|
أبو حمزة .وابنه الأسير
نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)
الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 23:05
المحور:
الادب والفن
من ذكريات أسير عراقي!..
للأسير العراقي نصيب مما نكتب عام 1982 ألتحق المواطن العراقي رسول أبن الحاج أبو حمزة صاحب محل تسوق قرب من دارنا .التحق حاله حال جميع الجنود للدفاء عن العراق .نضرت إلى المواطن رسول ابن جارنا قبل أن يلتحق بصفوف الجيش العراقي كان شابا يافعا وضعيف البنية اسود الشعر .
بدأت الحرب العراقية الإيرانية ورحنا نسمع أخبار الحرب في الراديو والتلفاز وأصبحت الحرب طاحنة وخسائر من الطرفين والكل كان خاسرا.
كان الحاج أبو حمزة يتابع أخبار ابنه أكثر من متابعته لاخبار الحرب لانه كان يعرف بأن الحرب هي لعبة(سوفياتي .امريكي).قذرة وفي عام 1982 تأسر جاري رسول ابن الحاج أبو حمزة وأصبح في زنزانة الأسرى العراقيين في إيران.
علم والد الأسير بأن أبنه تأسر فراح يبكي ليلا نهارا ولم يتحمل الصدمة وهو رجل كبير في السن. وبعد شهور اعتاد أبو حمزة على مصيبة ابنه وبدء يتعايش الوضع واصبح يأكل ويشرب ولكن ما زال يسأل على ابنه كالطفل التائه..
كنت أنا دائما اجلس بقرب العم أبو حمزة حالي حال جميع الجيران لنخفف عنه صدمة أسر ابنه الغالي....
أنتهت الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988 بخسارة الطرفين والرابح الأكبر هي أمريكا والاتحاد السوفيتي مثلما توقع الحاج أبو حمزة. وبدأت العلاقات العراقية الإيرانية تعود ولكن ليست بعمق كانت على مستوى السفراء ..
مرت سنين وسنين وأبنه رسول لم يعرفوا عنه شيئا سألوا الأسرى المحررين عن ابنهم رسول ولا احد يعرف مصير ابنهم اي شئ وضل رسول مجهول ولا احد يعلم عنه شيئا إلى ان جاء احدى أللأسرى المحررين ليخبر والده بأن الأسير رسول موجود بأحدى السجون في إيران فرح الحاج أبو حمزة واخوتة بهذا الخبر السار ..
وبإحدى جلساتي مع الحاج ابو حمزة .طلب مني أن اكتب رسالة إلى السفارة الإيرانية كنت وقتها لا يتجاوز عمري 17 عاما ورحت اكتب مثلما يقول لي ابو حمزة.. وكلما اكتب له رسالة كان يذهب مسرعا الى السفارة الإيرانية ليسلمها لهم عسى ان يطلقوا سراحه ولكن بلا فائدة!. كان الحاج يقول لي دائما ( أتمنى ارى أبني ساعة واحدة واموت وراها). علما أن الحاج أبو حمزة هو أب لاربعة أوللاد وأبنه الأسير هو الثاني على الترتيب...
خرجت وجبة من الأسرى العراقيين وايضا رسول ليس معهم خاب أمل الحاج أكثر حتى وصل الى اليأس وفقدان الوعي.. وفي عام 2003 وبعد احتلال امريكا للعراق وسقوط نظام صدام حسين أمرت إيران بأطلاق سراح جميع الأسرى العراقيين وفتح صفحة جديدة مع الحكام الجدد في العراق .. فرح الحاج أبو حمزة ولكن هذه المرة فرحتة كانت على أمل كبير بخروج أبنة لا محالة...
جائني أولاد الحاج أبو حمزة يطلبون مني أن احلق شعر رسول فور وصولة إلى البيت لأنهم علموا بانه في البصرة. وفعلا وصل ابنهم بعد غياب ما يقارب 21 عاما ذهبت الى بيت الحاج أبو حمزة لارى الأسير المحرر وأيضا لاقوم بحلاقة شعرة الطويل ولحيتة واذا بي ارى الأسير ابن جاري وهو أصبح كبيرا وشعرة مغطى بالشيب ولم اعرفه أبدا رحت اقبله واسلم علية بعد غياب طويل جدا.
كان هناك الكثير من الجيران ومنهم اخوتنا الفلسطينيين لان الحاج أبو حمزة كان له علاقة حميمة مع الفلسطينيين خاصة مع الحاج عارف الملحم والحاج عبد الخالق الداوود في محلتنا والتي أسكنها ... ...المهم... جلس الأسير بعد ان رحب على جميع الجيران جلس ووضعت (الوزرة) وأخرجت ماكنة الحلاقة ورحت أحلق بشعرة الابيض وكان الحاج أبو حمزة كل دقيقة يأتي ليقبل رأس أبنه ويبكي بكائاشديدا ويقول له (أبني مو حركت كلبي)).. وأبنة يبكي لرؤية ابية .. وبعد اقل من ساعة سقط الحاج أبو حمزة على الأرض مغميا عليه وجاءوا اولادة لينقلوة الى مستشفى الكاظمية وبعد نصف ساعة جائنا خبر وفاة الحاج ابو حمزة.
نعم قد مات أبو حمزة بعد أن رأه أبنه ساعة كاملة بعد غياب ما يقارب 21عاما انقلب الفرح الى حزن وعزاء وتغيرت الوجوة وجميع الناس بكت من هذا الموقف المحزن . حزنت كثيرا وجلست في الأرض مصدوما ورحت أتذكر كلمة الحاج أبو حمزة قبل 15 عاما عندما قال لي(بنفسي اشوف أبني رسول ساعة واموت وراها) صدفة لا تتكرر أبدا وموقف صعب التعبير عنه واجواء حزن لا مثيل لها وللأسير العراقي نصيب مما نكتب والف رحمة على الحاج أبو حمزة الطيب والف رحمة لشرفاء العراق الاصلاء الذين علموا أولادهم محبة الشعوب العربية المظلومة
#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)
Nabil_Samara#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سأرحل عنك لا محالة
-
عذابات حب !
-
مزيد من العطل
-
جرار فارغ
-
السياب .. علمني ان اكره الادب !
-
شناشيل بغدادية
-
حكايات فلكية
-
سيدة القلب ..
المزيد.....
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|