أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر النابلسي - الإرهاب الحلال والإرهاب الحرام!















المزيد.....

الإرهاب الحلال والإرهاب الحرام!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1145 - 2005 / 3 / 23 - 13:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


-1-

كانت مظاهرة الأمس التي قادها الشيخ القرضاوي مع صفوة من أشياخ قطر فاصلاً بين تاريخين: ما قبل المظاهرة، وما بعد المظاهرة.

كانت هذه المظاهرة تقول لنا كل شيء. ولا تترك شيئاً.

كانت أبلغ من خطب الخطباء، وقول الحكماء، وشعر الشعراء ، حيث قالت لنا أن هناك – في فقه القرضاوي وشرعيته - إرهاباً حلالاً كالذي يجري في العراق والسعودية وغيرها، وهناك إرهاب حرام كالذي جرى بالأمس في قطر.

كانت لا تحتاج للعفيف الأخضر – ردّ الله لنا غربته وعافاه - لكي يظهر لنا المفارقة الصاعقة لكيل الشيخ القرضاوي والأشياخ القرضاويين بمكيالين: مكيال الإرهاب الحلال كالإرهاب في العراق والسعودية وافغانستان ومكيال الإرهاب الحرام في قطر، وهو الإرهاب الذي يقوم بتحريمه لأول مرة شيخنا القرضاوي وهو الإرهاب الذي وقع بالدوحة وفجّر بسيارة مفخخة مدرسة للأطفال وليس نادياً ليلياً، أو وكراً للعاهرات،أو رتلاً لقافلة عسكرية أمريكية.

-2-

كانت هذه المظاهرة التي قادها الشيخ القرضاوي لا تحتاج من شاكر النابلسي أو من احسان الطرابلسي أو من سّيار الجميل أو من رياض الأمير أو من عبد الخالق حسين أو من عزيز الحاج أو من أحمد أبو مطر أو من أي ليبرالي "عميل" و"متأمرك" و "مُتصهين" لكي يغوص في بطون تاريخ الأمس ويُخرج لنا فتاوى القرضاوي وخطبه في صلوات مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة وفتاويه في نقابة الصحافيين المصرية المستنكرة منها والمثبتة التي كانت تدعو للإرهابيين في العراق بالجنة وتعدهم بالحور العين وسلّة تين، وتشجع الشباب على الانخراط في "الجهاد" لتخليص العراق من الحرية والديمقراطية التي ينعم بها الآن.

-3-

لقد قاد مولانا القرضاوي بالأمس في الدوحة مظاهرة كان يهتف فيها – لا فضّ فوه وهلك كارهوه - قائلاً:

"ان المشكلة حينما تُصاب هذه الأوطان من أبنائها المضللين الحمقى الذين يرتكبون أعمالاً لا يستقيم معها منطق، لا من عقل، ولا من علم، ولا من فقه، ولا من دين، ولا من خُلق، ولا من قانون".

فهل هذا الإرهاب حرام في قطر فقط، وحلال في العراق والسعودية واسبانيا وأماكن أخرى من العالم؟

وهل كان ابن لادن والظواهري والزرقاوي والحمراوي والبيضاوي من فقهاء الإسلام وعلمائه حيث تأهلوا لجهاد يستقيم فيه المنطق والعقل؟

-4-

لقد هتف مولانا القرضاوي في جموع المتظاهرين في الدوحة قائلاً:

بأن هؤلاء الإرهابيين "اناس فرغت رؤوسهم من العلم والفقه وان كانوا متدينين في ظاهر الامر ولكنهم لم يتلقوا العلم من اهله واضاف ان المشكلة الكبيرة ان الكثير من الناس ياخذون علمهم عن غير العلماء الثقات فيملأون رؤوسهم بأضاليل وأباطيل ما أنزل بها من سلطان ولا قام عليها في الدين برهان" . وتوجه القرضاوي بالنصيحة الى أبناء الامة "أن ياخذوا العلم من العلماء الثقات المأمونين على دينهم وفي فقههم الذين اذا قالوا قالوا بحق، واذا أدوا أدوا بعلم" .

يا سبحان الله.. ما أجمل هذه الكلام يا مولانا.

ولكن هل هذا ينطبق على الإرهاب في قطر فقط؟

أما ارهاب العراق فهو "جهاد" في سبيل الله؟

فما الفرق بين التفخيخ العراقي والتفخيخ القطري؟

هل دماء المسلمين في العراق حلال، ودماء المسلمين في قطر حرام؟

وما الفرق بين إرهابي الدوحة عمر أحمد عبد الله وبين رائد البنا أو نضال عربيات أو الزرقاوي أو غيرهم من الإرهابيين المجرمين في العراق؟

ألم يكن الإرهابي عمر أحمد عبد الله في الدوحة يصلي ورائك في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة ويستمع إلى خطب الجمعة التي تلقيها عن فضل الجهاد والمجاهدين في أرض الإسلام؟

ألم تزرع في عمر أحمد عبد الله وغيره من الشباب حُب الموت، وأنت القائل في احدى خطب الجمعة وقبل كارثة 11 سبتمبر بشهر : "إذا تعلّق الناس بالدنيا وتشبثوا بالحياة وحرصوا عليها هانوا على أنفسهم وهانوا على عدوهم ، أما إذا لم يبال الناس بالحياة ولا بالموت، فلن يبالوا أوقعوا على الموت أم وقع الموت عليهم". ( موقع القرضاوي، 4/8/2001)

ألم ندعك منذ سنتين وأكثر يا مولانا بأن تكف عن هذه الهرطقات المميتة وهذه الفتاوى القاتلة التي لا تخدم غير مصلحتك الشخصية، وتضرَّ بها شباب المسلمين وتقودهم إلى الموت وحسرة الأمهات ولوعة الآباء ويتم الأطفال وترميل الزوجات. والدليل أن لا أحد من أولادك – حفظهم الله - الذين يدرسون هنا عندنا في أمريكا، واحد بولاية تكساس والآخر بولاية فلوريد ترك دراسته وذهب للجهاد في العراق كما ذهب باقي الشباب الذين ضللتهم، وحببت لهم الموت على الحياة، والآخرة على الدنيا، والحور العين على سارة وكريستين؟

-5-

قلت يا مولانا في جموع المتظاهرين بالدوحة إن حادث تفجير الدوحة "لم يكن له معنى ولا يمكن أن يستفيد منه أحد الا أعداء الأمة وأعداء الدين".

فهل حوادث التفجير في العراق التي يذهب ضحيتها المصلون في المساجد والكنائس ورجال الحرس الوطني والجيش وأساتذة الجامعات وموظفو الدولة والنساء والأطفال والشيوخ لها معنى؟

أسمعك تهمس في أذني يا مولانا بأنها أيضاً لا معنى لها، ولا يستفيد منها غير أعداء الأمة.

فلماذا لم تعلنها من قبل صراحةً في إحدى فتاواك، أو في احدى حلقات برنامجك "الشريعة والحياة"، أو في احدى خطبك في مسجد عمر بن الخطاب؟

-6-

هل اقتنعت اليوم يا مولانا بأن الليبراليين كانوا أكثر صدقاً منك وأكثر شجاعة، عندما وقفوا ضد الإرهاب بكل أشكاله وألوانه ومنذ اليوم الأول وفي كل مكان، بينما وقفت أنت إلى جانبه ولم تقف ضده ولم تخرج الى الشارع مندداً الا اليوم، عندما طالت نار الإرهاب أصابعك وقفطانك وعمامتك؟

هل اقتنعت يا مولانا كيف كان الليبراليون الذين تُطلق عليهم "الكفرة" و "السحرة" و "حملة المبخرة" ضد الإرهاب في كل مكان وزمان، كما هم ضد الإرهاب اليوم في قطر؟

وأنهم اكتشفوا منذ اليوم الأول لكارثة 11 سبتمبر 2001 بأن هؤلاء "المجاهدين" ما هم إلا إرهابيون مفلسون وقُطّاع طرق، وأن هذه المقاومة ما هي إلا "مقاولة" المرتزقة كما أطلقنا عليها منذ يومها الأول، وكان يجب عليك وعلى باقي الأشياخ القرضاويين أن يكونوا شرفاء وأمناء وخلصاء للمسلمين، ويقولوا لهم كلمة الحق دون أن ينتظروا وصول النار إلى قفاطينهم وعمائمهم، ودون أن ينتظروا أمراً سامياً بالتظاهر وإدانة الإرهاب والتنديد به كما فعلت بالأمس في شوارع الدوحة.

-7-

سامحك الله يا مولانا على هذا الافتراء الذي لا يليق بك ابداً وأنت العالم العلاّمة والحبر الفهّمامة. وسامحك الله على تحليلك للارهاب في العراق وغير العراق، وتحريمك للارهاب في قطر. وسامحك الله على أرواح المسلمين من أبرياء ونساء وأطفال وشيوخ التي زُهقت ظلماً وعدواناً بفضل فتاواك، وحمى الله قطر وشعب قطر من كل مكروه ومكر وضر. وأطلب لك من الله الهداية ورفع الغاشية ونور البصيرة.




#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هند وأحمد وبينهما لينا النابلسي - إن أردتم!
- ماذا بعد -الاستقلال اللبناني الثاني- ؟
- كيف يغسل الأردنيون عارهم بالعراق؟
- عار أعراس الدم الأردنية
- لماذا تحوّلنا إلى تيوس ننطحُ الصخرَ ؟
- بورقيبة ينهض من قبره
- أسطورة الحريري في الحياة والممات
- شمس العراق تسطع على لبنان ومصر
- الملك عبد الله والإعلام الظلامي
- الدرس المفيد من العراق الجديد
- من فلسطين بدأ الإرهاب ومنها ينتهي
- الحب في زمن الإرهاب
- لماذا لا ينضم العراق إلى الإتحاد الأوروبي؟!
- الإصبع العراقي: لله وللحرية
- أولويات العراق بعد الانتخابات
- العراقيون يؤدون الأحد صلاة العيد!
- الانتخابات العراقية بين الشرعية والتبعية
- صناديق الاقتراع مقابر للرعاع
- الانتخابات العراقية والامتحان الليبرالي
- العراق والمصير المنير


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - شاكر النابلسي - الإرهاب الحلال والإرهاب الحرام!