أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادين عبدالله - هل تنجح سياسات «التقشف» فى مصر؟














المزيد.....

هل تنجح سياسات «التقشف» فى مصر؟


نادين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 00:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قابل الرئيس منذ عدة أيام مسؤولى صندوق النقد الدولى فى إطار مفاوضات القرض المطلوب لدفع العجلة الاقتصادية والحد من عجز الموازنة. بكل تأكيد سيتطلب الحصول عليه إجراء سياسات تقشفية واضحة ومؤلمة. الحقيقة هى أن بعض هذه الإجراءات الاقتصادية شديدة الوطأة، والتى تتخذها السلطة التنفيذية المصرية حالياً، قد إتخذت من قبل فى عدد من تجارب أوروبا الشرقية الناجحة. فنذكر مثلاً خطة «بلسروفيتش» فى بولندا والتى سميت بالإصلاح الاقتصادى عبر «الصدمة الكهربائية» نظراً لشدة قسوتها. وقد حققت هذه الإجراءات نجاحات هيكلية للاقتصاد، جعلتها تقفز قفزة اقتصادية رائدة، لكنها خلفت مشكلات اجتماعية ثقيلة على المدى القريب أقلها ما يزيد على مليون عاطل فى أقل من سنتين.

بالطبع، كان الهدف الأساسى من هذه السياسات - على عكس الحالة المصرية - هو تحويل نمط الاقتصاد إلى السوق المفتوحة، بما يعنى تحقيق مزيد من «الحرية» ولو على حساب «العدالة الاجتماعية» نجاحها فى أوروبا الشرقية رجع إلى توافر أربعة شروط موضوعية غير متوافرة فى مصر حالياً:

يتعلق الشرط الأول بتوافر شرعية سياسية قوية للنظام الحاكم، فالنتذكر مثلاً شعبية لآخ فاونسا رئيس حركة تضامن الثورية «البالغة 10 ملايين عضو» وأول رئيس معارض يصل إلى الحكم فى بولندا «بعد سقوط الحزب الشيوعى الحاكم»، والثقة التى حظى بها من شعب رأى فيه القائد الملهم.

أما الشرط الثانى فيخص تواجد حد أدنى من التوافق المجتمعى النسبى على أهمية تحمل هذه الإجراءات الاقتصادية رغم إيلامها ويتعلق الشرط الثالث ببنية المجتمع نفسها، فالفروق الاجتماعية لمجتمع كان تحت الحكم الاشتراكى «رغم سلطويته» لم تكن مفجعة مثلما كان الحال فى أمريكا اللاتينية أو مصر حالياً - وهو ما يعنى قابلية أكبر لتحمل الضغوط بعكس الحالة المصرية حيث وصل الضغط مداه بعد سنوات التدهور الاقتصادى فى عهد مبارك.

أما الشرط الأخير فيخص بنية الاقتصاد نفسه، والتى كانت تتميز برصيد يعتد به من الإنتاج الصناعى مما سهل عملية الانطلاق الاقتصادى، بعكس الاقتصاد المصرى المعتمد بصفة أساسية على الخدمات بجانب الدخول الريعية.

إذن، فى ضوء غياب هذه الشروط، لن يعنى إقدام المسؤولين فى مصر على مثل هذه الخطوات الصادمة اجتماعياً بلا غطاء سياسى كاف وبلا حد أدنى من التوافق المجتمعى سوى التعجيل بالسخط المجتمعى العام، ولن يعنى التأخر فى الحصول على القرض سوى تأجيل هذا الغضب لما بعد الانتخابات البرلمانية - هل يعقل أن يعوِّل النظام الحالى على الحلول الأمنية، بمعنى اللجوء إلى القمع، لفرض هذه الإجراءات؟ نؤكد أنه لن يجدى سوى الحل السياسى، هذا الحل الذى فشلت فيه السلطة الحالية لتبنيها سياسة سلطوية تجاهلت المعارضين والنقابيين رغم أنه لا مناص من الحصول على موافقة الجميع لحماية مركب الاقتصاد من التهاوى - فهل يتصحح الخطأ سريعاً؟.



#نادين_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين مصر الثورة من روح متحف «شتاسى» فى برلين؟
- الدستور المصرى والبولندى: اختلافات ودروس
- كيف تلعب الجماعة ضد مصالحها؟
- ثلاث أساطير إخوانية بشأن الدستور واستفتائه
- الحركة النقابية بين براثن الاستبداد


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادين عبدالله - هل تنجح سياسات «التقشف» فى مصر؟