صادق البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 23:22
المحور:
الادب والفن
فراشات الليل
أثناء النهار يبزغ قمر في نفسي
وفي الليل تصبح روحي شمسا ،
فرحي هو هذا العالم المتوهج
بالأنوار والأمل
ولكن في داخلي يكمن الحزن
وأسباب شقائي ،
ألان أنصت باكيا
فأرى الأشجار عارية
تفرقع في الريح ،
إنني لا أستطيع أن أمضي
أو أمكث
هنا أو هناك
فقدماي تحملاني رغم أنفي ..
أود أن أهرب
خوفا من أن أختنق
بين هذه الكائنات الثرثارة
المستهترة ،
ابحث عبثا عن ما هو أكثر ضمانا
من الوهم أو العزلة ..
بات كل شيء مألوف لدي
الدروب المسنة
الوجوه الكالحة
أسواق الخردة
الرائحة ،
لست مدينا لأحد
لقد دفعت أكثر مما يتوجب علي دفعه
للذين ينسون
لدرجة نفذت فيها المدية إلى العظم
غير إني بقيت وفيا ،
الآن
أحتاج فقط لأمرأة
تعرف كيف تطهو الطعام
وكيف تمنح قبلة ..
يا سيدتي
غيابك يخترقني كتيار هواء
في الليل
حين تحط الأوراق فوق الشجرة
وكأنها فراشات ..
أطعميني فأنا جائع
دثريني فأنا مقرور
أهتمي بأمري
أنظري كم أنا مسكين ،
طوعيني على أن لا أظل
هذا الرجل العنيد
وعلى أن أعيش
وأموت وحدي ..
لقد أعدتني ذلك الطفل
الذي شبت به عبثا
عذابات أربعين شتاء
قاسٍ ،
رأيت صورة في حلمي
لقد طردني أبي
ذات مساء
ونمت على العتبة
أردت أن أختبئ
داخل نفسي
ليس تحتي غير الحجر
ولا فوقي غير الفضاء
كم أود أن أنام
وأنا أدق على الباب
بصمت
هل تعرفين أناسا
كا لحجارة مثلي ..
************************************************
صادق البصري / بغداد
#صادق_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟