أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالدالصلعي - مزامير صامتة














المزيد.....

مزامير صامتة


خالدالصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 20:17
المحور: الادب والفن
    


مزامير صامتة
*********
هم يسرقون الان كل شيئ ، ويتاجرون في كل شيئ ،تاجروا قبل أربعين أوخمسين سنة في الأحلام ، فلم يعد لعشب الحلم العربي من أرض كي ينمو فيها ،فابتكر أرضا أبعد من السماء بقليل ، ونما ، لا يمكن للحلم أن يموت ، الأنبياء لا يموتون ،والحلم نبي بعثه الرب رحمة بالفقراء والبؤساء ، لا لينقذهم من بؤسهم وفقرهم ، بل ليخفف عنهم أثقال البؤس والفقر ...
وبعد ان تاجروا في عرينا وحفينا ، هاهم الان يتاجرون في دمنا ، بأدوات أكثر حداثة وليبرالية ، تصور يا من لا أكلمه ولا أوجه اليه الخطاب ، أيها القارئ المنافق المسالم ، أننا نشتري صور دمنا ،وندفع تكاليف الاستمتاع بموتنا من جيوبنا الفارغة ، هل تصدق ذلك ايها المشاهد الفارغ ؟ انها الحقيقة التي اكتشفتها الان . أنت من يروج لقصف جسدك وتجعل تجارة أطرافك أكثر ازدهارا ، وتأسف لدمار سقف وجدران بيتك على أهلك ،بمن فيهم الرضع والرتع والركع .
فلسفة بيع القرد والضحك عليه ، هذا آخر ما تواطأ عليه حاكمك المغوار الذي تسبح باسمه وتدافع عن شجرة نسبه ، وتقدس خطوات بلغته ، ان كان أصلا ينتعل بلغة ، ولا تدرك أنك رقما من الأرقام ، ألف ممحاة تتنافس من أجل محوك كي تحظى بسهرة ماجنة في حفلة لن تحضرها طبعا .
هم الان يتاجرون بدمك بلحمك بصراخك ، وأنت من يدفع الثمن ،قمة فن السمسرة ،وقمة ما أنتجته حداثة البيع والشراء ، أن تكون البضاعة وثمن البضاعة ، ودافع الثمن الوحيد هو أنت ، أنت البضاعة ، عمت بضاعة أيها المشاهد الوفي ، أيها القارئ المحتمل ..
الافلاس لا يسمى افلاسا الا اذا انحط الشيئ وأصبح لا شيئا ، كما الضباب حين يصير حجرا ، وكما الشجر حين يصير مدفعا ،وكما المفتي حين يصير قوادا ، وكما المثقف حين يصير بائع مخدرات ...
فيجلس الحاكم فوق عرشه كمومس تحرس ملهاها من العابثين بثمالة السكارى ،ويغني المغني أغنيته الشهيرة : ياليل لاتنجلي .....كل العطايا لي....
ماذا تبقى منك ؟ غير صياح وبكاء وحسرة تجرها ألف جرة على أوتار كمنجة عربية مهترئة ، لا يكاد خشبها يسمع نبراتها ونوتاتها ، فيستيقظ فينا الموت وجبرائيل نائم ، وتغزونا الشيخوخة في نبض العنفوان . يشيب الرأس في الثلاثين ، ونودع الحياة في الأربعين ، بعد ان نهدي لأطفالنا مناديل شم السائل المخدر الحقير ، ونشردهم في الشوارع وهم بعد لا يدركون من الحياة غير باب المنزل وزقاق الحي..
ماذا بقي من الوطن كي تدافع عنه ؟ كل شيئ بيع ، حتى البيسكويت لم يعد ملكا محليا ، حتى البحر لم يعد ملكا من الأملاك العامة ، ولا المقالع ولا المزارع ولا أشجار الزيتون ولا اشجار الليمون ولا المناجم ولا ما تنبت الأرض وتسقطه السماء ، فعلى ماذا ستدافع ، انها أملاك غيرك ،فهل ستطالب بما ليس لك ؟ لم يبق لك الا أن تتسول حقك وطعامك وشرابك ولباسك ، أيها العاري الحافي ، أيها البضاعة التي تشتري نفسها في سوقها .



#خالدالصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالدالصلعي - مزامير صامتة