|
الشك واليقين
حنين المعموري
الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 07:33
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هل يعتبر اليقين حماقه؟ واذا هو كذلك متى يعتبر حماقه؟ وكيف يكون الشك وضعا مستساغ أو غير مستساغ؟؟ كل هذه الاسئله راودتني عندما قرأت عباره لفولتير تقول ان "اليقين حماقه والشك ليس وضعا" مستساغ"..وبعدها سَكت ولم يوضح أي شيء فاعَلقت هذا الجمله ببالي وحاولت ان اجد لها جواب لكي يستكان عقلي من التفكير فبدأت بالبحث في فكري ..وان اليقين عباره لاأخص بها وجود الله فقط وأنما كل شيء نتيقن على أنه مؤكد بأستخدام العقل ولكن تطرقي في الكلام كان ألاكثر في الشك أو اليقين بوجود الله وذلك لان هذا السؤال الاكثر اهميه منذ الازل. أن الحقيقه التي تتضح من الأبحاث الميتافيزيقيه التي تناولت هذا الأمر تعكس عجزها عن البرهنه على مثل هذا الوجود,فهل يعني هذا أن نكُف عن طلب البرهان عليها؟ أم أن البرهان مطلب لاسبيل الى التخلي عنه لمن أراد أن يؤسس شيئا" ذا قيمه في مضمار الفكر؟ أن ألامر الذي لاجدال فيه أننا يجب ألانتراجع عن طلب البرهان رغم عدم التوفيق الذي صادف كل المحاولات السابقه. ويتطلب الأمر للوصول الى البرهان فضلآ عن الرغبه الصادقه أن يغامر المرء ويدخل الهاويه التي لاقرار لها للميتافيزيقا أنها محيط مظلم بلا شاطيء ولا فنار ,حيث يكون المرء مثل الملاح الذي عليه أن يبدأ في بحر لم يشق عبابه, وحالما يلتقي بالارض سيمتحن رحلته ويتفحصها, وعليه ألا يلتفت الى عاصفه البحر فتربك سيره وعليه ألا يفكر في الحيطه التي يقتضيها منه ركوب البحر. وأن من خصائص الفكر الفلسفي ان يتحرى في كل قضيه وكل الاعتراضات التي تثيرها ولا يخفي شيئا ويفحصها باقصى عنايه ويقدم كل جمله فلسفيه بشكل لايعرض الزائف بلباس الصحيح والمرجح بلباس المحقق والمحتمل بلباس المرجح.. وهناك فلاسفه اخطئو كفولتير عندما احب الحقيقه بدون شك واعتقد ان عقلنا حين نقوده وتدعمه التجربه يتيح لنا ان نثبت عددا صغير من المبادىء الجوهريه اثباتا يقينيا اوقريب من اليقين.... والفيلسوف الحق يجب ان لايتردد في كثير من الاحوال في ان يقول لاادري ويجب عليه ان يعلن لنفسه انه فيلسوف جاهل ..بل يجب ان يشك في مايثبته له عقله بشكل لايقبل الجدل والتاويل ليصل الى يقين. ولكي أؤسس برهان عليّ اولا" مناقشه بعض الاسئله التي تدور في ذهني ومنها: نحن نعرف أذا وجد شيء كان لابد له سبب وهذا السبب له سبب بدوره وهكذا دواليك.. هنا تبدء نقطه المناقشه والتوقف عندها فا لو قلت انا موجوده وهناك اكيد سبب لظهوري في هذا الكون ومن ثم الذي قبلي وقبل الذي قبلي وهكذا الى ان نصل الى الله ...فهنا نقول مادام الكون يعمل على قانون السببيه أكيد هناك من خلق الخالق..وفي الحقيقه هذا السؤال خاطيء لانني تسلّمت بأن الله خالق ثم قلت مَن خلقه ؟! فجعلت منه خالقاً ومخلوقا في نفس الجملة وهذا تناقض .والوجه الآخر لفساد السؤال أنني تتصورت خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان.والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان ... فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه. وقانون السببيه هو نفسه يثبت وجود الله اولها انا موجود ومن ذلك نستنتج ثمه شيء موجود منذ الازل ذلك اذا لم يكن شيء موجود منذ الازل فان كل شيء ناتج من العدم وليس لوجودنا سبب مطلقا وهذا تناقض لايقبله العقل فأذا انا مضطر الى ان اعترف بوجود كائن واجب الوجود منذ الازل وهو اصل الكائنات.
حسنا" هنا يأتي السؤال الاخر الذي شغل بالي هل الله ماده؟ في الحقيقه كان سؤالي هل الله شيئا موجود؟ ولكنني سرعان ما فكرت بهذه الكمله (شيء) وقلت هذا خطأ لان الله ليس شيئا" ولذلك غيرت السؤال من منطلق الوجود الذي يتقيد بوجود الماده فاتخذت سؤالي هذا...هل الله ماده او ليس ماده؟ لا..لاسباب كثيره منها ان الحركه والفكر شيئان غير لازمي الوجود ولذا وجب ان يكونا من لواحق الماده..فهل كان بالامكان ان يلحقا بالماده دون تدخل سبب يختلف عن الماده نفسها؟ ان هذا السبب لايمكن ان يكون سوى الله. وهذه المحاكاه تكملها حجه اخرى اقوى واعم: اننا حين نرى ساعه تسير نجد انفسنا-حالا-واثقين من ان الساعه لم تصنع نفسها. فان كمال الالتها يفترض وجود ساعاتي ماهر ذكي قام بصنعها.ولننظر بعد ذلك الى الطبيعه ولنرقب النظام الرائع الذي يسير الكواكب ولنتأمل تناسق مختلف الاعظاء في كل كائن حي وكيف تتعاون بحيث يمكن المحافظه على الافراد والاجناس. فهل من المعقول امام مثل هذا المشهد,ان نشك بوجود عقل منظم شكل العالم بالنظام والتوازن بين جميع اجزائه (اني حين انظر الى الجسم البشري استنتج بأن كائنا عاقلا ركب هذه الاعظاء..وخلق العيون كي ترى والايدي كي تمسك ..والخ)..وهذه الحجه ليست جديده الا ان ذلك لاينتقص من قيمتها..والامر الذي يؤكد هاتين الحجتين هوفساد الراي المعاكس . نعم انا أعلم ان كل العقول قد عجزت أن تأتي بدليل على اثبات الله الحقيقي بحيث تجعلنا نراه بأحدى حواسنا الخمسه ولكن عدم احضار الدليل ليس هو دليل على العدم .. اما ماجعلني أن اشك هو لأعطي لعقلي اسباب تجعله يستكان من الاسئله ويهدء...فاأن ديكارت الفيلسوف الفرنسي قد قال " الإنسان يجب أن يشك و لو لمرة واحدة في حياته " و كان هذا دافعه للشـك المنهجي الذي توصل به إلى اليقين الدائم..وكان شكه ايضا" في الحواس يرى ديكارت أن كل ما تلقاه و أدركه و وثق به كان عن طريق الحواس و لكنه وجد الحواس خداعة و من الحكمة أن لا نطمئن لمن خدعونا و لو لمرة واحدة المقصود بأن الحواس خداعة أي أن مثلا عندما ننظر لكوكب في السماء نراه في حجم الدرهم و هو أصلا أكبر من حجم الأرض . والشك في الحياة الشعورية: إننا كثيرا ما ننام و نحلم و نعتد اننا في الحقيقة و لكن نستيقظ و نجده حلما فما أدرانا أننا ليس نحلم الآن؟ وكذلك الشك في العقل:شك ديكارت في العقل على لسان الشيطان الماكر فيقول أن هناك شيطان ماكر يضلله و يجعل عقله يوقعه في الظنون فشك في المعرفة العقلية.
من هذا كله أردت ان أوضح ان من يتقين على شيء دون استخدام عقله ودون التفكير فاأن يقينه يعتبر حماقه (يقين ايماني).لانه أمن بشيء بدون ان يفكر هل هذا موجود ؟ أو هل ايماني به في مكانه اوهل كان صحيح؟ فالايمان هو معناه التصديق الجازم الذي لايخالطه شك وبدون اي اثبات اودليل لصحته انت متأكد انه صح وهذا غير موجود باليقين لان اليقين يكون اخر مرحله من مراحل الشك التي تصل اليها وتصل وانت معك الدليل والاثبات . وبرأي كل شخص يستدل على وجود الله مما يعود عليه سواء بالخير او الشر فاأنا استطعت ان اعرف القيمه الكليه لاحساسي ان الله بجانبي من خلال المواقف التي اتعرض لها وأجد السند منه وهي ليست مواقف عاديه بل مشابه لمواقف الاعدام واتخلص منها بأعجوبه على الالف المرات وليس مره واحده او حتى ثلاث مرات.. فالبحث عن حقائق الاشياء باستخدام العقل وبكل النواحي حتى لو كانت بوجود الله هذا هو حق مشروع لكل شخص لكي يجعل يقينه صحيح دون حماقه. اما بالنسبه للشك وضعا" مستساغ فهو ليس هكذا لان الشك يثيرة الفضول لا الهدوء المخدر بالدوغما. وفي الاخير كل شرحي هذالايصل نقطه من بحر الشك الفلسفي اوحتى اليقين...وهو من المواضيع المهمه جدا" التي علينا ان نبحث فيها.
#حنين_المعموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعادة الرؤيه حول الجنس,الرقص,عقل المرأه
-
أعادة الرؤيه
المزيد.....
-
الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
-
مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا
...
-
السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر
...
-
النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
-
مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى
...
-
رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
-
-كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
-
السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال
...
-
علامة غير عادية لأمراض القلب والأوعية الدموية
-
دراسة جديدة تظهر قدرة الحليب الخام على نقل فيروسات الإنفلونز
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|