سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 21:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التطرف الفكري ظاهرة موجودة في كل الأديان وكل الإيديولوجيات السياسية .. والتطرف الفكري يتم التعامل معه بالفكر والجدال بالتي هي أحسن بالحجة والبرهان وحسن البيان ولا يمكن إنهاء التطرف الفكري بشكل تام من المجتمعات البشرية إذ سيظل وجود متطرفين في كل ملة وكل نحلة وكل دين وكل بلد وكل إيديولوجيا سياسية! ... لكن إذا تطوّر هذا (الفكر المتطرف) إلى (عنف) من خلال ممارسة (الإرهاب السياسي) في صورة تفجيرات وإغتيالات وإستهداف المدنيين وإستخدامهم كأدوات ودروع بشرية لتحقيق أغراض سياسية ولفرض هذا الفكر المتطرف على المجتمع فعندها نكون في مواجهة (حالة) أخرى غير مجرد (التطرف الفكري) والتعصب المذهبي أو الحزبي !.. حالة تستدعي مواجهة (العنف غير المشروع) بواسطة (العنف المشروع) المتمثل في حق الدولة في الردع وإستخدام القوة البوليسية لفرض الأمن والنظام وحماية الحريات العامة والحقوق الخاصة من المجرمين المسلحين !!.
في ظل نظام شمولي ديكتاتوري - كحال نظام الطاغية معمر القذافي المقبور - يكمم الأفواه ويمنع حرية التعبير و يحرّم ويجرّم التعددية السياسية ويبطش بالمعارضين ويغلق أبواب التغيير الإجتماعي والإصلاح السياسي بالطريق (الديموقراطي) الشعبي والسلمي عندها يكون (العنف الثوري) مبررا ً ومشروعا ً من أجل تحقيق الحرية للأمة وتخليصها من الطاغية وفرض التغيير بقوة الشعب الثائر وقوة الثوار !.. ويكون ممارسة هذا (العنف الثوري) الموجه لأزلام النظام الطاغوتي أمرا ً طبيعيا ً وشرعيا ً يقع تحت مسمى (الجهاد) و(النضال) و(القتال من أجل الحرية والعدالة) ويكون من يمارسونه ثوارا ً وأبطالا ً ومناضلين من أجل التحرر... أما حينما يتحرر الشعب ويسقط الطاغية ويحل محله نظام يبيح حرية التعبير وحرية التنظيم وحرية الدعوة والحركة والتعددية السياسية ويتيح إمكانية التغيير والإصلاح السلمي (التدريجي) من خلال قنوات الديموقراطية ووفق إرادة جمهور الأمة .. عندها تكون ممارسة (العنف المسلح) أمرا ً شاذا ً مرفوضا ً وغير مبرر و يكون هذا (العنف المسلح أو حتى العنف الغوغائي) إرهابا ً سياسيا ً وجريمة سياسية بكل معنى الكلمة ويكون الذين يمارسون هذا العنف ليسوا مجاهدين وثوارا ً وأبطالا ً بل يكون وصفهم الموضوعي والشرعي الصحيح هو أنهم (خوارج) و(غوغاء) و(منحرفون) و(متطرفون إرهابيون) !.
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟