ساطع راجي
الحوار المتمدن-العدد: 3973 - 2013 / 1 / 15 - 23:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأزمة الراهنة هي تراكم لمشاكل ليست شخصية بل تتعلق اساسا بعملية تحول من نظام سياسي الى آخر، وكان لعملية التحول ان تحدث بخسائر أقل لولا ان الاطراف المتناحرة والزعامات المتنافسة بذلت جهودا جبارة للاستفادة من هذه المرحلة ولو باطالتها وتعقيدها، وهكذا انتقلنا من المشاكل المؤسسية الى القضايا الشخصية وصرنا ندرك إن حل هذه المشاكل يحتاج الى حوار وتشريعات واتفاقات سياسية وقرارات حاسمة وخطوات عملية ولكننا لن ننجح الا بتغيير الوجوه وازاحة بعض الاشخاص، فالتراكم جعل الكثير من المشاكل ذات طابع شخصي خاصة مع حالة الركود السياسي التي منعت تجدد الدماء في حلبة السلطة وصار الزعماء "كلمن عدوه قبال عينه".
الزعماء أنفسهم يشعرون اليوم اننا بحاجة لتغيير الوجوه لكن كل منهم يصر على ان يكون هو الباقي الاخير بعد أن تتغير كل وجوه العملية السياسية وان يتقاعد زعماء كل دول العالم ورؤساء الجمعيات الخيرية والتعاونية وأندية البليارد ومخاتير قرى الاهوار.
كل زعيم من زعمائنا يظن أن وجوده هو أمل العراقيين الاخير رغم ان وجوده تحديدا هو سبب كل اليأس، ويرى كل زعيم إن العراق لن يتجاوز محنته الا في ظل قيادته رغم ان قيادته هذه هي سبب المحنة، ويرى كل زعيم ان العراق لن يستقر الا بوجوده رغم ان وجوده هذا هو سبب عدم الاستقرار، ويروح الزعيم يغالط نفسه بالحديث عن شعبية واسعة رغم انه كسبها باموال ومؤسسات الدولة وخارج القانون ويتحدث عن انتخاب الجماهير رغم انه حصل على منصبه بصفقة محاصصة بذل فيها سيلا من الوعود على حساب الدولة لا حسابه الخاص.
الزعماء يعرفون ان حل الأزمة العراقية فعلا يتطلب التخلص من بعض الوجوه على الاقل ولذلك هناك من يقترح حل البرلمان وهناك من يقترح حل الحكومة، وحل البرلمان سيؤدي لانتخابات في اجواء شحن طائفي تجلب المتشددين من الطرفين ونعود الى نفس المشكلة هذا اذا تجاوزنا العقبات التشريعية والفنية بالاضافة الى الكلفة المالية والامنية للانتخابات، لكن المعتاد في حالة النظم البرلمانية ( نظامنا السياسي منها) أن يكون حل الحكومة هو الاسهل والاقل كلفة.
تغيير الوجوه لن يحل المشاكل تماما ولكنه بالتأكيد سيخفف من حدة الاحتقان وقد يزيله تماما ويجدد الدماء ويخلصنا من مباراة التنس الطويلة والمملة التي نعيشها بلا أمل، مفتاح الحل في كلمة سهلة "مللناكم".
#ساطع_راجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟