أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - مشهد السودان وحسن الترابي














المزيد.....

مشهد السودان وحسن الترابي


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخلت السودان في تجربة الحُكم.."الإسلامي"..ودخل معها السودانيون في خِضم أحلامٍ لا تتوقف عند طلب المعيشة بل إلى تنفيذ حُكم الله، أقاموا الحدود وقطعوا الأيادي والأرجل، ثم سرعان من انقلب البشير على الترابي كجزاء لمن يضع الشعوب لخيار إما القلم أو القوة ، قد لا يجد الإنسان صعوبة لديه في الاختيار إذا ما كانا متصارعين في السر والعلن، ولكن عند رؤية التحالف ثم الانفصال ينحاز المواطن إلى القوي، هذه التجربة حاضرة من قبل في زمن عبدالناصر ، فكما حدث مع الترابي والبشير حدث مع عبدالناصر والإخوان، وكأن ضريبة القمع والسجن أصبحت عقاباً لمن تسوّل له نفسه أن يسلك سلوك السلطة بمباركة القوي .

أرى أن سلوك السلطة لن يكون نزيهاً وقائما قياماً صلباً إلا بعملية كبرى للإصلاح الديني والفكري تخرج منها المجتمعات من حالة إلى حالة، أما أن نعتقد بأن ما نحن عليه هو الحق وأن الباطل قليل لهو الحَمَقُ بعينه، فما من فشلٍ حضاري شامل إلا ورافقه الجهل والانحطاط الخُلقي والثقافي، بالضبط كما حدث في المجتمع السوداني حيث ابتهجت نفوس الإسلاميين في المنطقة بقدوم هذا المارد الذي سينقل السودان من الانحطاط والجهل إلى مصاف الدول المتقدمة ، ولكن تناسى هؤلاء بأن هناك فراغاً فكرياً وثقافياً يعاني منه الشعب السوداني بأسره ،فمن تخبطه على أعتاب الأضرحة إلى استقطاب المجتمع السوداني دينياً وعِرقياً وصل السودانيون إلى مرحلة اللاعودة، فانقسمت البلاد وخضعت الأقاليم لسُلطة كبار الطوائف وضعفت الدولة المركزية فكانت النتيجة أن انتشرت الجرائم السياسية والعِرقية .

بالتأكيد كانت هذه الجرائم مُخبّأة قبل ظهور المشروع الإسلامي في السودان وكانت فقط تنتظر اللحظة لخروجها للعلن فور استدعائها إما بجهل وسطحية أصحاب المشروع الإسلامي، أو بتورط خصوم الإسلاميين في التحريض ضد الدولة المركزية وعدم التعاون مع الحاكم، كانت أكثر تجربة مريرة عاني منها إسلاميو السودان هي فتنة السُلطة، حيث أتذكر حواراً مع الترابي منذ عامين قال فيه بأن معيار الاختيار الذي كنا نسلكه كان هو معيار الثقة ، وأن الرجل لم يكن ليتقدم لموقع المسئولية إلا بالثقة في أخلاقه وطاعته والتزامه، ففوجئنا بعد حينٍ من الزمن بأن ما كنا نُقدّمه في الماضي لم يكن إلا مشروعاً لدكتاتور فَتَنَته السلطة ، فسُرعان ما كان يُقصي خصومه حتى أنه لم يشعر بما هو عليه ولجأ كعادة أكثر الإسلاميين إلى التبرير.. ومن هذا المشهد سقطت دولة السودان بين رُحى الاستبداد..

من شهادة الترابي أرى أن تجربتهم التي عانوا منها ليست ببعيدة عن المشهد العربي وبالأخص في مصر وتونس فهما مُعرّضتين لنفس التجربة أو أخف أو أشد وطأة، فارق كبير بين التنظير العقلي بين مشروعين سياسيين أحدهم يُدخل الدين عنوة في كل صغيرة وكبيرة، وبين مشروعين سياسيين يعتمدان على معيار الأكفأ لضمان البقاء والاستمرارية..فالأول سيُنتج مجموعة يعتريها الجهل بالقانون والحياة..أما الثاني فسيكون أكثر مرونة وتفاهماً وبالتالي أكثر دراية..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع النهضة هل هو مشروع عدواني؟
- تصدع الإخوان(المماليك والأحرار)
- تصدع الإخوان(تطهير أم تطويع القضاء)
- تصدع الإخوان(تطهير أم تطويع الإعلام)
- الدستور الإخواني (علماني صِرف)
- رؤية سياسية هامة لما بعد المرحلة الأولى من الاستفتاء على الد ...
- أهلاً بكم في دولة(فاشيستان) الدينية
- دولة هامبوكو وحياة أبوكو
- تصدع الإخوان(التقليد والانقياد والوهم)
- تصدع الإخوان(التبرير والتحوير)
- ليالي (إرهاب) المدينة!
- طموح تجديد علم الكلام الإسلامي
- إلهام شاهين..ومعركة عين جالوت!
- لماذا لا يوجد عذاب قبر في الإسلام؟
- فلسطين وسوريا والسودان..فليضحك الإسلاميون!
- تصدع الإخوان(لله وللوطن أم للجماعة)
- تصدع الإخوان(غرور القوة المتوهمة)
- تصدع الإخوان(تعاليم بوذا والأميرة النائمة)
- تصدع الإخوان(تشويه التاريخ)
- تصدع الإخوان(النقد المحرم)


المزيد.....




- انطلاق تحذير من إعصار قادم أثناء بث مباشر.. شاهد رد فعل خبير ...
- أحمد سعد يثير جدلا بصورة تجمعه مع ويل سميث وجوني ديب
- مصادر لـCNN: الخدمة السرية تلقت معلومات استخباراتية بمخطط إي ...
- السيسي وماكرون يناقشان هاتفيا وقف إطلاق النار في غزة
- دراسة حديثة تكشف كيف يزيد -تغير المناخ- طول الأيام؟
- -سي.أن.أن-: واشنطن تلقت معلومات مخابراتية عن مؤامرة إيرانية ...
- شاهد: طالبان تقيد مراسم الشيعة في إحياء ذكرى عاشوراء بأفغان ...
- الانتخابات الأمريكية.. ماذا نعرف عن -مشروع 2025- المثير للجد ...
- -حرب الشاشات- في مصر.. حملة ضد عرض عبارات -مسيئة- للسيسي
- الناطق باسم -سرايا القدس-: الآليات العسكرية الإسرائيلية تحول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - مشهد السودان وحسن الترابي