كافي علي
الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 00:57
المحور:
الادب والفن
ثقافة الدولة هي خلاصة حصادها الفكري، العلمي ، الأدبي والفني. ليس هناك اخطر من علة التوحد بين الخطاب السياسي والثقافي للدولة . بينما تمثل السياسة النظرة العقلية لواقع الدولة تمثل الثقافة الرؤية المستقبلية لها. كل خطاب ثقافي ينسجم ويتناغم مع الواقع السياسي للدولة هو في الحقيقة انحراف يؤدي حتماً إلى شلل في الحركة التقدمية للدولة. الثقافة أخلاق الدولة والمثقف المشرع الأخلاقي لها. التصادم المتكافئ بين الإرادة الحرة للخطاب الثقافي مع خصمه السياسي هو أعلى قيم الديمقراطية التي ربما قد وصلت إليها الدول الرابضة على قمة هرم حرية الفكر والتعبير عن الرأي وهذا طبعاً بفضل قوانين كفلت حق التصادم ومشروعيته لكلا الطرفين. ربما يكون هذا أكثر وضوحاً إذا قارناه بالطاعة العمياء وثقافة العبودية في النظم الدكتاتورية. عندما تخرج الدولة عن إطار ذاتها الديمقراطية او الدكتاتورية وتخضع لاحتلال مجموعة قوى سياسية متناحرة كما هو حال الدولة العراقية اليوم, تسقط أهداف الخطاب الثقافي الفكرية والأخلاقية في مستنقع العمالة او ما يسمى ثقافة الخدمة. تتحول ثقافة الدولة إلى أوكار ومؤسسات دعائية إعلامية للقوى السياسية الداعمة لها او المتوحدة مع توجهاتها. حقيقة الخطورة هنا لا تكمن فقط في ضياع ثقافة الدولة بسبب حرب المؤسسات الثقافية المتعددة وإنما في انهيار القيم الفكرية والاخلاقية لشعبها. إن ما هو واضح في العراق اليوم رغم كل ما نراه ونسمع عنه من حراك ونشاط ثقافي هناك اضمحلال وتدني واضح للقيم الأخلاقية والفكرية للشعب بسبب التخريب السياسي للثقافة الوطنية
#كافي_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟