منير اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 01:41
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
توكلت الشعوب العربية على الله وثارت من أجل الحرية ... هكذا قالوا ... والله جل جلاله بلاشك مع الحرية ... وأيضاً هو مع كل مجتهد (ثائر) يقول كلمة حق أمام سلطان جائر ... هكذا تعلمنا ولست أرى في هذا القول مايخالف العقل ولا المنطق ..
لكن الذي يخالف العقل والمنطق هو أن يُثاب المجتهد بعد اجتهاده بشلوت على قفاه كما حدث مع المجتهدين في تونس ومصر وليبيا واليمن فكان أن كافئ الله هذه الشعوب التي ثارت على طغاتها بطغاة أشد قهراً لهم، وأعظم استبداداً بهم، وأكثر قتلاً لحرياتهم من تلك التي ثاروا عليها !!
والحال ... لابد من وجود تفسير ...
هل نجد تفسيراً في حقيقة أن هذه الشعوب التي ثارت إنما أتخذت من (الغاية تبرر الوسيلة) شعاراً لها ولجأت إلى وسائل غير عادلة لتحقيق مطلب عادل؟ .. ربما ...!!
على العموم لدي بضعة أسئلة في هذا السياق ..
كم هم عدد الأبرياء الذين تم ظلمهم تحت شعار (محاربة الفلول) في كل من تونس ومصر؟
كم هو عدد العائلات البريئة التي تم قتلها أوتشريدها في ليبيا بحجة أنهم من أذناب القذافي أو عشيرته؟
كم هو عدد العائلات البريئة التي قتلت في سوريا تحت شعار (القضاء على الموالاة) ناهيك عن شعار (مجاهدة الكفار)؟
والأهم من ذلك كم هو عدد أولئك الثوار الذين شهدوا وقوع هذه الجرائم ولم يمنعوا تتفيذها .. بل سكتوا عنها استشفاءً للغل الذي في الصدور؟
أعتقد أن أحد وجوه مشاكلنا في العالم العربي هو غياب الإنصاف .. إن كان من جهة الموالاة أو المعارضة ..
بعض السوريون الثائرون أيدوا الإئتلاف المدعوم بالمال القطري رغم معرفتهم أنه جهاز مأجور .. ولا أرى في هذا إنصافاً للمعارضين الشرفاء.
الكثير من السوريون الثائرون ارتكبوا أو شهدوا ارتكاب مجازر بحق أبرياء ولم يمنعوا تنفيذها .. ولا أرى في هذا إلا الظلم والجور.
جميع أعضاء الإئتلاف غضوا الطرف بالكامل عن جرائم الجيش الحر والعصابات الوهابية ومنهم من اختلق الأعذار لمرتكبيها .. ولا أرى في هذا إلا الإجرام.
فهل بعد هذا نعجب من استمرار لعنة حكم الطغاة والمستبدين على بلادنا؟
سموها ما شئتم معادلة كونية أو معادلة إلهية .. هي العدالة كذلك .. توجب على طالب العدل أن يسلك الطريق العادل ..!!
#منير_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟