جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3966 - 2013 / 1 / 8 - 19:36
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
نفسية و حياة البشر معقدة و متعددة الجوانب حقا. لايوجد انسان يمكن وصفه 100% بطيب كما لا يوجد انسان 100% شرير و الذي يرسم صورة لانسان (لاي انسان مهما كان مركزه و فصله و نوعه و قدسيته او شره) لا تتعدى الاسود و الابيض لا يتوصل الى حقيقة ماهية البشر و حكمه دون شك اكثر من ساذج. لذا قلما يستطيع الانسان ان يجيب على متطلبات محيطه بـ (نعم) او (لاء) واضح. بهذه المقدمة يبدأالاستاذ الالماني الكبير Manfred Ullmann بحثه عن كلمة (عسى) العربية و اطيافها و معانيها المتعددة.
تعبر لغة البشر هذه الحقيقة بكلمات متعددة مثل (ربما) و (من الممكن) و (عسى) و (لعل) و (يجوز) و (من المحتمل) الخ و العربية كما نعرف لا تنقصها مفردات من هذا القبيل و ليس هناك عذر لعدم استعمالها و لكن رغم ذلك نجد احكام المسلمين هي عادة خالية من (عسى) اكثرها من نوع الاسود و الابيض تنقصها الحذر و التواضع و فسح المجال لآراء و اطياف اخرى.
يركز السيد Ullmann على كلمة (عسى) لقوتها و معانيها المتعددة و استعمالاتها الكثيرة و لان (عسى) يختلف عن بقية مفردات الاحتمالات فعسى هو الوحيد (سوية مع لعل) الذي يصرف كالفعل على الاقل في الماضي (عسيتم و عسينا) لذا ليس من السهل ترجمة (عسى) بعبارة انجليزية او المانية واحدة لان عسى يتجاوز هذه المعاني بكثير. فماهي معاني (عسى) الاحتمالية الكثيرة برأيك و لماذا يصرف كفعل اسوة بـ (ليس) في الماضي فقط؟
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟