الاوضاع التي تعيشها النساء في المجتمعات التي تسودها القوانين
الاسلامية، فرض الحجاب على النساء، قطع رؤوسهن، الرجم بالحجارة حتى الموت، الجلد،
الاعتداء الجنسي على الاطفال تحت اسم الزواج، التمييز الجنسي، كلها تشكل دلائل على
وحشية التعامل مع المرأة وتشير وبشكل عيني على انعدام حقوق المرأة وتموقعها في موقع
مواطنة من الدرجة الثالثة في الشرق الاوسط، وهذا ان يعكس شيئا، انما يعكس تاثيرات
الاسلام.
المدافعون عن الاسلام، يقولون بان اوضاع النساء في ايران وفي البلدان
المحكومة بانظمة حكم اسلامية، هي نتيجة ارتكاب حماقات بشرية. يقولون بان القوانين
الاسلامية والشرائع المتبعة في الشرق الاوسط لا تتبع التعاليم الحقيقية للاسلام،
يقولون بانه يجب التمييز ما بين الاسلام و ما بين الممارسات التي تقوم بها الحكومات
او الحركات الاسلامية.
وفقا للقران، على سبيل المثال ورد في سورة النور "
الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة" في سورة النساء " الرجال قوامون
على النساء" وفي سورة البقرة" نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم انى شئتم". يقول
المدافعون عن الاسلام ان هذه الايات قد اسيء تفسيرها، بل يذهبون بعيدا للقول بان
هنالك مساواة في احترام الجندر في الاسلام، وان الاسلام يحترم حقوق النساء.
وفقا للايات في القران، فان معاقبة النساء باستخدام العنف، يفسر من قبل البعض
بانه اجيز استخدامه بعد ان يستخدم التنبيه والتذكير، ويستخدم بعد الولادة، ويقبل
اللجوء اليه كاخر حل يمتلكه الرجل تجاه المرأة. أنهم يقولون اذا كان الرجل يضرب
زوجاته بدون رحمة، فان هذه الاية تضع شرطا على استخدام الضرب وهو الضرب "برأفة"،
كذلك في الحالات العصبية وحيث يكون هنالك اذى كبير، مثل الطلاق، فان استخدام الضرب
يتاح للرجل فقط حين يكون على شكل توجيه ضربات خفيفة لزوجته بحيث لا تسبب لها اذى
جسمانيا، او يترك اثارا على جسدها، يمكن استخدام الضرب اذا كان الهدف منه لفت
انتباه الزوجة الى تواصل سلوكها غير العقلاني.
في الاية التي تنص على ان
"النساء حرث للرجال"يقولون ان القرآن يشجع على الجنسانية -رغم ان النساء قد تعرضن
للقتل بسبب تعبيرهن عن حاجاتهن الجنسية-. اخذا بنظر الاعتبار ان النساء لسن في موضع
الحكم او الاستشارة، فان احد الملالي في قم يستخدم اسما نسويا مستعارا يقول" دعونا
نفترض بان هنالك من يعيش في كواكب اخرى، حيث النساء اكثر تعلما من الرجال، فهل نقبل
حمايتهن لنا، او نرفضها؟" ( مجلة زنان العدد 3 و4). نقرأ على احد ىصفحات الانترنت
بان" الاسلام يحيي دور المرأة في المجتمع كأم و كزوجة، وهي اكثر الواجبات قدسية و
اساسية. و ربما هذا يوضح و يعطي الاجابة على مسألة وجوب حصول المرأة المتزوجة على
موافقة زوجها اذا ارادت الشروع بالعمل. على كل حال ليس هناك نص في الاسلام يحظر عمل
المرأة حيث تستدعي الضرورة لذلك. وخاصة في الميادين التي "اعتادت المرأة على العمل
فيها والتي تنسجم مع طبيعتها وحيث يحتاجها المجتمع".
هذه التفسيرات النسوية
الاسلامية تشكل تجاوزا على ذكائنا و لا يمكن الاخذ بها بشكل جدي. الاسلام ذبح
العديد من النساء، ارتكب الكثير من الابادات، اكثر مما يمكن نكرانه او تبريره او
اعادة تفسيره او الدفاع عنه دفاعات واهنة. لا يمكن ان يفسر كره النساء باحترام
النساء، كما لا يمكن قلب الفاشية والنازية والتمييز العنصري راسا على عقب وترجمتها
على انها محبة للانسان.
لا تعدو هذه المقولات ان تكون تبريرات لاطراف رجعية
تسعى الى تشريع معتقداتها و دينها والدول والحركات الرجعية في ابقاء القوانين
والاحكام الاسلامية. انهم يدعون بكل تلك الادعاءات حتى لا يظهروا بمظهر المتعاطي مع
تلك الوحشية التي ترتكب من قبل الحركات الاسلامية في العالم اجمع. لا شيء يخفي
حقيقة ان الاسلام، شأنه شأن الاديان الاخرى، هو دين معاد للمرأة و كاره للنساء
ومتناقض مع حقوق المرأة واستقلالها الذاتي.
ان الاسلام السياسي، حركة رجعية
معاصرة. هنالك من يردد دائما بانه لا يجب ان نوجه اصبع الاتهام الى الاسلام، بسبب
الاوضاع التي تشهدها النساء في البلدان المحكومة بالقوانين الاسلامية. ان مدافعين
مثل جاكي بالارد، عضو البرلمان البريطاني السابق والذي يسكن حاليا في ايران يقول:
توجيه اللوم الى الدين بسبب انعدام حقوق المرأة في بلدان مثل ايران، يضاهي توجيه
اللوم الى البروتستانتية في بريطانيا او الكاثوليكية في المكسيك. ان هذا
الكلام يخلو من المعنى، فالاسلام في موقع السلطة السياسية في ايران وفي بلدان اخرى
في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، و لا يمكن مقارنته مع البروتستانتية في بريطانيا.
الانجيل ليس قانون الارض في بريطانيا، ليس موجودا في الدستور و لا في قوانين
الاحوال الشخصية و لا يفرض في المحاكم، ولا يفرض بقوة العسكر، لكن كل هذا موجود في
ايران.
كان في اعلى قمة هرم السلطة السياسية، او كحركة تتطلع الى استلام
السلطة. ان الاسلام هو ايديولوجية سياسية بقدر ما هو دين، يستهدف الى انشاء وتاسيس
دولة اسلامية، و من اجل اقامة هذه الدولة تحتاج الى السلطة و الى الحكم.
لقد
ساعدتها سلطتها السياسية هذه، على تعطيل وقمع وقتل النساء على نطاق واسع. أن
الاسلام السياسي حركة رجعية معاصرة. وقد كانت بديلا مناسبا خلال الحرب الباردة،
وكنتيجة لفشل القومية العربية. في ايران، على الاخص، تقدم الاسلام السياسي الى
الصدارة في ثورة 1979 بمواجهة اليسار. وحيث ان وسيلة الحرب الباردة،
وبسبب شيوع
معاداة الغرب، وسيادة التقاليد الاسلامية لدى الغالبية العظمى من المثقفين واقسام
ثقافية متعددة في المجتمع، فقد حدث، ان ظهرت الحركة الاسلامية بشكل ملفت للنظر
وتصارع للوصول الى السلطة.
وهذا يعني ان كره النساء في الاسلام، قد اعطي دولة،
قوانين، محاكم، اسرابا من الشرطة، العسكر، الباسدار( شرطة حراسة الثورة) البسيج
(قوات التعبئة العسكرية) واخوات زينب، حزب الله، وهم على اهبة الاستعداد لتنفيذ
القوانين.
في ايران، النساء يضربن بشفرات الحلاقة، ويرمى الاسيد في
وجوههن، قتلت العديد من النساء، اعتقلت اعداد كبيرة منهن واودعن السجون، قبل ان
يتمكن النظام في ايران من فرض الحجاب الاجباري عليهن، ويؤسس دولته ويفرض حكمه.
انه لمن العنصرية عدم ادانة الاسلام والاسلام السياسي، النظام الذي اعدم النساء
اللواتي تعرضن للاغتصاب لحد الموت، بسبب الحكم عليهن.
النساء/ 4-5/ تموز
2002
يصدرها مركز دراسات المرأة في الشرق
الاوسط