أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - محاورات في الترجمة














المزيد.....

محاورات في الترجمة


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1146 - 2005 / 3 / 24 - 11:55
المحور: الادب والفن
    


بدأت محاولات ترجمة هذه القصة "محاورات في الترجمة" منذ سنوات عديدة. لم تنته إلا منذ وقت قصير.
في البداية كان رفض المشرف على الصفحة الأدبية لترجمة القصة. قال للمترجم الشاب الذي يتقن العربية تماماً أن تلك العملية شاقة و لم يجرؤ عليها أحد. قال المترجم الشاب بل قل لم يجرؤ على التفكير فيها أحد. ألم يكن الأمر قد تحول إلى ما هو بمثابة تابو في عقول السابقين و لفرط صعوبته لم يجرؤ على التفكير فيه أحد و ظل هو منغلقاً على أسراره. إستخف المشرف على الصفحة الأدبية بكلام الشاب و عد له أسماء كل من أشاروا إلى الفكرة و تمنوا لو ينفذها واحد من الأجيال اللاحقة. قال إن العرب بمجرد انفتاحهم على اللغات الأخرى و على علم الترجمة بوجه عام أشاروا إلى ضرورة ترجمة هذه القصة.
كانت المحاولة شاقة بالفعل. و كان اعتراض المشرف على الصفحة الأدبية كما يلي: ليس هناك من أصل موثوق به لتلك القصة, تلك القصة التي تعتزم أنت برعونتك و بحماسك التافه أن تترجمها. أنت تعلم جيداً أنه ليس فقط الأصل الموثوق به هو ما يعوزنا و إنما أيضاً, و يا لحسرتنا و يا لخيبتنا و يا لتعس حظنا, الأصل نفسه أياً كان. تعلم يا بيه أن القصة نفسها لم تؤلف من قبل في أية لغة من لغات العالم و لم يحدثنا أحد عن حبكتها و لا عن خطوطها العريضة أو غير العريضة حتى بل, و هو ما أزعمه و ليس في ظني أن من يخالفني, لم يفكر أحد في كتابتها بالأساس. قال المترجم أن أي شيء في بدايته لا يكون على الوجه الأكمل بالضرورة و إنما تتوالى بعد ذلك المحاولات الأكثر تنقيحاً و الأكثر صواباً و الأكثر اقتراباً من الأصل. صرخ المشرف على الصفحة الأدبية و قال أصل إيه بقى ما قلنا الزفت مالهاش أصل. ضحك المترجم الشاب بلباقة كما يليق بشاب مهذب و قال إنما عنيت بالأصل هنا الصواب و على ذلك فيمكننا ترجمة جملتي كما يلي "تتوالى بعد ذلك المحاولات الأكثر تنقيحاً و الأكثر صواباً و الأكثر اقتراباً من الصواب" و حتى لا يتجاور صوابان في عبارة و يتهمنا قراؤنا و نقادنا و لاحقونا بالفقر اللغوي أقول "تتوالى بعد ذلك المحاولات الأكثر تنقيحاً و الأكثر صحة و الأكثر اقتراباً من الصواب".
على العموم فقد وافق المشرف على الصفحة الأدبية في نهاية الأمر و ظهرت القصة. و هو ما تعرفونه حق المعرفة نظراً لأن القصة المراد ترجمتها هي القصة التي تقرءونها الآن, في ترجمتها العربية, و التي هي غير دقيقة و مليئة بالأخطاء و لا ينصح أحد بقراءتها و إن كان يشفع لها أنها أولى المحاولات لترجمة القصة. توالت بعد ذلك الترجمات بجميع اللغات في فترة وجيزة للغاية و كانت ثمة دراسات شيقة حول الترجمات و تم الإقرار أن الترجمات التي كتبت باللغات الأوروبية, و بالفرع اللاتيني منها بالتحديد مثل الفرنسية و الأسبانية, كانت هي الترجمات الأكثر مرجعية و الموثوق بها بشكل أكبر. و في يوم رهيب, كانت الأمطار تهطل فيه بعنفوانها الأكمل و كانت الريح تطير ستائر نوافذ البيت العتيق و كانت أصوات الرعد تصم الآذان و كان شبح الموت كذلك يجول في حجرات البيت, هدفه كان معروفاً, كان مريضاً مسجياً على الفراش محاطاً بألحفة بيض و هالة من النبالة تحيط برأسه, هذا المريض معروف لدينا باسم المشرف على الصفحة الأدبية. في هذا اليوم, و قبل أن يسلم صاحبنا الروح تماماً, نظر إلى من حوله بكثير من التسامح في تلك اللحظات التي كانت أكثر مصيرية في حياة الجميع و التي عبرت عنها ملامحه بشكل مثالي, و ألقى نبوءته "فلربما يأتي يوم, ينهض فيه فارس يتحدث إحدى لغات العالم, و يقرر أن يضع أصلاً للقصة, و مرادي يكتبها بلغتها الأصلية, تلك القصة التي قررنا ترجمتها سوياً أنا و تلميذي العزيز, و عندئذ, فلنر ماذا يمكن أن يحدث, ألن نعرف جميعنا بالفعل في وقت كهذا أي الترجمات كانت أكثر شفافية و أيها كان شفافاً بدرجات أقل".



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الكاتب المصري عزت القمحاوي
- في رواية احمد شافعي الأولى -رحلة سوسو- الحكاية سلم يتفتت كلم ...
- مبارك و دريدا و عمرو بن العاص.. ما الذي حدث في -حدث- تعديل ا ...
- التباس
- الضفة الأخرى.. الرقص على إيقاعات العزلة
- أغنية جديدة لعبد الوهاب. 2
- هيفاء وهبي.. حالة نموذجية بعيني مستشرق ما قبل هوليوودي
- أغنية جديدة لعبد الوهاب..1
- شوكولاتة
- ميلودراما انتهت بانتصار الضوء: ملك الفضائح و المسخرة
- موسم صيد الشيوعيين في معرض القاهرة للكتاب
- و المزيد من النظرات
- المزيد من العيون
- الفخامة المدوية لأم كلثوم.. عبد الحليم الإله الشهيد
- دمشق
- الرحابنة يصدعون عالمنا
- ليس هناك شخص اسمه احمد زكي
- اللحم و الأفكار
- بوابات لمناقشة تلمودية بين الربي عقيفا و الربي يشماعئيل
- HAHY


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - محاورات في الترجمة