احمد هيبي
الحوار المتمدن-العدد: 1146 - 2005 / 3 / 24 - 11:54
المحور:
الادب والفن
هل للكاتب تأثير أو سلطان؟ ولماذا لا يخشى الناس الكُتّاب كما يخشون رؤساء المجالس والبلديات، ولا يتزلّفون لهم كما يتزلفون للحكام, ولرؤساء الاقسام والمدراء؟ ألا يقال ان الصحافة، وهي تعتمد الآراء الحرة، تشكّل السلطة الرابعة؟ فلماذا لا تمارس هذه السلطة الرابعة سلطتها, في مجتمع كمجتمعنا؟ سؤال لطالما كنت أتسلّى به، في بعض الأحيان. وهاكم هذا المثال: عندما كتبت كتابي الأخير، قمت بارساله الى عدة أشخاص وهيئات، على سبيل التكريم. فلم يرد أكثرهم، ولو بكلمة تعني" شكرا, لقد وصلني الكتاب". فقلت في نفسي لا يخشاني، ولا قلمي، هؤلاء الأبطال.
وقد أوصلني التفكير في هذه المسألة، الى أن أحدا لا يحسب حسابنا نحن معشر الكتاب. لا يخشانا الناس، كما لا يخشانا المتنفّذون وصناع القرار. لا يخشانا التافهون، ولا السارقون، ولا المتخاذلون في أداء مهامهم، ولا المقصّرون. أو تعرفون لماذا لا يخشانا هؤلاء؟ لأننا أصبحنا مدجّنين مثلهم, تركنا مواقعنا ونسينا مهامنا، مثلما ترك أصحاب محمد مواقعهم في "أُحد", وصرنا نركض وراء السلطة وأصحاب القرار، بدل أن يركضوا وراءنا.
كان الشاعر العربي القديم، وهو لا يملك الا بعض ما نملك من وسائل الاعلام، مُهاب الجانب. وكان "بشار بن برد" يخشاه السلطان، ويحسب حسابه الوالي والاغنياء. والمتنبي أقام ممالك وأقر أعرافا, وأسس سلطانا للشعر لا يزول. فقولوا لي أنتم أيها الشعراء والكتّاب ما الذي أسستموه؟ وما هو دوركم الفعال في ثقافة هجينة صرتم جزءا منها؟ وفي نظام أصبحتم حرّاسه؟ ولماذا لا تتجاوز ابداعاتم الكتابية – في أكثر الأحيان - شعر حبيب نزحت عنه حبيبته، وتهويمات وخواطر ما أنزل الله بها من سلطان؟ ألا ترون أنه حتى الممثل في أمريكا يقول رأيه, فقط لأن الناس يعرفونه، وكذا يفعل من يستطيع ان يسمع كلمته للناس؟
د. أحمد هيبي
#احمد_هيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟