكارثة اجتماعية وسياسية واقتصادية إذا ظل الرئيس حسني مبارك ممسكا برقاب شعبنا، أو بتولي ابنه تكملة المهمة، وإما أن ينتصر الحق، ويرفع المصري رأسه لأول مرة منذ سنوات طويلة، ويتخلص من القيد الذي وضعه المستبد حول عنق الوطن السجن.
سيدي الرئيس،
لم أفقد إيماني لحظة واحدة بأنك هناك، في مكان ما، تَمَيّز غيظا من هؤلاء الطغاة الذين أحاطوا بكبيرهم يمدون في عمره، ويزيفون تاريخ الوطن، ويرفضون منح شعبنا ذرة كرامة يتنفس بها وتعينه على مصيبة الحياة في ظل الرئيس حسني مبارك.
قد تكون اسلاميا أو قبطيا أو شيوعيا أو يساريا معتدلا أو يمينيا أو وفديا أو ناصريا أو مستقلا أو كل هذه الأشياء مجتمعة!
قد تكون أكاديميا أو باحثا أو مفكرا أو عالما أو سياسيا أو إعلاميا أو سفيرا لمصر في الخارج، سابقا أو حاليا، أو محافظا، أو لواء في الشرطة أو مباحث أمن الدولة أو المخابرات أو الجيش أو وزيرا سابقا لم يرض عنه الرئيس لأمانته ونزاهته وشرفه واخلاصه لمصر وشعبها!
قد تكون قريبا من الرئيس والطغمة الحاكمة وتنتظر الفرصة الملائمة لانقاذ شعبك، وقد تكون جنرالا في الجيش حاول زملاؤه القيام بانقلاب عدة مرات ولم يحالفهم الحظ أو تم القضاء عليهم بفضل عيون رجال الرئيس ومخابرات أصدقائه في الغرب وواشنطون وإسرائيل!
قد تكون قاضيا أو مستشارا أو عميد كلية أو مدير جامعة أو مدرسة أو روائيا أو مساعد رئيس تحرير صحيفة أو من المغضوب عليهم في ماسبيرو!
قد تكون صاحب فكر عبقري في الادارة أو في القيادة أو في الاقتصاد أو في علم الاجتماع أو في كل هذه الأشياء مجتمعة أو ثنائية أو أكثر!
قد تكون ريفيا أو حضريا، صعيديا حتى الشارب الكث أو قاهريا يعرف مشاكل العاصمة كلها من مجمع التحرير إلى السحابة السوداء ومن الاعتداء على أراضي الدولة إلى ما يدور في أقبية السجون، ويعرف أيضا ما لا يعرفه الآخرون عن هموم الوطن كله!
قد تكون قابعا في مكان ما، واضعا على الورق أو في ذهنك دستورا اصلاحيا يخرج مصر من سجنها إلى حريتها، ومن موتها إلى حياتها، وتبحث عن جهة أو منظمة أو جبهة أو حزب أو تجمع يتعرف من خلاله شعبنا عليك فلم تجد غير صراعات ونزاعات ومصالح آنية ومفاوضات في السر مع سيد القصر وصراخ وعويل لم يحرك ساكنا لأربعة وعشرين عاما.
قد تكون زعيما اكتشفه الرئيس حسني مبارك فخاف منه، وأبعده، وعزله عن الاهتمامات العلنية بقضايا الوطن، أو ربما خشي منه رجال الرئيس وخدم السيد، ومنافقو القصر، ومتزلفو السلطة.
سيدي الرئيس،
لعلك تشعر باحباط شديد، وبحزن جارف، وبأوجاع الوطن كله وأنت ترى هذه الغطرسة المباركية وهو يتحدى سبعين مليونا من البشر أن يأتوا له بنظير ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا!
وربما زادت آلامك وعذاباتك وأنت ترى مصرنا تنتقل من صفر إلى آخر، ومن قاع إلى هاوية تغوص في عمق الفشل، ومن نهب وسرقة ونصب واحتيال إلى تحد وقح لمشاعر شعب ذابت فيه حضارات وأزمنة واحتلالات ومقيمون وعاشقون وأغراب، فيقف الرئيس المريض، وينظر في عيون حزينة ، مكسورة، مهانة، مسروقة لسبعين مليونا من ورثة الأنبياء والمرسلين والمصلحين والفاتحين وأبناء النيل الخالد، ويتحداهم أن يرفضوه، ويقدم لهم ملهاة تهكمية أكثر سخرية من نكات ابن البلد مؤكدا على أن برنامجه هو عمله، أي سجون ومعتقلات وتعذيب ومهانة وفقر ومرض وفشل وغلاء وبطالة وسكان مقابر وقوانين طواريء وأكثر رجال مصر فشلا وفسادا!
ولعلك الآن تضرب كفا بكف وأنت ترى حيرة المصريين في ترشيح زعيم قادم فتكتشف أن آراءنا في الزعامة لا تختلف عن أفكارنا الفجة في الفن، وأن جيل البورنو كليب، والتطرف الأعمى، والتمييز الأحمق بين البشر على أساس اللون والجنس والعقيدة والمذهب لا يستطيع أن يختار زعيما أو قائدا فهو لا يرى إلا الذين قام الإعلام بتلميعهم، وتأهلوا حزبيا وسياسيا وصحفيا على حِجْرِ السلطة أو في طائرة السيد الرئيس.
بحثت وغيري عنك في كل مكان تحت شمس مصر الولاّدة العظيمة التي تستطيع أن تمد الوطن بآلاف العباقرة في كل المجالات وهم يصطحبونك كما يفعل النحل وكل يعرف طريقه وعمله والزمن المحدد للانتهاء منه.
سيدي الرئيس،
نبحث عنك منذ فترة طويلة، وقد آن الوقت الذي تبحث أنت عنا، وتخرج من موقعك، وتعلن بكل شجاعة وثقة ومحبة للوطن أنك تستطيع أن تقود مصر في المرحلة القادمة، وأن العصيان المدني الذي تنقصه قيادة هو المكمل لك كما أنت الرجل الذي ننتظره.
تقدم، وأبعث إلينا عن قناعتك بقيادة العصيان المدني في مصر، ولا تخش القيادات الحزبية والسياسية والفكرية الملتصقة بظهر السلطة أو الخائفة على مصالحها، أو المرتبطة بأيديولوجية حزبية أو دينية أو طائفية لا تستطيع منها فكاكا.
قد يبدو الطلب مضحكا حتى الثمالة، أو مبكيا حتى الموت، لكن المرحلة المتقدمة من العصيان المدني الذي يطلق الكثيرون عليه رصاصات من كاتم للصوت أخفاه صمت مريب فلا تدري إن كان الوطنيون جادين في انقاذ الوطن أو أنهم النصف الثاني لسيد القصر. سينفجر المعارضون والساخرون ضحكا واستخفافا من عصيان مدني يبحث عن زعيم، ومن تمرد على السلطة تقوده العفوية، ومن رفض لحكم الرئيس المستبد دون تقديم بديل، لكن إيماننا بشعبنا، رغم مئات الرسائل التي تسلمناها، والأكثر والأشد والأقسى تهكما وتندرا، لم يتزحزح ذرة واحدة عن قلب مصر، ونحن نعلم أنها معركة قد تكون خاسرة كمعظم القضايا العادلة، ومن الآن وحتى الثاني من مايو 2005 قد تحدث المعجزة، ونعلن عن اسم، وتقبل فضائية الاشارة للدعوة، ويخرج الصامتون الكبار من المعارضة إذا تصادف وتحرك الضمير خطوتين ناحية الوطن،فيتم انقاذه قبل أن يجعل الرئيس حسني مبارك وابنه وأعوانه المصريين يلعقون تراب الأرض، وصناديق القمامة وأحذية ضباط الأمن!


محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563
أوسلو النرويج



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصيان المدني بين حمدين صباحي وعبد الحليم قنديل
- نداء هام إلى مؤتمر ( كفاية ) المنعقد 14 مارس 2005
- الرئيس حسني مبارك يدعو للعصيان المدني!
- سنقتل الدعوة للعصيان المدني في مصر
- خمسون إجابة لخمسين سؤالا عن العصيان المدني في مصر
- حوار بين إبليس والرئيس حسني مبارك .. حديث عن العصيان المدني ...
- قائد الفاتح يسقط في المصيدة
- المسكوت عنه بين السعودية والكويت
- العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟
- لماذا وقع الاختيار على الاثنين 2 مايو 2005 يوما للعصيان المد ...
- العصيان المدني لاثنين 2 مايو من الثامنة صباحا .. عيد الأعياد ...
- دعوة لتحرير الرئيس السوري بشار الأسد
- لماذا يربط المسلمون الدين بالقسوة والجنس؟
- وقائع محاكمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
- حوار بين الشيطان وضيوف الرحمن ... موسم الحج ورمي الجمرات
- رسالة مفتوحة إلى البابا شنودة الثالث .. لقد أخطأت أيها الرجل
- نعلن هزيمتنا أمام الرئيس حسني مبارك وابنه
- وقائع محاكمة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي
- حوار بين الرئيسين حسني مبارك و.. جمال مبارك
- لن يراقبك أحد في قبرك


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - البحث عن زعيم لمصر