جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3970 - 2013 / 1 / 12 - 21:42
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
احيانا لا يمكن التوصل الى معنى كلمة في النصوص القديمة بمراجعة القواميس. مشكلة القواميس هي انها تعطي معاني عامة و احيانا غير واضحة و هي تتردد بين المعاني خاصة اذا كانت هناك كلمات مختلفة تكتب بنفس الشكل او تلفظ بنفس الطريقة homonyms مما يعقد التوصل الى المعنى الصحيح في النص.
الكلام هنا هو عن الفعل المزيد II العربي (سوّم). للكلمة المعاني الاصلية الاولية الاتية:
اولا كفاعل: شخص يُحرِّك شيء و يتقدم (سوّم) causative الفعل المزيد من (سما يسمو) و (السوم) هو حركة الريح او تقدم الجراد او مجموعة من المحاربين.
ثانيا (المفعول به) تقليد علامة لفارس او حصانه او المشاهيراو محارب عند غسل العاراو شيء اخر.
ليس واضحا فيما اذا كان القرآن يستعمل كلمة (المسومين) كفاعل او كمفعول به و لماذا استعمل رغم وجود فعل خاص من نوع (علم) قارن (العلم و العلامة) بنفس معنى (سوّم). تذكر القواميس العربية بان (سوّم) من (سيما) الذي تحول بـ metathese التبديل اللفظي من (وسم) و لكن الغموض في المعاني ambiguity لم يكن اسلوب مستعمل في النصوص العربية القديمة. لربما يمكن تحديد معنى الكلمة الاصلية بطريقة ابسط: ان جميع استعمالات و معاني (سوّم) الاولية كانت دائما تخص الاوضاع الحربية اي ان الموضوع كان حربيا سواء تحرك انسان او قُلد علامة او فرض واجب. تبين هذه المعاني الحربية القديمة مكانة الغزو و الثأر في حياة البدو في الجزيرة العربية بشكل واضح.
يقول الاستاذ Seidensticker نحن نعلم منذ Jules Gillie´ron بان كلمات من نوع homonym و homophon اي بنفس اللفظ و الكتابة مع اختلاف المعنى تنقسم الى نوعين:
erträgliche يمكن تحلمها (تقبلها)
و unerträgliche لا يمكن تحملها (تقبلها)
و ان كلمة (سوّم) هي من نوع unerträglicheو ان المعنى الثنائي للكلمة لم يكن ذات اهمية عند الناس سابقا و معنى (سوّم) الاصلي كان تقليد علامة ثم تطور المعنى الى التحرك (القرآن: سيماهم في وجوههم). لاحظ ايضا ان كلمة (التسويم) كانت تشير الى (بداية بيت شعر جميل) اي استعلت كزخرفة و تجميل و لكن و لربما من الصعب تحديد معنى الكلمة الاصلي بشكل نهائي قطعي و هذه ليست الا محاولة من قبل الاستاذ Seidensticker
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟