أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الخياط - هادي الربيعي.. الطائر الغريب














المزيد.....


هادي الربيعي.. الطائر الغريب


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 12:59
المحور: الادب والفن
    


في شارع "الاوقاف" ببعقوبة، أوائل السبعينات، كان بيت شاعرنا هادي الربيعي، منه واليه يتسلل بكرة وأصيلا، وحين كنت أراه يتملكني شعور عارم بالفخر لان مدينتنا الوديعة فيها أساتذة يكتبون ويطبعون وينشرون، ثم تتصدر المكتبات القليلة كتبهم، وتتلألأ في الجرائد والمجلات أسماؤهم، فهذا محي الدين زنكنه وذاك حسين الجليلي وهنا خليل المعاضيدي وهاهو هادي الربيعي الذي كنا نحفظ مقاطع من قصائد ديوانه (أغاني الطائر الاخضر الغريب) ونراه عيانا فنفرح أحمد صفر صديقي وأنا.

كان بيته مقابل بيت صديقي أهل أحمد، وكنا كلانا طلابا في الاعدادية المركزية، وغالبا ماكنت أقف بباب أهل صديقي صباحا وظهرا وعصرا ومساءً بانتظار أحمد أو شقيقيه الصديقين الحميمين جمال والراحل محمد، فكانت وقفاتي المستديمة تتيح لي رؤية الشاعر الربيعي ولكم حلمت أن أتعرف عليه لأقرأ بحضرته ما أكتب، كنت أتمنى فحسب، ويوم اقتربت من تحقيق امنيتي فاذا بي أسمع ـ أواسط 1976 ـ أن شاعرنا الموظف بدائرة البريد قد نقل ـ الاصح أبعد أو نفي ـ مع موظفين مماثلين، منهم عز الدين الخالدي، الى كربلاء لاسباب سياسية.

وبعد سنتين أو ثلاثة دخل العراق برمته في قبو الظلم والظلام والاستبداد والحروب والاحزان والموت اليومي والحصار والفقر القاتم والقمع الرهيب، فما استطعت لقاء شاعري الا لمرتين أو ثلاث في ستوديو (الامل) وهو مكان عمل الفنان والكاتب صباح الانباري، ومكان لقاءات مثقفي بعقوبة، اذ كان شاعرنا يأتي لمعاودة أهله وزيارة مدينته فيعرج على الاستوديو/التجمع، وكنت ـ فضلا عن هذه اللقاءات ـ أتابع ما ينشر وما يطبع.

وكان صديقي ورفيقي ومعلمي الكبابجي (فرمان) يحكي لي عن شاعرنا عندما كنت أحط رحالي عنده في أماسي (العنافصة) المنيرة، كان يتحدث لي عن اثنين: شاعرنا الربيعي والمطرب جعفر حسن، اذ كانت علاقته وثيقة بهما وبنخبة مثقفي وسياسيي المدينة، فكان يسرد اباء هادي الربيعي وكيف صار، وهو عامل البناء، موظفا واعلاميا وشاعرا معروفا، فيؤكد أن العرفان كله للحزب الذي ربى ويربي.

وتروح الايام وتجيء، ويدعوني (نادي الكتاب) في خريف 2010 الى جلسة على قاعة نقابة المعلمين بكربلاء، فيتملكني الشعور العارم بالفخر ذاته بل أكثر حين أخبروني أن شاعرنا الربيعي سيقدم الجلسة، وكانت جلسة رائعة لأن الشاعر هادي الربيعي يجلس على منصتها، ولاني كنت أشاهد فلما واقعيا امتد من سبعينيات شارع الاوقاف ببعقوبة ولما يزل.

الان اقتنعت تماما أنه هو الطائر الاخضر الغريب، وقد استشرف هو مشواره عندما أصدر الديوان منذ 1968 وحتى أغانيه التي رست على ورم سرطاني في الكبد، بالضبط تحت جيبه الذي يحمل فيه هوية اتحاد الادباء، ولكن أبا علاء لم يقتله المرض اللعين، بل الاهمال الحكومي مع سبق الاصرار.



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2013 مش حتقدر تغمض عينيك
- وامعتصماه
- فغضّّ الطرف انك لم تقدم استقالتك
- تلويحة في ميناء الانتخابات
- ياحريمة سنينك العشرين
- الحسين برئ منهم
- نسوان ... ونساء
- وقف التموين.. باطل
- طاس الاغلبية وحمّام الحكومة
- الجواهري عام 2012
- في انتظار غودو
- بُنى فوق .. بُنى تحت
- حكومة الشراكة الانقلابية
- اللاعب الثاني عشر
- مديرية الاستخبارات في السويد
- فقط حاسة الشمّ تشتغل عند الحكومة
- بغداد والشعراء والنوادي
- على رأي الحكومة: لسنا باكستان
- الاصلاح باطل
- ضد الاسلام والديمقراطية والدستور والقضاء


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الخياط - هادي الربيعي.. الطائر الغريب