مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 15:26
المحور:
الادب والفن
سيدتي أقول عذراً من صراحتي
فأنا وأنتِ في المحك
وما يجيش بخاطري
أريد أن أكشفه لكِ
لأنهُ التداعي في الخطوب
وهو الغروب بعدما ولى الشروق إلى الأبد
......
سيدتي
التي تشاغل نفسها
في رحلة العمر السريعة
في رجفة الطريق
وتشاطر الوجه الخريطة
أصبحتِ في خريفك المرئي بلا حدود
لأنهُ يختصر الطريق للأفول
وهو البداية والنهاية والمثول
......
سيدتي
التي تراقص غنجها
ذبيحةٌ تنافس البقاء
في صرخة الوليد للحليب
صراخك الذي يريد عودة الماضي هراءٌ في هراء
لأنكِ.. أصبحتِ كالمومياء في الرؤى
ظهرتِ بالألوان مثل الببغاء
أردتِ أن يعود مجدك التقليد
وفي الجواب لا..
لنْ تسْتفيدي في السباق
سوى اللهاث والسقوط
......
سيدتي
ها أنتِ تبدئين بالطواف
وتعرضين قلبك المسكين للعشاق
هفهافة العمر بلا رفيق
وانحسر السرب
وعاد كالسراب
وابتدأ الغروب لا شروق
ها أنتِ تخسرين!
جولاتك الجديدة المزكرشةْ
......
سيدتي
إذا رأيتِ أنكِ في آخر المطاف
تحطمين جنحك المعطوب
فابتعدي عن الغنوج
ولعبة الصنوج
واختصري الطريق
فلا صبية في الصبابة إنما
هذا التصابي بالرجوعْ
......
سيدتي
لا يدعي العاشق بالعشق الكلام
أو الإشارة في الغرام كأنه صخب الألم
ففي المحطة الأخيرة القدوم والوقوف
و "الباص *" مثقلٌ بما يريدْ
ومثقلٌ بالحسرات
فهل يفيد أن تكوني عبدة
في العصف والسلال الحديد
"الباص" مكتظٌ فلا مكان للخريف
والورد ينضج في الربيع
......
سيدتي
سنين عمرك مثل أغصان الشجر
أسقطها الخريف
فوق ساحة الرصيف
وأصبح الكلام كالفراغ
سفينة تجوب لا هدف
شراعها ممزق الجوانب
ربانها لا يعرف المسير
......
سيدتي
خريف عمرك الجلاد بالمرصاد والتربص
ينتظر الفرصة حتى ينتهي من الحساب
فانتبهي للوقت يا عزيزتي
وانتبهي للسخط والجزوع
وانتبهي .. لا تعثري كالفرس العجوز
لو تنظرين في هدوءٍ لا انفعال
وتبصرين وجهك الخريطة
ستعجبين كيف لا تقارنين
في صومعة المرآة والحقيقة
في رحلة العمر الصغيرة
......
سيدتي لا تغضبي مني أنا المحب
أقول عذراً من صراحتي
لا تعذلي ريح الصبا أن هب ذاك زمانه
لا تحزني للهبَ قد يهبطْ مقامه
لا تجزعي للعجزِ أن العجز ميزان الطبيعة
فمثلما قيل لنا في المثل الحكيم
" مَنْ كان يمشي في الصباحْ*
على قوائم أربعَ
وصار يمشي ناقصاً اثنين في الظهيرة
وراح يمشي على الثلاثَ في المساء ".
إلا هو الإنسان في الجواب؟
..... 10 / 1 / 2013
* الباص: حافلة الركاب
** قيل في الأدب التمثيلي أن هولة " أبو الهول أنثى أو سفنكس " كانت متوحشة تسأل من يريد الدخول إلى طيبة ومن لا يجيب يقتل " من هو الذي يمشي في الصباح على أربع وفي الظهيرة على اثنان وفي المساء على ثلاث؟ " ولقد أجاب أوديب مما أدى إلى هلاكها .. المقاطع بتصريف من الشاعر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟