جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3974 - 2013 / 1 / 16 - 02:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في ذكاء الاديان و غباء العلم 4
تفضل اكثرية الناس البساطة في التفكير اي ان ميلها الى الدين يعني بانها تفضل تجنب الارهاق الفكري. تباع الجرائد و الكتب البسيطة اكثر من الكتب العلمية او الفلسفية. ماذا تقول لماذا لا تتحول الفلسفة الى دين؟ لانها بصراحة صعبة الهضم لا يمكن اكلها بسهولة دون تعذيب فكرك و تحطيم رأسك. و الان حاول ان تحل السؤال الرياضي الاتي: سعر كرة المنضدة و المضرب يبلغ 11 دولار و سعر المضرب اعلى من سعر الكرة بعشر دولارات فما هو سعر الكرة؟ فكر - عذب دماغك قليلا - ارهق نفسك..
اذا كان جوابك يا عزيزي كما اتوقع (دولار واحد) فانت على الاكثر مؤمن تفضل عدم ارهاق دماغك اكثر من الذي يقول 50 سنت الجواب الصحيح. كلنا نعيش من بيع شيء ما و كلنا نؤمن بشيء معين سواء آمنا بالعلم او الكون او الفلسفة او الطب فحتى الملحد يؤمن بشيء اي لا يستطيع الانسان بطبيعته ان يكون دون ايمان مهما كان نوعه فهو من الاساس homo naturaliter religiosus و عندما يشبع من العلم و المادة يضطر ان يتجه الى الروحيات و يرفع رأسه الى السماء - الى المفتوح - الى غير المحدد لان حياته على الارض تحيطها حدود و قيود كثيرة.
يلعب الدين في حياة الانسان دور الشريط الاجتماعي اللاصق فهو لا يحتاج الى دين لصيانة القيم الاخلاقية لان هناك قوانين و شرطة و محاكم و لكن الانسان لايتعلم حب اخيه الانسان من خلال نظام الضرائب الرأسمالي رغم انه يدفعها على كل مشترياته لمصلحة المجتمع و لكنه لا يعرف لمن تذهب هذه الضرائب. نحتاج ان نتعلم الاشياء البسيطة في الحياة مثل الصدقة و الزكاة و مساعدة الفقراء من الاديان و ندفعها مباشرة الى المحتاجين لتكوين علاقة انسانية معهم لان الضرائب لا تعلمنا هذه القيم بل تربينا على الانانية في تفادي الضرائب نفسها و تشجع السياسيين على الغش و التعاون مع الشركات لتخفيفها عليها لقاء رشوة.
يتبع
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟