محمود قاسم أبوجعفر
كاتب وباحث وشاعر
(Mahmoud Qasim Abu Jaafar)
الحوار المتمدن-العدد: 3966 - 2013 / 1 / 8 - 06:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- وابيضت – إي وربي – عيناي من الحزن والأسى ، بعد أن هطلت ، وفاضت " عقيقاً " أحمراً من الدموع والعبرات المحرقة ، لا – لعمرك – لمصيبة ، أو نازلة ، أو حادثة – تقليدية – معتادة ، يستطيع المرء منا – بأي حال من الأحوال – تحملها ، أو تجاوزها – إن صح التعبير – بمضي الأيام والأزمان المتعاقبة ، وإنما – في الحقيقة – ألماً ، وأسفاً ، وحسرةً – لما – آل إليه مئال وطننا ومواطنينا – على حد سواء – من انقسام ، واقتتال ، وتمزق ، وتشرذم وتردي ، وعلى وجه الدقة ، منذ " تسلق " مرشح جماعة الإخوان المسلمين ، الدكتور محمد مرسي – لقمة – الهرم السياسي " خلسة " في وطننا ، حتى هذه اللحظات العصيبة ، الدقيقة – المريرة – الراهنة ، التي " نتجرع " لظى – دنانها - المسمومة الممقوتة ، بالليل والنهار ، سراً وجهراً ، كما هو الحال – عند – حيوانات السواقي ، التي – ارتضت – لأنفسها الدوران – كرهاً – حول إطار ضيق محدد ، وهي مكبلة الرقاب ، ومصفدة الحرية والإرادة ، والذي أدمى قلبي ، وأذهب لبي ، وأنهك قوامي ، وأودى بذاتي وكياني ، - هو – شعوري الجم ، وإحساسي - المفرط - بالخزي ، والذل ، والضعف ، والهوان ، والعجز ، والاستسلام – حيال – تطلعات ، وأطماع " السيادينيين " ، من تجار الأديان ، ولصوص الأوطان ، وفي – مقدمتهم – جماعة الإخوان المسلمين ، التي تعد – في تصوري – بمثابة الأم الولود ، والحاضنة الحنون – لشتى – فصائل ، وجماعات ، وفرق ، ونحل " قوى " وتيارات الإسلام السياسي البغيض ، لا سيما ، أنهم – في تقديري – قد سمحوا لأنفسهم ، وارتضوا – لأن – يتخذوا من الشرائع السماوية ، والشعارات الدينية ، والمذهبية ، والطائفية " مطية " ، بقصد التسلق " عنوةً " للمناصب السياسية – المتباينة – الفانية .
- وفي الواقع ، فإنني قد نشرت مقالاً بموقع " الحوار المتمدن " ، بتاريخ 16/7/2011م ، تحت عنوان " السيادينيون .. وخطيئة العسكري ! ، حذرت – من خلاله – قيادات المجلس العسكري الحاكم – آنذاك – من " مغبة " الموافقة على تأسيس ، وإنشاء عدد من الأحزاب السياسية ، ذات المرجعية الدينية ، مؤكداً – في الوقت نفسه – على أن مثل هذا " الجرم " السياسي الفادح – يمثل – خرقاً ، وانتهاكاً – صريحاً - لنصوص ومواد قانون مباشرة الحقوق السياسية ، الذي " يحظر " إنشاء الأحزاب السياسية على أساس الدين أو العرق أو الجنس ، وبالرغم من ذلك ، فإن قيادات المجلس العسكري الحاكم – آنذاك – قد جعلوا أصابعهم في آذانهم ، واستغشوا ثيابهم ، وغضوا أبصارهم وبصائرهم – معاً – حيال " اقتراف " جريمة ، أو سقطة ، أو – خطيئة – الموافقة على تأسيس ، وإنشاء عدد من الأحزاب الدينية المسيسة ، وعلى رأسها " حزب الحرية والعدالة " ، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين ، في سياق يتنافى ، ويتعارض – جذرياً – وقيم ، ومبادئ التوافق المجتمعي والوحدة الوطنية المنشودة ، وإن كنتم – في ريب – من قولي ، فما عليكم ، إلا أن تسألوا – أنفسكم سؤالاً واحداً ، مفاده :- لماذا " غض " قيادات المجلس العسكري الحاكم أبصارهم وبصائرهم – معاً – حيال اقتراف " خطيئة " تأسيس ، وإنشاء عدد من الأحزاب الدينية – الماسونية – المتطرفة في ذلك الوقت ؟ ، وماذا – في الوقت نفسه – لو " استثنى " قيادات المجلس العسكري الحاكم – حينئذ – قوى ، وتيارات ، وجماعات الإسلام السياسي المتعصب من العملية السياسية – امتثالاً – وتفعيلاً ، وتطبيقاً للمادة " السادسة " من الدستور الإخواني – الجديد - ، الذي " فرض " على وطننا ومواطنينا – كرهاً – في " الثلاثين " من شهر نوفمبر الماضي ، والتي تنص على عدم – جواز – قيام الأحزاب السياسية بسبب الجنس أو الأصل أو الدين ؟؟ ، وأخيراً – وليس آخراً – ما هي الدوافع الحقيقية " المكنونة " من – منح – الرئيس الأمريكي " باراك أوباما " خمسين مليون دولار ، لصالح مرشح الجماعة المحظورة سابقاً " محمد مرسي " ، في غضون الانتخابات الرئاسية الماضية ؟؟؟
- ليس ذلك فحسب ، بل إنني قد نشرت مقالاً – آخراً – بجريدة " الأحرار " المصرية ، يوم الثاني عشر من شهر " يونيو " الماضي ، أي – صباح – يوم التصويت لجولة الإعادة بين " مرسي وشفيق " ، تحت عنوان " الوطن العربي .. في بؤرة الانهيار ! ، حذرت – من خلاله – قيادات المجلس العسكري الحاكم – آنذاك – من " مغبة " اختلاس أحد المرشحين لمقاليد الحكم في البلاد ، مشيراً إلى أن " تسلق " مرشح جماعة الإخوان المسلمين " محمد مرسي " لقمة الهرم السياسي في وطننا ، سيسطر ، وسيجسد حروف " النهاية " المظلمة لمستقبل أمتنا العربية ووطننا العريق ، ناهيك – عن أنه – سيؤدي " بدوره " لانقسام ، وصدام ، واقتتال مهلك – محقق – بين أوساط مجتمعنا ، مؤكداً – في الوقت نفسه – بأن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ، قد – دعموا – وأيدوا " فصيل " جماعة الإخوان المسلمين ، منذ أمد بعيد ، ليس – دعماً – لنشر الديمقراطية والحريات العامة ، حسب ما يزعمون ويرددون – فرية – وتضليلاً ، وليس – حباً – أو نصرة للإسلام والمسلمين " لا سمح الله " كما يتوهم البعض ، وإنما ليعدونهم ليوم – معلوم – تشخص فيه الأبصار ، في مواجهة – الشرفاء – من قيادات وأفراد المؤسسة العسكرية الوطنية ، من جهة ، والقوى الليبرالية والاشتراكية والمدنية ، من جهة أخرى ، وبذلك – يكونوا – قد وفروا الأرض الخصبة لثعالب " مجلس الأمن الدولي " ، أو " مجلس – الاستعمار – الدولي المقنع " ، إن جاز التعبير ، ليفصل – وقتئذ – بيننا بحكمه ، وليستصدر – في الوقت نفسه - قراراً " استعمارياً " قاسطاً – كان – في الكتاب مسطوراً.
- والذي يثير التساؤل ، والشك ، والريبة – أنني – قرأت تحليلاً سياسياً مهماً ، تناقلته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الغربية الكبرى ، نشر بعد " بضعة " أيام – فقط – من اختلاس " مرسي " لمقاليد الحكم في البلاد ، والذي يشيب له رؤوس " الولدان " شيباً ، أن التحليل السياسي – الصادم – الصائب ، قد جاء " مطابقاً " من حيث الشكل والمضمون – لما – توقعته ، وأشرت إليه بمقالي " المتواضع " بجريدة الأحرار – صباح – يوم التصويت لجولة الإعادة بين " مرسي وشفيق " ، وإن كنتم – في ريب – من هذا ، فما عليكم إلا أن تتحققوا ، وتتثبتوا – كيف – شئتم ، والسؤال الذي – أود – طرحه على " قرائي " الأعزاء ، في المقام الأول ، ثم وكالات الأنباء ووسائل الإعلام – الغربية – الكبرى ، في المقام الثاني والأخير ، مفاده :- هل كان " بإمكان " تلكم الوكالات الإعلامية – الكبرى – بث ، ونشر ، وإذاعة مثل هذا التحليل السياسي الخبيث ، قبيل البدء في إجراءات التصويت لجولة الإعادة بين " مرسي وشفيق " ، ولو " لبضع " ساعات – قلائل – من الوقت ؟ ، وإذا كان ذلك " بالإمكان " ، فلماذا أرجأت ، أو أمهلت ، أو أحجمت – تلكم – الوكالات الإعلامية الجبارة – عن – بث ، ونشر ، وإذاعة مثل هذا التحليل السياسي الثاقب ، لبعد بضعة أيام – فقط – من جلوس ، وقبوع ، وتربع " سيدنا مرسي " على كرسي – الإمارة – في وطننا ؟؟؟
- والذي يثير " ظنون " الأنعام ، ومن أضل – منهم – سبيلاً ، أن التحليل السياسي – الغربي – المشئوم لم " يكتفي " ، أو يقتصر – في مضمونه – على التأكيد بأن فوز مرشح فصيل جماعة الإخوان المسلمين " محمد مرسي " في الانتخابات الرئاسية الماضية ، سيؤدي إلى انقسام – حاد – بين جماعة الإخوان المسلمين ومواليهم ، من جهة ، والقوى الليبرالية والاشتراكية والمدنية والوطنية ، من جهة أخرى ، لكنه – في الحقيقة - قد تخطى – ذلك – وتجاوزه بكثير ، حينما أكد لنا " في شقه الثاني والأخير " ، بأن المرشح الاشتراكي " حمدين صباحي " ، كان – بمثابة – طوق النجاة ، أو - المخرج الآمن - لمستقبل مصر السياسي ، وهنا – ثمت – سؤال راود ذهني كثيراً ، مفاده :- إذا كان – ذلك – رأي السواد الأعظم من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الغربية العريقة ، فلماذا " عزفت " الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها – عن – دعم ، وتأييد " حمدين صباحي " ، في الوقت الذي – ضخت – فيه الإدارة الأمريكية " خمسين مليون دولار " ، لصالح " مرسينا " ، وجماعته المسيسة – في غضون – الانتخابات الرئاسية الماضية ؟؟؟
- وبلا ريب ، فإن – القاصي والداني – من بني وطني قد أدركوا يقيناً ، بل – وشهدوا – بأعينهم وأنفسهم ، مدى الانقسام – المجتمعي – الحاد ، الذي " تفشى " كسرطان العصر – بين – أطياف ، ومؤسسات ، وأفراد مجتمعنا - دون استثناء - ، في سابقة تعد " الأولى " من نوعها ، في تاريخنا السياسي والقومي والمجتمعي ، لذا ، فإنني – أحذر – الشيخ محمد مرسي ، وجماعته المتأسلمة المتطرفة ، من المضي قدماً في – تحقيق – أطماعهم ، ومخططاتهم " المذهبية " الممقوتة ، وأنصحهم – في الوقت نفسه – بأن يسعوا ، ويلتفوا – فقط – حول ما يجمع " شتات " المواطنين المصريين المنقسمين المفتتين ، حتى لا ينقض علينا ذئاب " مجلس – الاستعمار – الدولي القاسط " ، فنصبح – حينئذ – خاسرين .
#محمود_قاسم_أبوجعفر (هاشتاغ)
Mahmoud_Qasim_Abu_Jaafar#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟