|
جامعة الاسكندرية القديمة وعلمائها
حسام الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 3974 - 2013 / 1 / 16 - 07:19
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الفصل الثانى جامعة الاسكندرية القديمة وعلمائها
جامعة الاسكندرية القديمة يجمع المؤرخون على أن الاسكندرية كانت موطنا لأقدم جامعة متكاملة عرفها التاريخ القديم ، بينما الحقيقة أنه قد سبقها فى مصر ذاتها معهد أو جامعة ( أون ) القديمة ، والتى كانت موطنا لتعلم الكثير من فلاسفة اليونان القدامى أمثال طاليس وفيثاغورس وديمقريطس وأفلاطون(1) لقد كانت هذه الجامعة من اهم معالم الاسكندرية منذ انشائها ، فقد كان بطليموس الاول والثانى حريصين على نشر الثقافة اليونانية وأنشئ معهد " الموسيون " بالاسكندرية ليكون نواة لهذه الجامعة المتكاملة التى استهدفت نشر الثقافة اليوناية فى العالم الشرقى . بداية النزعة العلمية فى المكتبة : سترتاتون اللامبساكى تلميذ أرسطوالذى استدعاه بطليموس الأول الى مصر حوالى عام 300ق.م ليقوم بمهمة تعليم ابنه وولى عهده حتى عام 294ق.م أقام هذه السنين بالاسكندرية ثم عاد بعدها الى اثينا ليتولى رئاسة " اللوقيون " بعد وفاة ثيوفراسطس . وقد قام ستراتون أثناء هذه السنوات التى قضاها فى الاسكندرية بدور كبير فى اضفاء الطابع العلمى على " الموسيون" ،اذ لم يكن باستطاعة ديمتريوس الفاليرى أو الشاعر فيليتاس ان يقوما بهذا الدور لأن كلا منهما لم يكن مهتما بالعلوم ، بينما كان ستراتون متفوقا فى فروع المعرفة العامة ، وفى الطبيعيات على وجه الخصوص . وقد حاول ستراتون أن يقيم الطبيعيات على أسس تجريبية دون الاستنباط من المسلمات الميتافيزيقية ، وليس معنى أنه ركز فى أبحاثه على العلم والتجربة أنه تجاهل الأخلاق باعتبارها أحد فروع الفلسفة الهامة لأنه بفضل رئاسته للوقيون كان لابد وأن يهتم بكل فروع الفلسفة . من كل ما سبق يتضح لنا أن ديمتروس الفاليرى وستراتون قد أسسا " الموسيون " على جناحين هما : الأدب والعلوم ، وقد اختلطت هذه الأداب وتلك العلوم بالفلسفة التى كان الاثنان قد درساها وتعلماها فى الدرسة الأرسطية " اللوقيون " . ومن هنا كانت بداية شرارة عصر العلم فى مكتبة الاسكندرية القديمة لتخرج لنا اجيالا مختلفة فى العلم والاداب والفلسفة . فالمكتبة لم تكن منفصة عن المعهد " الموسيون" فلقد انشأت لا لتكون مجرد خزانة كتب ، بل لتكون أيضا بمثابة دار نشر الدولة ، وقد روعى ان تكون ذات طابع موسوعى يهدف الى الاحاطة الشاملة بكل شيئ وبشتى المعارف ، فلو احضر أى انسان غريب عن مصر أى كتاب حتى ولو كان غير معروف كان لزاما عليه أن يقدمه لينسخ منه الناسخون نسخة تضاف إلى مجموعة الكتب الموجودة بالمكتبة (2) فوجود المؤسستين معا " المكتبة والموسيون" كان له أكبر الأثر فى ازدهار الدراسات الانسانية ذات الطابع العلمى ، كما كان له اكبر الاثر فى كثرة اهتمام العلماء الطبيعيات بشئون الأداب والدراسات النفسية والدينية ، والدراسات الانسانية عموما . حيث ادى هذا التواصل والتكامل بين الدراسات العلمية التجريبية والدراسات الانسانية النظرية فى الاسكندرية الى جزب مشاهير العلماء والأدباء والمفكرين الذين توافدوا عليها من كل انحاء العالم الإغريقى ، فقد وفد اليها كليخاموس الشاعر من برقة ، وهروقيلوس الجراح وعالم التشريح ، وارستراتوس عالم وظائف الأعضاء من أسيا الصغرى ، كما أتى هبارخوس الفلكى من نيقيه . وغيرهم الكثير وقد بلغ من قوة وسمعة الإسكندرية بمعهدها العلمى ومكتبتها خاصة فيما يتعلق بالعلوم العلمية حدا يجعل اميانوس ماركلينوس يكتب مشيرا الى ذلك " أن خير تزكية كان فى امكان أى طبيب أن يحصل عليها هى أن يقال أنه أتم دراسته فى جامعة الإسكندرية " (3) الابعادالحضارية لمكتبة الاسكندرية القديمة : كانت مكتبة الاسكندرية ، الاطلالة الفكرية الاولى التى تضيئ طريق المعرفة وتنير مناهج البحث وتخترق حواجز التقدم فى غير حدود او قيود لتنير العقل . وقد ظلت مكتبة الاسكندرية لعدة قرون مركزا من اهم مراكز الفكر الانسانى ، لاحتوائها على مجموعات فريدة من المؤلفات العلمية والفلسفية والادبية ، فقد اصبحت الملجأ والملاذ لعدد كبير من الؤلفين والمفكرين الذين كانوا يتوافدون عليها على مر القرون ليستمتعوا بكنوزها وينعموا بذخائرها . ففى مكتبة الاسكندرية القديمة اذدهرت علوم الدين والفلك والفيزياء والكيمياء والطب والتشريح والزراعة والجغرافيا والتاريخ والفكر والفلسفة والأداب والشعر والنفقد والفنون التشكيلية وغيرها . اولا :- البعد الحضارى المصرى : لم تكن اهمية المكتبة القديمة بالاسكندرية تقل اهمية عن نهر النيل بحال من الاحوال ولا ينتقص من هذه الاهمية لها كون البطالمة هم من اسسوها وقد كان لوجود نبات البردى والذى يستخدم فى صناعة الورق حافزا مهما لصناعة المخطوطات لتدوين مختلف العلوم وايداعها فى المكتبة وكانت بمثابة الجسر الرابط بين الثقافة والحضارة الاغريقية وبين الحضارة المصرية القديمة فالحضارة الاغريقية بعد انشاء المكتبة وتدعيم اسسها غلب عليها الطابع المصرى حيث العبادات والعادات والازياء وغيرها فالبطالمة فى الواقع قد تمصروا من جميع النواحى الدينية والثقافية والحضارية ، وقلدوا ايزيس واوزوريسوغيرهم . ثانيا :- البعد الحضارى العالمى كانت العلوم والمعارف قبل مكتبة الاسكندرية اقليمية الى حد بعيد ، ولكن بفضل انشاء المكتبة اضحت المعرفة عالمية فقد كانت التربة الصالحة التى احتضنت الفكر الاغريقى وغيره ولم تكن المقتنيات فى المكتبة قاصرة على مدرسة معينة ولكنها كانت وطنية لكل المدارس وعالمية لكل القافات والحضارات فلم تنحاز لمدرسة فكرية دون الاخرى او لحضارة دون غيرها كان تمثل تعددية فكرية وتجاور حضارى ما امسسنا فى الاحتياج اليه الان معلمة العالم لغة التجاور والحوار اهم علماء المكتبة
أقليدس (325-365) ق.م
من اهم علماء الرياضيات فى العصور القديمة صاحب كتاب " الأوليات" الذى نهل منه كل العلماء حتى أوائل القرن العشرين . عاش ودرس ودرس فى الاسكندرية حيث اسس مدرسة للدراسات العميقة فى الرياضيات فى الاسكندرية . واغلب المعلومات التى تتوفر عن اقليدس من الذين كتبوا عنه ومن اهمهم بابوس الذى قال عنه " انه كان محبا لكل من يرغب فى تطوير الرياضيات وحريصا على عدم اغضاب احدمنه " بقى من كتبه " المعطيات " data الذى كان يحتوى على 94 فرض ، وكتاب " عن القسمة " on division الذى يقدم طريقة تقسيم شكل الى قسمين بنسب محدده . كما كتب " البصريات " وهو اول كتاب عن المنظور فى الرسم . وكتب "الظواه " وهو دراسة عن الرياضيات المتعلقة بالفلك . واذا عدنا الى " الأوليات " فاننا سنكتشف ان هذا العمل العظيم قد ترجم الى العربية عدة مرات فى القرن التاسع : كانت الاولى على يد الحجاج بن يوسف فى مصر ، والذى ترجمه مرتين : مرة بامر من الخليفة هارون الرشيد ( 786-809 ميلادية) ومرة اخرى بامر من الخليفة المأمون (823-832) وترجمه للمرة الثالثة حنين بن اسحق (808-873) ثم راجعه ثابت بن قرة (836-901) ثم نصير الدين الطوسى (1201-1274) وقد تعرف الاوربيون على اقليدس عن طريق هذه الترجمات وغنى عن القول ان الكثير من اعمالهم العلمية قد بنيت على هذه الترجمات . وكان اول من ترجمه عن العربية هو اديلارد (1120) الذى تنكر فى زى طالب مسلم والف بعد ذلك كتابا مختصرا له . وتلى ذلك العديد من الترجمات كان اهمها ترجمة جيرارد (1114-1187) فقد ترجم العديد من الاعمال العربية فترجم حوالى 80 عملا عن العربية وكان اشهرها " الماجستى " كما ترجم ارسطو واقليدس وجالينوسوكان من اهم ترجماته " القانون " لابن سينا . يحتوى كتاب العناصر على اجزاء عديدة ، فالجزء الاول الى الرابع يتعلق بهندسة المسطحات ، فقد كان اقليدس يؤمن بان بناء هندسة ورياضة منطقية يعتمدعلى وضع اسس قوية لها . فوضع تعريفات للنقطة والخط والمساحة ثم وضع خمس بديهيات اولا : بين كل نقطتين توجد مسافة توصلهما ببعضهما البعض ثانيا : من الممكن مد اى خط الى مالا نهاية ثالثا: من الممكن تحديد اى دائرة اذا حددنا مركزها ونقطة على محيطها رابعا : تتساوى كل الزوايا القائمة خامسا : اذا قطع خطمستقيم خطين مستقيمين وكان مجموع الزاويتين الداخليتين اقل من زاويتين قائمتين ، فان الخطين سيلتقيان اذا امتدا من ناحية الزاويتين ( وقد نالت هذه البديهية كثيرا من النقد ) ثم وضع خمس " افكار عامة " 1- الأشياء التى تعادل شيئا واحد تتعادل 2- اذا اضيف رقمان متساويان الى رقمين متساويين فان حصيلة الجمع فى كل حالة تتفق مع الاخرى 3- اذا طرحت ارقام متساوية من اخرى متساوية فان النتائج فى كل حالة تكون متساوية 4- اذا تطابق شيئان فانهما متساويان 5- الكل اكر من الجزء احتوى الكتاب الاول على هذه " المسلمات " التى سبقها بثلاثة وعشرين تعريفا مثل " النقطة لا تتجزأ" و " الخط له طول وليس له عرض " يحتوى الكتاب الثانى على اشياء مثل " التقسيم " اى تقسيم الخط الى جزأين بحيث تكون نسبة الجزء الاصغر الى الجزء الاكبر تعادل نسبة الجزء الاكبر الى الخط الكامل تقريبا " 1الى 1,6" وقد استولت هذه القسمة على فكر الرياضيين ثم ظهرت على شكل ما يسمى " المستطيل الذهبى " الذى تعادل اضلاعه النسبة المزكورة والذى انتشر امره بين فنانى النهضة . يناقش الكتاب الثالث خواص الدوائر ويناقش الكتاب الرابع خواص الاشكال متعددة الاضلاع خصوصا خماسى الاضلاع يناقش الكتابان الخامس والسادس النسبة والتناسب اما الكتاب السابع والثامن والتاسع تناقش نظرية الارقام وتعرف فيها الارقام الزوجية والفردية والأولية وطرقالوصول الى القاسم المشترك الاعظم بين رقمين واكثر وتناقش الكتب احدى عشر الى ثلاث عشر التجسيم من العشر مسلمات وافكار عامة استنتج اقليدس 465 نظرية وكان هذا اول اثبات لاهمية اثبات حقائق معينة بناء علىمسلمات فى الرياضة ظلت هندسة اقليدس تدرس فى المدارس والجامعات طيلة الفين سنه وحتى الان رغم ان هناك هندسة بديلة تستعمل الان تستمد اسمها ايضا من اقليدس ، فهى تسمى : الهندسة غير الاقليدية .
هيروفيلوس (335-280) ق.م
عمل فى مكتبة الاسكندرية فى الفترة ما بين 300- 260 ق.م وترك لنا ارثا كبيرا من العلوم الطبية لقد كانت احدى المشاكل التى تواجه العلوم الطبية هى تحريم تشريح الجسم البشرى . ولكن عمليات التحنيط ، ووجود العديد من الحيوانات الثديية فى حدائق المكتبة ، ساعد هيروفيلوس على وضع اسس علم التشريح والتشريح المقارن . ولقدكانت انجازات هيروفيلوس عظيمة بالفعل : فقد اثبت ان المخ وليس الكبد والقلب هو مقر العواطف والذكاء . وقد قام بدراسة الجهاز الهضمى ، ووصف الاثنى عشر واعطاها اسمها الذى عرفت به حتى الان كما درس البروستاتا واعطاها اسمها كذلك وقاس نبضات الدم بساعة مائية وقام باثبات ان حيض النساء هو عملية فسيولوجية وليست مرضية . ووصف هيروفيلوس اجزاء من الغشاء السميك المغطى للمخ ، كما وصف جزء من المخيخ واطلق عليه اسم " قلم الكتاب " والى جانب هذا كله ، قام هيروفيلوس بدراسة تشريح العين والكبد والغدد اللعابية والبنكرياس والغدد الجنسية فى الجنسين
اريستاركوس (310-230) ق.م
تتلمذ على يد اقليدس وكانت الصورة المقبولة للكون فى هذا الوقت تقول بان الارض مركز الكون وان الشمس والكواكب تدور حولها فى مدارات كاملة صحيحة ، وكانت هذه الصورة التى تبناها ارسطو مثالا واضحا على اسلوبه فى التفكير : فلا محل عنده للمشاهدة والتجربة ، انما تتم معرفة الحقائق بممارسة الفكر والمنطق ، وبما ان الارض هى مقر الالهة ، فلابد ان تكون مركز الكون ، وبما ان الكواكب اجسام سماوية، فلابد انها تدور فى افلاك دائرية لأن الدائرة هى اكمل الأشكال الهندسية . ولكن اريستاركوس وضع المسمار الاول فى نعش هذه النظرية ، فلقد اثبت برياضياته التى تعلمها من اقليدس ان الشمس هى مركز ما حولها من كواكب وان الارض وغيرها من الكواكب تدور حول الشمس ولكن الرواقى كلينثيس اعلن ان اريستاركوس يجب ان يعاقب بتهمة الكفر . ورفضت نظرية اريستاركوس بطبيعة الحال وناله الكثير بسببها ودفنت بعده مؤقتا الى ان عادت الى الحياة ايام كوبرنيكوس
ارازيستراتوس
ابو علم وظائف الاعضاء " الفسيولوجيا" عاش وتتلمذ فى المكتبة ، اكتشف الفرق بين اعصاب الحركة واعصاب الاحساس ولكنه كان يعتقد ان الاعصاب هى انابيب تحمل سوائل . ووصف صمامات القلب وعرف وظائفها ، وهو اول من تبنى نظرية النفسية .
ارشميدس( 287-212) ق.م ولد ارشميدس سنة 287 قبل الميلاد في جزيرة صقلية، وكان والده فلكياً شهيراً، وكمعظم الشباب آنذاك سافر إلى الإسكندرية ثم إلى اليونان طلباً للدراسة، ويعد الكثير من مؤرخي الرياضيات والعلوم أن ارشميدس من أعظم علماء الرياضيات في العصور القديمة، وهو أبو الهندسة. وقد قتل ارشميدس سنة 212 قبل الميلاد على يد الرومان بسبب أدوات القتال التي تسببت في أن يحارب الرومان ثمانية أشهر لفتح اليونان. ومن أشهر اكتشافاته، طرق حساب المساحات والأحجام والمساحات الجانبية للأجسام، وأثبت القدرة على حساب تقريبي دقيق للجذور التربيعية واخترع طريقة لكتابة الأرقام الكبيرة. وهو نفسه الذي حدد قيمة π (باي) (Pi ) وهي العلاقة بين محيط الدائرة وقطرها بدقة عالية. أما في مجال الميكانيكا فارشميدس هو مكتشف النظريات الأساسية لمركز الثقل للأسطح المستوية والأجسام الصلبة واستخدام الروافع ومخترع قلاووظ ارشميدس ومن أبرز القوانين التي اكتشفها قانون طفو الأجسام داخل المياه والذي صار يعرف بقانون أرشميدس. وقال عنه العالم الرياضياتي جاوس أنه واحد من أعظم ثلاثة في العلوم الرياضية مع كل من اسحاق نيوتن وفردناند إيسنستن.
ايراتوسثينوس (275-195) ق.م
عندما تولى بطليموس الثالث الحكم اقنع ايراتو بالانتقال الى الاسكندرية لتولى تعليم ابنه بطليموس الرابع ثم تولى ادارة المكتبة عام 240ق.م وقام بالكثير من الاعمال التى اختفى معظمها ولم يتبقى سوى القليل ومن اهم اعماله كتاب عن الرياضيات التى بنى عليها افلاطون فلسفته الذى درسه ثيون والد هيباشيا وكتب عنه ان ايراتوسيثنوس ناقش فيه التعاريف الرياضية والهندسية كما بحث فى مواضيع اخرى مثل الموسيقى . وكانت معجزته اثبات كروية الارض واجراء قياس دقيق لمحيطها لاحظ ايراتوسيثنوس ان الشمس تتعامد تماما على الارض عند اسوان فى ظهر يوم 21 يونيو من كل عام ففى هذا الوقت تختفى ظلال المسلات ويمكن رؤية انعكاس صورة الشمس على سطح المياه فى الابار العميقة ، وهى ملحوظات سهلة يمكن ان تمر على اى انسان ولكن ايراتوسيثنوس لم يكن عاديا وضع عصا طويلة راسية فى الاسكندرية فى نفس اللحظة من يوم 21 يونيو ولكنه وجد للعصا ظلا وتعجب ان اشعة الشمس ،لبعدها عن الارض ، تسقط عليها متوازية . فاذا كانت الارض مسطحة فلابد ، وفقا لهندسة اقليدس ، ان العصا الراسية يكون لها نفس الظل على الارض فى كل مكان وهكذا اثبت كروية الارض ولم يكتف بذلك فقام بقياس زاوية سقوط اشعة الشمس على العصا الرأسية فى الاسكندرية فى ظهر يوم 21 يونيو ، وكانت هذه الزاوية تقدر بما يعادل 7 درجات وارسل مبعوثا لقياس المساحة بين الاسكندرية واسوان وكانت ما يعادل 800 كم ، مد ايراتوسيثنوس رياضيا الخط الراسى للعصا فى الاسكندرية والخط الرأسى للعصا فى اسوان واثبت بالهندسة الاقليدية انهما سيلتقيان فى مركزالكرة الارضية بزاوية تعادل 7 درجات وهى الزاوية بين اشعة الشمس المتوازية الراسية فى اسوان والاسكندرية وتمكن بهذه المعلومات من قياس محيط الارض بما يعادل 40,000 كم وهو رقم لا يختلف الا بنسبة 1% عن ادق الحسابات الحديثة .
ابولونيوس (262-190) ق.م
ولد فى ايونيا – انطاكيا – تركيا ومات فى الاسكندرية حيث اتى لها وهو صغير طالبا للعلم والمعرفة وتتلمذ على يد تلامذة اقليدس وكانت لاعماله تاثيرا كبيرا على علم الرياضيات ، خصوصا كتابه " المخروطات " الذى عرفنا بأوصاف نستعملها اليوم مثل " القطع المكافئ" و " القطع الناقص " و " القطع الزائد " كان هذا الكتاب ثمانية اجزاء بقى منها اربعة فقط بلغتها الاصلية اما الترجمات العربية فقد بقى منها سبعة اجزاء وكان ابولونيوس من أوائل من قاموا بتأسيس علم رياضيات الفلك باستعمال نماذج لتفسير حركة الكواكب ومن كتبه " المرآة الحارقة " حيث اوضح ان الاشعة المتوازية الساقطة على المرآة المقعرة لن تنعكس على مركز الدائرة. وكان له تطبيقات لنظرياته عن المخروطات . فقد صنع مزولة مرسوم عليها الساعات على سطح قطاع فى مخروط مما جعلها اكثر دقة مما سبقها . كذلك كانت قطاعات ابولونيوس أساس اكتشاف كبلر لقواعده عن حركة الكواكب حول الشمس ، تلك القواعد التى حطم بها نظريات أرسطو عن الدوائر الكاملة التى تسير فيها الكواكب المقدسة .
هيباركوس (190-120) ق.م
عاش اغلب حياته بين رودس والاسكندرية . ويتميز بين اعماله عملان : اولهما رسم خريطة فلكية اعتمد عليها بطليموس فى تحرير كتابه " الماجستى " كما انه استطاع قياس المسافة بين الأرض والقمر بدقة بالغة . فقدقدرها بحسابات بأنها تتراوح بين 57-59 ضعف نصف قطر الكرة الأرضية – والرقم الصحيح هو 60 ضعف نصف قطر الأرض ، علاوة على اضافاته الواسعة لعلوم الفلك فقد قام بتبنى قضيتين كانت احداهما صائبة والثانية خاطئة فالقضية الاولى هى مهاجمته بقسوة بالغة لأعمال الدجالين والمنجمين فى كثير من كتاباته وكانت القضية الثانية هى هجومه العنيف على فكرة مركزية الشمس التى اقترحها اريستاركوس . وتولى القضاء عليها بعده بطليموس الى أن أعادها الى الحياة كوبرنيكوس فى القرن السادس عشر
ديونيسيوس (107-68) م
وضع أول كتاب عن نحو وصرف اللغة اليونانية وامتد نفوذ هذا الكتاب إلى أن أصبح نموزجا للنحو والصرف فى الامبراطورية الرومانية ، ثم للهجات الشائعة فى العصور الوسطى وعصر النهضة . وقد كتب كتابا " التقليد فى الكتابة " وعن "التعليق على الخطباء القدماء " وعن " النطق السليم " وهو الكتاب الوحيد عن مبادئ تكوين الجمل وعن النطق الصحيح والصوتيات ، ويعرف اللغويون المعاصرون الكلام على أساس كتابات ديونيسيوس بأن له أربع مكونات : أولها علم الأصوات الكلامية ، ثم الصرف ، ثم تركيب الجمل واعرابها ، ثم دلالات الألفاظ وتطورها هيرون
اهم اعماله كتاب " القياسات " وهو الكتاب الذى لم يكتشف إلا عام 1896ويجمع فى ثلاث أجزاء قواعد الهندسة التى جمعها هيرون من مصادر متعددة ، يمتد بعضها الى البابليين ، عن المساحات والأحجام عن طريقة لحساب الجذر التربيعى ماتزال مستعملة فى بعض الألات الحاسبة حتى الأن . وكان من اهمكتبه أيضا كتاب عن " المساحة " ويصف فيه ألة الديوبتر التى تقوم بوظيفتها الأن المزواة التى يستخدمها المساحون . كماكتب تعليقات على " الأوليات " لإقليدس ويجيئ ذكره كثيرا فى هذا المجال فى ترجمات أبو العباس الفضل بن حاتم التبريزى (865- 922) .
بطليموس (85-165) م
ولد فى جنوب مصر وتوفى فى الاسكندرية . هوكاتب "الماجستى" وهوالكتاب الذى ظل أهم مراجع علم الفلك على مدى 14 قرن والى جانب " الماجستى وضع كتبا عديدة أهمها " الجغرافيا " وفيه حاول وضع ما هومعروف عن الكرة الأرضية بين خطوط الطول ودوائر العرض . ولكنه كتاب مليئ بالأخطاء التى استعملها كولومبوس . ووضع كتاب أخر فى " البصريات " وفيه يقدم بعض الآراء عن الألوان والإنعكاس والإنكسار والمرايا المختلفة .
جالينوس (129-199) م
تعلم ودرس فى مكتبة الاسكندرية على مدى اكثر من عقد واكتسب فيها ما انتجه من علم . تمكن فى مكتبة الاسكندرية من تشريح الحيوانات خصوصا نوعا من القردة يطلق عليه اسم بربرى واختفى هذا النوع تقربا من العالم ماعدا بعض منه يعيش فى جبل طارق . قام جالينوس الى جانب هذا بتشريح الخنازير والماشية والماعز وطور بذلك أسس علم التشريح المقارن . درس جالينوس تشريح الأعصاب ووصف منها سبعة فى الرأس تعرف الأن باسم " أعصاب الجمجمة " ودرس ايضا العضلات والعظام ووظائفها واثبت ان أحد الأعصاب هو المسئول عن الصوت وتمكن بقطع النخاع الشوكى فى مناطق معينة يتسبب فى انواع مختلفة من الشلل .
بابوس
يعد بابوس اخر الفلكيين العظام القدماء . فقد بزغ اسمه فى المكتبة واعظم اعماله هى تأريخه للمكتبة فى كتابه " المؤتمر " فقد ارخ فيه وسجل كتب اقليدس وابولونيوس وهيروفيلس وايراتوسثينوس وغيرهم مما ادى الى بقاء محتويات هذه الكتب حتى بعد فقدانها .
ثيون 335-405 م ولد ومات فى الاسكندرية وعرف عنه انه راقب خسوف القمر فى 16يونيو 364 فى الاسكندرية وانه ايضا سجل كسوف الشمس فى 25 نوفمبر من نفس العام كان ثيون والدا ومربيا لابنته هيباشيا وهذا فى حد ذاته عمل مجيد . ولكنه قام كذلك بالمراجعة والاضافة الى كثير ممن سبقوه مثل بطليموس " الماجستى " واعمال اقليدس المتعدده
هيباشيا 370-415 ولدت وقتلت فى الاسكندرية وكانت عالمة فلسفة من المدرسة الافلاطونية الجديدة وكانت اول سيدة بهذا المقام تعمل فى الرياضيات وكان استاذها فى الرياضيات والدها ثيون حاضرت هيباشيا فى الرياضيات والفلسفة ، ودرست فلسفة افلوطين الى جانب فلسفة لامبليكوس مؤسس الفرع السورى لمدرسة الافلاطونية الجديدة .وكانت هيباشيا بهذا تعتبر رمزا لالتقاء العلم والفلسفة وهو وضع كان يعتبر فى هذا الوقت مؤيدا للوثنية اصبحت رئيسة المدرسة الافلاطونية الجديدة فى الاسكندرية حوالى 400 م وجذب جمالها وذكاؤها عدد كبير من المريدين وكانمن اهمهم سينيسيوس الذى صار بعد ذلك اسقفا هاما . فى عام 380 اصدر الامبراطور الرومانى " ثيودوسيوس " قرارات بمحاربة الوثنية والأريانية واصدر عام 391 استجابة ل "ثيوفيليوس" اسقف الاسكندرية ، تصريحا بتحطيم المؤسسات الدينية المصرية . استجاب المسيحيون لهذه الرغبة بتحطيم معبد السرابيوم ومكتبة الاسكندرية وبعد أن اعتلى كيرلس الاول كرسى البطريركية عام 412م تجددت الفوضى ، وتم قتل هيباشيا 415
*** 1- " ه.ج.ويلز : معالم تاريخ الانسانية ، المجلد الثانى ، الكتاب الخامس ، ترجمة عبدالعزيزتوفيق جاويد ، مطبعة لجنة التاليف والترجمة والنشر ، ط3 1969 ،" 2- ( ويلز : معالم تاريخ الانسانية ، ص 455 ) 3- ( لطفى عبد الوهاب: دراسات فى العصر الهللينستى ، دار النهضة العربية ،بيروت ص 189)
ملحوظة ما تقدم هو الفصل الثانى من كتاب " المعرفة كانت هنا " حسام الحداد
#حسام_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذكريات
-
-المعرفة كانت هنا - مكتبة الاسكندرية القديمة
-
ازمة المعارضة المصرية
-
اليسار المصرى والثورة ..2
-
احاديث الرسول تؤسس لدونية المرأة
-
لماذا قال المصريون نعم للدستور الاخوانى ؟
-
تحفظات على الجمعية التاسيسية ومسودة الدستور
-
الحبر الفسفورى
-
مفردات للعشق
-
حرية
-
ماذا بعد تهديد القضاء..,وحصارالدستورية ..؟
-
منهم الفلول ..؟
-
ليس دفاعا عن الفلول
-
ماذا يحدث فى مصر..؟
-
ملاحظات اولية على الثورة المصرية
-
10 استراتيجيات للتحكم فى الشعوب
-
الدولة المدنية
-
التحرش الجنسى و الدستور
-
اليسار المصرى و الثورة
المزيد.....
-
الجيش اللبناني يعلن تسلمه 3 معسكرات تابعة لفصائل فلسطينية لب
...
-
منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعي
...
-
إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي
...
-
ألمانيا تكشف هوية منفذ هجوم سوق الميلاد في ماغديبورغ، وتتوعد
...
-
إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ حوثي
-
شولتس يتفقد مكان اعتداء الدهس في ماغديبورغ (فيديو+ صور)
-
السفارة السورية في الأردن تمنح السوريين تذكرة عودة مجانية إل
...
-
الدفاع المدني بغزة: القوات الإسرائيلية تعمد إلى قتل المدنيين
...
-
الجيش الروسي يدمر مدرعة عربية الصنع
-
-حماس- و-الجهاد- و-الشعبية- تبحث في القاهرة الحرب على غزة وت
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|